انهيار سوق الأسهم البريطانية وخسارة 100 مليار جنيه إسترليني

أفادت الجهات الاقتصادية المعنية عن انهيار سوق الأسهم البريطانية وخسارة 100 مليار جنيه إسترليني من أسهم المملكة المتحدة وسط مخاوف متصاعدة من تكرار مأساة “الاثنين الأسود” وذلك بعد أن هبطت أسواق الأسهم مرة أخرى في بداية الأسبوع الجديد عقب رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التراجع عن أكبر موجة من الرسوم الجمركية على الواردات الامريكية منذ ثلاثينيات القرن الماضي ! 

انهيار سوق الأسهم البريطانية

خسر مؤشر فوتسي 100 أكثر من 100 مليار جنيه إسترليني في غضون دقائق متسببا بما وصف بأنه انهيار سوق الأسهم البريطانية، بينما تستعد وول ستريت لتكرار محتمل لما حدث في “الاثنين الأسود” عام 1987. وأدت حرب التعريفات الجمركية المستمرة التي يشنها دونالد ترامب – ومؤشرات على عدم استعداد الرئيس الأمريكي للتراجع – إلى تراجع أسواق الأسهم مجددًا.

في لندن، انخفض مؤشر فوتسي 100 بنحو 5% خلال الدقائق العشر الأولى من الافتتاح. وجاء ذلك عقب انخفاضات حادة في الأسواق المالية الآسيوية. ومع ذلك، تتجه جميع الأنظار نحو الولايات المتحدة عند افتتاح أسواقها، في ظل المخاوف من أن رسوم الرئيس ترامب الجمركية تُلحق الضرر ببعض أكبر شركاتها، وتُثير مخاوف من ركود أكبر اقتصاد في العالم . ويأتي ذلك في الوقت الذي خسرت فيه الأسواق الأمريكية أكثر من 5 تريليونات جنيه إسترليني الأسبوع الماضي.

أقرأ أيضا:

• 450 جنيه استرليني مساعدة مجانية للأسر في فصل الشتاء
• أثرياء بريطانيا يساهمون في تراجع الاقتصاد البريطاني في 2025
• تذاكر الطيران الاقتصادية من بريطانيا لأوروبا تبدأ مع 15 جنيه استرليني

مخاوف من تكرار مأساة يوم الاثنين الأسود

يخشى بعض المحللين تكرار ما حدث في “الاثنين الأسود”، عندما أدى تراجع الأسواق الأمريكية في منتصف أكتوبر إلى خسائر فادحة عالميًا. وصرح جيم كريمر، مقدم البرامج على قناة CNBC ومعلق السوق: “إذا لم يحاول الرئيس التواصل مع هذه الدول والشركات التي تلتزم بالقواعد ومكافأة هذه الدول والشركات، فسيكون سيناريو عام 1987… الذي شهد انخفاضًا لمدة ثلاثة أيام ثم انخفاضًا بنسبة 22% يوم الاثنين، هو الأكثر منطقية”, وعقب ذلك انهيار سوق الأسهم البريطانية بشكل حاد مع خسارة 100 مليار جنيه استرليني في غضون دقائق.

حتى مؤيدو البيت الأبيض شككوا في سياساته، إذ حذّر المستثمر الملياردير بيل أكمان على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” من أن رسوم الرئيس ترامب الجمركية تُهدد بدفع الولايات المتحدة إلى “شتاء اقتصادي نووي مُفتعل ذاتيًا”. كما انتقد وزير التجارة هوارد لوتنيك بشدة، واصفًا إياه بأنه “غير مبالٍ بانهيار سوق الأسهم والاقتصاد”. كما انتقد المستثمر الملياردير في صناديق التحوّط، ستانلي دراكنميلر، سياسة الرئيس ترامب التجارية، وكتب على موقع “إكس”: “لا أؤيد فرض رسوم جمركية تتجاوز 10%”.

خسائر متتالية في أسهم الأسواق العالمية

انهيار سوق الأسهم البريطانية ترافق مع خسائر جديدة لحقت بالأسهم صباح يوم الاثنين وصلت الى خسارة الأسواق العالمية نحو 1.8 تريليون جنيه إسترليني أخرى – حتى قبل بدء التداول في الولايات المتحدة.

تمسك الرئيس ترامب بموقفه خلال عطلة نهاية الأسبوع، مؤكدًا أن اضطرابات سوق الأسهم ستمر. وعندما سُئل عن الانخفاضات السريعة، قال: “أحيانًا، يجب تناول الدواء لعلاج شيء ما”. وقد زادت الأسواق المالية من احتمالات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إذا تدهور الاقتصاد.

جاءت هذه الكارثة في الوقت الذي صرّح فيه ترامب للصحفيين بأنه لن يُبرم صفقة مع الصين حتى يُسوّى العجز التجاري الأمريكي. وأعلنت بكين أن الأسواق قد أعلنت عن خططها الانتقامية. وكان المستثمرون يعتقدون أن خسارة تريليونات الدولارات من ثرواتهم والضربة الاقتصادية المحتملة ستدفع ترامب إلى إعادة النظر في خططه.

قال جوزيف هيل، كبير محللي الاستثمار في هارجريفز لانسداون: “شهدت الأسواق فترةً عاصفة، حيث يعلق المستثمرون آمالهم على كل كلمة يصدرها ترامب. إن قرار الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية ورسوم جمركية واسعة النطاق على شركائها التجاريين حول العالم يُنهي عقودًا من العولمة”.

أضاف ريتشارد هانتر، رئيس الأسواق في إنتراكتيف إنفستور : “من الواضح أن الصين في مزاجٍ للقتال، ومع وجود أكبر اقتصادين في العالم في حالة من الخلاف، كانت النتيجة وخيمة على المستثمرين. فقد أدت الرسوم الجمركية الانتقامية التي أعلنتها الصين يوم الجمعة إلى تراجع حاد في الأسواق، في حين أن تصريحات الرئيس ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع لن تُخفف من حدة الموقف، حيث تُشير العقود الآجلة الأمريكية بالفعل إلى جلسة تداول صعبة أخرى قادمة”.

المصدر:

ديلي ميرور