عيد المولد النبوي الشريف .. أعيدوا لنا رسولنا !

قال أبو هريرة عندما فرغ الرسول من صلاته كان هناك رجلٌ يسوق بقرة فركِبها فقالت له إنا لم نُخلقْ لهذا إنَّما خُلقنا للحرث فقال النَّاسُ سبحانَ اللهِ بقرةٌ تتكلَّمُ !! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإنِّي أؤمنُ بهذا أنا وأبو بكرٍ وعمرُ .. ورأينا راعي في غنمِه إذ عدا عليه الذِّئبُ فأخذ شاةً منها فطلبه فأدركه واستنقَذَها منه فقال له الذئب .. استنقذتَها منِّي فمن لها يومَ السَّبُعِ يومَ لا راعيَ غيري ؟ .. فقال النَّاسُ سبحانَ اللهِ ذئبٌ يتكلَّمُ .. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإنِّي أؤمنُ بهذا أنا وأبو بكرِ وعمر …

هذا الحديث موجود في صحيح بخاري برقم (3471)، وفي صحيح الأمام مسلم برقم (2388) ,وحكمه أنه حديث صحيح ومتفق عليه !

بقرة تتكلم ,وذئب يتكلم … والرسول يؤمن بهم والخليفة ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب !

نترك الحديث جانبا ونبارك بعيد المولد النبوي ,وهو الحدث الذي جعلني أكتب هذا المقال الهام ,وتفكرت كثيرا .. كيف نبارك للرسول في عيد مولده وما هي أجمل هدية تهدى له في هذا اليوم المميز بتاريخ الأمة الإسلامية ؟

طبيعة اي إنسان أنه يشعر بالحنق والغضب عندما يسمع أحدهم ينسب إليه أقوالا وأفعالا لم يسبق له أن قالها أو فعلها ,نحن الأشخاص البسيطون نغصب لذلك ,فكيف بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وقد سمحنا أن يدس في مئات الكتب ,آلاف من الأفعال والأحاديث المكذوبة الموضوعة عن لسان الرسول !؟ والطامة الكبرى أن جلّ هذه الأحاديث تشوه صورة الرسول وتجعله ينحدر من وصف الله له في القرآن بأنه على خلق عظيم ,, الى درجة رجل سيء شهواني جنسي محب للحياة والنساء ينافي منهجه العلم والانسانية والحكمة والعقل وينافي القرآن نفسه .. حاشاه أن يكون كذلك وهو الحائز على شهادة الله بأنه المرسل من عنده رحمة للعالمين.

في الحديث الذي افتتحت به المقال نجد أن البقر يتكلم والذئب يتكلم ,وسبق أن ورد في الاحاديث ايضا ان الحمار تكلم مع الرسول ! .. وأسال .. ما الغاية من دس هذه الأحاديث المكذوبة في السيرة النبوية الشريفة !؟ .. هل لجعل للرسول معجزات كسائر الأنبياء ؟ .. وهل محبتنا للرسول وقدسيته لدينا تتأتى من معجزات أم من قناعتنا بأنه الصادق الأمين الذي بلغ الرسالة والأمانة وبالتالي قناعتنا بالله الخالق المدبر الحكيم والاسلام كدين الرحمة بين البشر !؟

نحن لسنا بحاجة لتعظيم الرسول الكريم باختلاق معجزات مضحكة في حياته ,هذه المعجزات والاحاديث المكذوبة جعلت صورة الرسول الكريمة سيئة جدا وأصبحت حجج يلجأ لها كارهو الاسلام ليطعنوا بصدق الرسول ورجاحة عقله وفحوى الإسلام ,هذه الاحاديث التي تنافي المنطق والعقل والعلم أصبحت سبيلا يتخذه أولادنا الى الالحاد ونكران هذا الدين المليء بالخرافات والتناقضات الموجودة في كتب السنة والصحاح والسيرة النبوية ,وفي نفس الوقت لا نجدها في القرآن الكريم الكتاب الرصين المحكم الذي لا يأتيه الباطل.

عبر فقرات سريعة سأحاول أن أوضح بعض الاكاذيب التي دست في السيرة النبوية ,ومن كتب علماء الامة الذين تصدوا لها وكذبوها .

لنتناول بعض الأمور المكذوبة التي قد تصدمكم في سيرة الرسول الكريم التي درستموها في المدارس والجامعات وحلقات العلم في المساجد ولا زالت تدرس حتى وقتنا هذا ..

أولا يجب أن نوضح أن سيرة الرسول الكريم جاءتنا من عند ابن اسحق وهو أول من دون هذه السيرة وهذا الرجل غير متفق على صدقه من قبل علماء الأمة ,فأغلب علماء الائمة كذبوه وقالوا أنه مدلس وقد أوردت ما قيل فيه في مقال سابق كي لا نكرر فيطول المقال .. لنرى الآن بعض المرويات المشهورة عن حياة الرسول في دعوته للإسلام والتي كذبها علماء الإسلام وقالوا أنها لم تثبت وغير صحيحة.. !!

اسلام عمر وهجرته .. القصة المعروفة عن اسلام عمر بن الخطاب وأنه جاء بجلد مكتوب عليه ايات من سورة طه وانه عندما هاجر للمدينة صلى في الكعبة وخطب بالناس …. الى أخر القصة ,وان العلماء أكدوا ان عمر لم يعرف القراءة والكتابة الا عندما هاجر للمدينة وأن قصة هجرته لا يوجد لها سند صحيح !

إسلام حمزة .. وأنه خطب بقريش أنه على دين محمد وقد ضرب أبو جهل بقوسه لانه شتم الرسول … الى أخر القصة المشهورة.

طلع البدر علينا .. الاغنية التي انشدها اهل المدينة احتفالا بقدوم الرسول اليهم ,وقال عنها العلماء ان ليس لها أصل ,والأغلب ان أهل المدينة غنوها للرسول بعد عودته من غزوة تبوك.

قصة الحمامة والعنكبوت .. اثناء اختباء الرسول في الغار .. الى أخر القصة المشهورة .. وقد كذبها أغلب العلماء.

نوم سيدنا علي في فراش الرسول في يوم هجرته الى المدينة .. وهي القصة المشهورة في السيرة النبوية وقد ضعفها جل علماء الأمة وقالوا أنها موضوعة وغير صحيحة.

حديث عم الرسول أبو طالب مع الرسول حول عدوله عن الدعوة للاسلام ورد الرسول الكريم بالحديث المشهور .. لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي .. الى أخر الحديث .. حكم عليه بأنه غير صحيح وموضوع.

وقصص أخرى كثيرة كثيرة منها محاولة قتل أبو جهل للرسول وهو يصلي في الكعبة ,واستشارة الحباب بن المنذر في معركة بدر ,وذهاب أبو سفيان الى المدينة لتجديد الصلح وعدم رغبة الرسول بلقاءه ,وخطاب الرسول في يوم فتح مكة وكلمته المشهورة .. اذهبوا فأنتم الطلقاء , وزواج الرسول من سيدتنا خديجة وهي في الاربعين من عمرها وهو في الخمسة والعشرين من عمره .. الخ

والكثير من هذه المواقع لم تحدث ,لكنها الى الآن تدرس على أنها سيرة رسولنا الكريم ! دون ان يصار الى ابطالها وتحديثها واعتماد الحياة الحقيقية للرسول ,, مما يؤكد أننا أمة تعشق المرويات والحكايات والخرافات ولا تعشق أو تبحث عن الحقيقة ,فهي تريد رسول بمواصفات معينة على مزاجها وقياسها ,هي لا تقبل برسول بدون معجزات خارقة وقصة حياة مشوقة ومواقف نادرة وشخصيات وهمية واحداث معينة .. نحن لا نبحث عن الحقيقة بل أننا نكرهها ونفر منها ونلعن من يذكرنا بها !

لذا لن يعجبنا القرآن الذي يدعونا للتعقل والتفكر والتدبر والتبصر ,نحن نريد قصص تناسبنا لنسير بها ونضل عن سبيل الله ,قصص ولو حملت تشويه لصورة الرسول الكريم فلا ضير طالما أنها تناسبنا !

لنقرأ هذا الحديث الموجود في صحيح بخاري ايضا وسأورد خلاصته ..

دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أمرأة سبية من أحدى الغزوات وقال لها:

هبي نفْسَكِ لي، قالت: وهل تَهَبُ المرأةُ المَلِكةُ نفْسَها للسُّوقةِ؟ .. فأَهْوى الرسول بيدِهِ يضَعُها عليها، فقالت: أَعوذُ باللهِ منكَ. فقال: لقدْ عُذْتِ بمَعاذٍ، ثمَّ خرَج علينا فقال: أبا أُسَيدٍ، اكْسُها رازِقِيَّتَيْنِ ، وألحِقْها بأهلِها.

تخيلوا أن الرسول الكريم همه في الحياة معاشرة النساء وسبايا الحرب ,لا بل أنه يقبل أن تهينه مرأة وتصفه بأنه سوقة ,وهو يستمر ويضع يديه عليها غير أبه بكل ذلك ,فتستعيذ بالله منه !! تخيلوا .. امرآة تستعيذ بالله من أفعال رسوله ذو الخلق العظيم الذي دخل عليها ليطئها غصبا عنها !

هل هذه أخلاق الرسول الكريم !؟ .. حاشاه .. هذا دس وأفتراء عليه سيحاسب كل من روج وكتب وآمن وصدق ولا يزال يتعامل بهذا الحديث ,ومن وضع هذا الحديث لأجل أن يحلل لنفسه وطء النساء دونما حساب وأن يبرر ذلك بأن الرسول فعل ذلك وهو حلال !

وما سبق عن خرافة تكلم البقر والذئب ,وعن شهوة الرسول الجنسية ليست سوى شذر بسيط من كوم كبير من احاديث موضوعة تشوه صورة الرسول لدى المسلم وغير المسلم ,وما حوته كتب الصحاح وما استقاه أصول الفقه من السنة النبوية لسن قوانين فقهية لهذه الأمة ,لا يحمله عقل راجح مؤمن بالله وعدالته ورحمته.

ولنأخذ أمثلة أخرى لنرى كيف تم تشويه صورة الرسول لصالح اصحاب العقول العفنة والشهوات الجنسية ..

في صحيح بخاري ايضا نجد حديث برقم 1827 عن عائشة رضي الله عنها قالت إنه رسول الله كان يقبل بعض أزواجه وهو صائم ثم ضحكت !

وفي حديث أخر عن عائشة وعن ميمونة ( زوجات الرسول ) أنه كان يباشرهن وهن في المحيض من فوق مأزر .. والنص برواية عائشة :

كانت إحدَانا إذَا كَانَتْ حَائِضًا، فأرَادَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُبَاشِرَهَا أمَرَهَا أنْ تَتَّزِرَ في فَوْرِ حَيْضَتِهَا، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا، .. الحديث رقم 302 في بخاري و ورد في مسلم ايضا .

وفي حديث عن أنس بن مالك : أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَطُوفُ علَى نِسائِهِ في اللَّيْلَةِ الواحِدَةِ، وله يَومَئذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ. رقم الحديث 284 في بخاري.

ويستغرب المسلم عندما يقرأ هذه الأحاديث من سلوك الرسول وعشقه للجنس ,فالجنس يشكل محور حياة الرسول ,حتى وهو صائم يفكر بالتقبيل ,حتى وزوجته حائض وغير طاهرة يفكر في معاشرتها ,وفي الليلة الواحدة يعاشر تسع نساء ! .. وحق للمسلم أن يستغرب من هذا الرسول المفرط في الجنس ,فيما أن المسلم العادي في رمضان لا يفكر بالجنس ومن المستحيل ان يقترب من زوجته في فترة الحيض … الخ !!

طبعا حاشا الرسول الكريم أن يفعل ذلك وإنما هي مرويات عنه وجب علينا تصديقها فقط لان من رواها .. عن عن عن عن .. هم اشخاص ثقة وعدول ولم يعرف عنهم الكذب ( علم الجرح والتعديل ) وأصبحنا بموجب هذا العلم نطعن في اخلاق الرسول , لا بل أننا نطعن في شهادة الله برسوله في متن القرآن ,فنكذب كتاب الله ونصدق الرواة الثقات الذين نقلوا هذه الاحاديث !

وللإنصاف .. فإن علماء الأمة المتقدمين لم يدخروا جهدا في تنقيح الاحاديث المكذوبة وهي .. وقد يصدمكم العدد .. بالآلاف !

لك أن تتخيل عدد الكتب الكبيرة التي تناولها علماء وأئمة الإسلام القدامى عن الاحاديث المكذوبة والموضوعة على لسان الرسول الكريم ونعدد بعضها على سبيل المثال :

كتاب العلل المتناهية لابن الجوزي ( وقد شرحته في مقال سابق هنا ) ,كتاب الموضوعات أيضا لابن الجوزي ,كتاب تذكرة الموضوعات للقيسراني المقدسي ,كتاب اللآلئ المنثورة في الاحاديث المشهورة للأمام الزركشي ,كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف للعلامة أبن القيم الجوزية ,كتاب المقاصد الحسنة للأمام السخاوي ,كتاب الدرر المنتثرة للسيوطي ,كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الشنيعة الموضوعة للكناني ,كتاب شرح روض الطالب للأنصاري كتاب المصنوع من معرفة الحديث الموضوع للقاري ,كتاب كنوز الحقائق للمناوي ,كتاب النخبة البهية للأزهري ,كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ,كتاب سلسلة الاحاديث الضعيفة للأمام الالباني ,وغيرها الكثير من الكتب ,حتى ابن تيمية ضعف الكثير من الاحاديث في كتابه أحاديث القصاص ,ورحم الله الجميع وجزاهم خيرا.

وتخيل ان الامام ناصر الدين الالباني رحمه الله في كتابه سلسلة الاحاديث الضعيفة ,قد فند وشرح الاحاديث المكذوبة في 15 مجلد كامل ! وهو جهد بشري خارق اي كان موقفك من الامام الالباني ,وأن مختصر المجلدات يبلغ نحو 2500 صفحة ! فيما أن كتاب العلل المتناهية للعلامة ابن الجوزي رحمه الله رد 1000 حديث وفند أسباب تصنيفها بأنها ضعيفة ومكذوبة. وبقية الكتب المذكورة لبقية العلماء لا تقل من حيث الغزارة في اعداد الاحاديث المكذوبة عن الالباني وابن الجوزي.

فلكم أن تتخيلوا هذا الكم المرعب من الاحاديث المكذوبة على لسان الرسول !؟

وهنا نثني على عمل كل إمام وعلامة قام بتنقيح الاحاديث المكذوبة ,ونستغرب ونطرح هذا السؤال .. لما توقف الأمر عندهم ؟ ما الذي ينقصنا لنتابع التنقيح وغربلة كل حديث يتعارض مع القرآن والمنطق والعقل والعلم والانسانية ؟؟ .. طبعا جواب هذا السؤال المشروع يحتاج لمقالات !

ونعود ..

حاليا لا يمكنك نقض او رد أو الطعن بأي حديث ورد في كتب الصحاح ولو كان هناك حديث يناقض الحديث ,فيجب عليك أن تلغي عقلك وتأخذ بالحديثين معا ! .. لا بل أن هناك أحاديث تصنف بأنها صحيحة تحمل في مضمونها التناقض مع بعضها والتناقض مع العلم والخلق ,, كما سنورد في مثال ..

في حديث أخرجه البخاري برقم (3305) .. عن ابو هريرة أن الرسول الكريم أنه قال ( فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِن بَنِي إسْرائِيل، لا يدرى ما فعلَت، ولا أُراها إلَّا الفأر، ألا ترَوْنها إذا وضع لها ألْبان الإبِلِ لَم تشربه، وإذا وضع لها ألبان الشّاء شربته؟ ) .. بمعنى أن الله لم يخلق الفأر كخلق بقية الاجناس وإنما الفئران التي نراها الآن هي من اليهود الذين مسخوا لشكل الفأر لأنهم عصوا الله وموسى عليه السلام ,وبقيوا يتكاثرون لزمن الرسول محمد ولزمننا الحالي ! وبالتالي عزيزي المسلم هذا الفأر الذي تشاهده حاليا هو مسخ من يهودي !

لكن العلم قال لنا أن الفئران موجودة من قبل وجود الجنس البشري نفسه ! والمشكلة الأكبر أن في نفس الصحيح ,صحيح البخاري حديث عن الرسول يقول فيه :

( ذُكر عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ القردةَ والخنازيرَ فقال : إنَّ اللهَ لم يجعلْ للمسخِ نسلًا ولا عقِبًا، وقد كانتِ القِردةُ والخنازيرُ قبلَ ذلك ! )

ونرى أن هذا الحديث يناقض الحديث الأول ,فلو أمنا بأن اليهود مسخوا فئران فإن الرسول اخبرنا أن المسوخ لا تتكاثر ولا يكون لها نسل في الحديث الثاني فكيف امتد نسلهم لأيامنا هذه !!؟

وفي مثال أبسط .. روي عن عائشة أن الرسول الكريم لم يعترض على البكاء على الميت ولم يقل بأن بكاء أهل الميت يعذب الميت لأن لا وازرة تزر وزر أخرى حسب ما ورد في القرآن الكريم ,, ولكن في نفس صحيح البخاري نرى رواية لعمر بن الخطاب يأمر فيها أهل الميت بعدم البكاء لأن البكاء يعذب الميت !

وعليك أنت كمؤمن مسلم أن تصدق كل هذه التناقضات ,فلا يرد حديث لصالح حديث ,, أقبل بالتناقض ولو على حساب عقلك ,أو الأفضل أن لا تسأل لأنك لن تفهم لما الاحاديث الصحيحة تناقض بعضها في كتب الصحاح فماذا نفعل ؟

وكأنهم يحبون أن يجعلوا الناس مجانين ,أو أن يجعلوهم مسلوبي العقل أو متعصبين أو أن يقبلوا التناقض دون ان يكون لهم حق السؤال أو الاعتراض أو الوقوف على حقيقة هذه التناقضات وأن يقبلوا بأي تأويل يقال لهم ,عليك أن تقبل بالنقيضين ,كأن يقول لك أحدهم هذه السيارة لونها أبيض وبعد قليل يقول لك لونها أسود .. وأنت مرغم ان تصدق الخبرين !

أقبل ما لا يقبل ,أفهم ما لا يفهم , أسلك ما لا يٌسلك ,أعقل ما لا يُعقل ,كي تكون مؤمن بنظرهم وأصبح الايمان يقاس بالغباء والانغلاق والتعتيم .. لا بالذكاء والتبصر والتفكير الذي دعانا لهم الله في قرآنه !

وأختم ..

لست بصدد مجادلة من لا عقل له ,وإنما هي دعوة لنقاش من له عقل وحريص على دينه وعلى يوم سيقف فيه ليسأل عن كل ما قدمه وفهمه واقتنع فيه ,إن الدعوة لتنقيح السنة والسيرة النبوية مما ألحق بها من دس واكاذيب وتناقضات ,هي أكبر هدية تهدا لرسولنا الكريم كي تعود صورته المشرقة الاخلاقية الزاهية كما هي في القرآن خالية من دنس وغايات وحب الدنيا ,وهو طلب حق لنا أن نطلبه بإن يعيدوا لنا رسولنا الذي سرقوه في كتبهم !