الفن الملتزم العربي أندثر .. وين الملايين !؟

( الله معانا اقوى واكبر من بني صهيون .. يشنق يقتل يدفن يقبر ارضي ما بتهون

الدم الأحمر راوي الأخضر بطعم الليمون .. نار الثورات ما تسعر ونحن المنتصرين

أقوى من الجبال .. اكتر من رمال

داخل الاعتقال نغني شهدانا حيين

خارج الاعتقال نقاتل لا نركع لا نلين

اللي بوسط الضلوع .. اقوى من الدروع

في صدري مخزن رشاش ونقول خوتي وين !!؟ )

كان هذا المقطع الذي غنته جوليا في الاغنية وطرحت عبره اهم سؤال بوجدان كل عربي .. عليه ان يطرحه لنفسه .. لاولاده .. في جلساته .. في حواراته .. في مناجاته واحلامه .. وهو .. وين الملايين .. الشرف العربي وين .. الغضب العربي وين .. ووووين !؟

فيما بعد شكل الثلاثي فرقة غنائية رفقة نفس الشاعر والملحن واطلقوا العديد من الأغاني الوطنية التي الهبت الشعوب العربية في ذروة الفن الملتزم العربي ,وهنا لن نخوض بذكريات التاريخ ولا تضاريس الجغرافيا ولا بحور الادب بل سندخل أعماق الوجدان الإنساني ,ذلك الوجدان الذي قدم أروع الكلام واجمل الالحان التي تتغنى بالوطن وترابه وشمسه وللحقيقة ان الوطن العربي بسبب ما مر عليه من استعمار وتأمر داخلي وخارجي انتج فترة ذهبية لا تكاد تصدق في مجال الفن الملتزم العربي ولا يمكن ان تقارن بنتاج أي دول أخرى فقد ابدع الشعراء والملحنون ومطربي الفن الملتزم العربي في تجسيد معاناة الوطن ونجحوا على إبقاء جذوة الحس القومي لدى الشعوب لعقود من الزمن فكانوا في الانكسارات والهزائم .. وكانوا في الانتصارات والافراح .. وكانوا في تخليد الذكرى واستنهاض الهمم ! ..

أطلقت جوليا بطرس مجموعة كبيرة من الاغاني الوطنية ضمن الفن الملتزم .. غابت شمس الحق .. يا ثوار الارض .. حكاية وطن .. أنا بتنفس حرية .. نحن الثورة والغضب .. وغيرها الكثير من الاغاني الثورية الوطنية .. ولعل أجمل ذكرى تحملها جوليا في قلبها , هي ذكرى أغنيتها الشهيرة ( مقاوم .. عاب مجدك ) .. والتي اطلقتها عند تحرير جنوب لبنان في عام 2020 وغنتها بحفل مهيب جدا وصدحت بصوتها الثوري القوي ..

عابَ مجدَكَ بالمذلّة و الهزائم

حينما هبّ الجنوبُ لكي يقاوم

إنّ تاريخ الإباء غيرُ نائم

يكتبُ عن أرضِنا أرض الملاحِم

إنّ أهل العزمِ إن تدعى العزائِم

هذا سيفي بالوغى بالموتِ قائم

إنَّ شعبي كلَّهُ وطنٌ مقاوِم

ما ارتضى غيرَ المعزَّةِ و المكارِم

وليس ببعيد عن جوليا في سياق الفن الملتزم العربي .. تسمع صدى أغنية .. شدو الهمة .. الهمة قوية .. مركب ينده عالبحرية .. يا بحرية هيلا هيلا

في باريس وكندا وامستردام وامريكا وأستراليا وغيرها من المدن الغربية التي ينشط بها المغتربين العرب انشد مارسيل خليفة اغنية ( يا بحرية ) وغيرها من الاغاني ليلهب حماس الجميع ويندفع البعض للعودة لأرض الوطن فيما ارسل اخرون تبرعاتهم واقل الايمان نجح مارسيل في ان يبقي ذلك الخيط معقودا ما بين قلوب المغتربين واوطانهم .. مارسيل خليفة رائد الفن الملتزم العربي في الوطن العربي وهب حياته لأجل هذا وقدم الكثير من الأغاني ( منتصب القامة امشي – احن الى خبز امي .. اني اخترتك يا وطني ..الخ ) .. مارسيل كان مثلي وقدوتي الأعلى .. كان انسان عم يغلي بالقوة والثورة كنت حسه عم يصرخ ما بيغني وكنت استلهم منه قوتي ( قالت جوليا بطرس )

ومن داخل لبنان صدح صوت فيروز القوي في أغاني كثيرة للوطن لبنان ولفلسطين كأغنية أجراس العودة عندما انشدت ..

( انا لا انساك فلسطين ويشد يشد بي البعد .. سندك ندك الاسوار نستلهم ذاك الغار .. ونعيد الى الدار الدار ونمحو بالنار النار )

نجحت فيروز بربط اسم فلسطين في وجدان كل انسان عربي وطارت الى معرض دمشق الدولي في نهاية السبعينات لتصدح بوحدة المصير وغنت ( يا شام عاد الصيف ) وابكت الحضور .. ( أنا هنا جرح الهوى .. وهناك في وطني جراح .. وعليك عيني يا دمشق .. فمنك ينهمر الصباح ! )

ما جعل فيروز اسم في الفن الملتزم انها غنت للوطن والحرب والسلام والطبيعة والمهجرين والحنين وللعصافير ولحلم كل انسان بالحياة البسيطة الكريمة فنجحت هي ومن سار على هذا الدرب فيما فشل عنه كبار القادة والملوك في خطاباتهم العصماء !

لم تكتف السيدة فيروز بذلك .. بل انشدت بصوتها المخملي لتشعل قلوب وحماس آلاف المغتربين عن وطنها وعن أوطانهم في كبرى المسارح العالمية تطلب منهم العودة لوطنهم .. وأنشدت رائعتها بالموسيقى الثورية مع الكثير من الحنين والحب والأمل والتفاؤل ..

هيلا يا واسع .. مركبك راجع

بسمتك ليلى .. عبستك ليلى

هيلا يا واسع ..

شد الشراع و سير .. بلد الحبايب ما هي بعيدة

بحرررر وقول يا كبير .. وخلي سفريتنا سعيدة

لم يكن الفن الملتزم العربي الحان وموسيقى وكلمات فقط بل هي دروس تاريخ و حب وتربية واخلاق للأجيال تدفعهم لحب اوطانهم وحب اوطانهم سيدفعهم لحب اخوتهم في هذا الوطن والتضحية من اجلهم وهذه اول درجة في سلم الحضارة علينا ان نصعد اليها لنصل لقمة السلم الإنساني وهي ان نؤمن ببعضنا ونؤمن بأوطاننا وها هي داليدا لم تنسى وطنها مصر في غربتها بفرنسا واطلقت أغاني تتغنى بها بجمال مصر ..

( كلمة حلوة وكلمتين .. حلوة يا بلدي

غنوة حلوة وغنوتين .. قمر يا بلدي

أملي دايما كان يا بلدي .. اني ارجعلك يا بلدي

وافضل جنبك على طول

يا محلى كلمة بلدي بغنوة بين سطرين … ! )

وانتقلت لاغنية أخرى لتخبر جميع المهجرين ان بلادهم وارضهم اشتاقت لهم ولم تنساهم فقالت في اغنية أحسن ناس ..

( والنيل بضحك ويغني .. فاكرني وبيسأل عني .. حروح له القاه مستني .. وجنب منه احسن ناس ! )

واعادتها في اغنية سلمى يا سلامة ..

( في شجرة جوى جنينة عليها علامة .. انا يا ما كنت افكر فيها وكنت اسأل ياما .. يا ترى موجودة .. وقلبي محفوظ فيها !؟ )

وتجيب داليدا نفسها وتكمل ..

( ايوااا موجودة .. وقلبي محفوظ فيها ! )

والفن الملتزم العربي أعطى الامل للشعوب العربية عند الانكسار فقد غنى عبد الحليم حافظ 13 اغنية ما بين نكسة حزيران 1967 وانتصار تشرين الأول 1973 كان لها ابلغ الأثر في الحفاظ على جذوة الروح القومية العالية.

ساهم الفن الملتزم العربي عبر الاغنية الوطنية الثورية ايما مساهمة في حرب تشرين التحريرية وكانت جزء من يوميات ولحظات كل انسان في ذلك الوقت ,تلك الاغاني التي لم تشارك بالنصر فقط بل ساهمت فيه ايضا .. ولعل أغلبكم لا يعرف قصة الاغنية التي عبر خلالها الجنود الابطال في مصر قناة السويس ليحطموا خط بارليف.

في صباح 6 تشرين الأول انطلق الموسيقار بليغ حمدي رفقة الشاعر عبد الرحيم منصور الى مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري ليسجلوا اغنية من أروع أغاني الحماس التي رافقت بدء ساعة الحرب وذيعت بمكبرات الصوت للجنود المصريون وهم يعبرون قناة السويس لتعطيهم الحماس والرغبة والقوة كي يهدموا اسطورة خط بارليف الخط الدفاعي الذي لا يقهر وعلى انغام هذه الاغنية زرع الجندي المصري علم بلاده في سيناء ..

( بسم الله الله واكبر بسم الله .. ادن وكبر بسم الله بسم الله

نصرة لبلدنا بسم الله بسم الله .. بإدين ولدنا بسم الله بسم الله

سينا يا سينا بسم الله بسم الله .. ادينا عدينا بسم الله بسم الله

ما قدروا علينا .. بسم الله بسم الله .. جنود اعادينا بسم الله بسم الله )

وبعد مضي أسبوع والحرب مشتعلة فوجئ العاملون بمبنى الإذاعة والتلفزيون بالمطربة الكبيرة شريفة فاضل وهي ترتدي ملابس الحداد وكانت معها الشاعرة نبيلة قنديل تدخل وتسجل اغنية لابنها الشهيد الذي مات على ارض سيناء قبل يومين .. أي إرادة هذه لأم تفقد ابنها من يومين فقط ؟؟ .. واطلقت هذه المطربة الملتزمة اغنية ..

( ابني حبيبي نور عيني .. بيضربوا فيك المثل

كل الحبايب بتهنيني .. طبعا ما انا ام البطل ! )

وعلى الجانب الاخر في سوريا شريكة ملحمة حرب تشرين التحريرية كان الفن الملتزم العربي حاضرا عبر الأغنية الوطنية الأثر الأكبر في استمرار الكفاح وإبقاء ناره مشتعلة في الصدور مع أغاني كثيرة اشهرها اغنية نجاح سلام ومحمد سلمان في حرب تشرين المشهورة سوريا يا حبيبتي ..

( سوريا يا حبيبتي اعدتي لي كرامتي اعدتي لي هويتي .. في الحرب والكفاح وشعلة الجراح تنير درب ثورتي يا حبيبتي )

وانتج الفن الملتزم العربي في سوريا عشرات الأغاني الوطنية الخالدة ( راياتك بالعالي يا سوريا – بكتب اسمك يا بلادي – انا سوري وارضي عربية – انا سوري اه يا نيالي .. غالي غالي يا وطني الغالي .. الخ ).

الفن الملتزم العربي في سوريا كان له الدور الأكبر في إبقاء فكرة الوحدة العربية فالأغنية تصل لكل بيت وأذن وقلب و وجدان وهذا ما دفع الموسيقار محمد عبد الوهاب والشاعر احمد شفيق كامل بمشاركة ستة من الأصوات العملاقة هم ( عبد الحليم حافظ – فايدة كمال – وردة الجزائرية – شاديا – صباح – نجاة الصغيرة ) لأطلاق اوبريت ( الوطن الأكبر ) بعام 1960 ..

( وطني حبيبي الوطن الأكبر .. يوم ورا يوم امجاده بتكبر .. انتصاراته مليا حياته .. وطني بيكبر وبيتحرر .. لو نستشهد كلنا فيه .. صخر جبالنا لح يحاربهم .. في دمشق واليمن وجدة .. نفس الغنوة لاجمل وحدة .. يلي ترابك كحل لعيني .. يلي هواك عطره بيحييني .. انت حبيبي يا وطني العربي )

ساهم الفن الملتزم العربي عبر الاغنية الملتزمة عبر تاريخنا الحديث في صياغة الاغنية الفلسطينية المقاومة ,قدمت دروسا لأصول الثورات الشريفة وابقت البوصلة متجهة للقدس وفلسطين كقضية مركزية للعرب وقد انتج الفن الفلسطيني الملتزم عشرات ومئات الاهازيج والاغاني الوطنية التي الهبت الشباب في كفاحهم ضد عدوهم الصهيوني ( جدلي يا ام الجدايل .. وين على رام الله .. يا مهيرة خلف الجبل ) ولعل اجمل ما انشدته الحناجر الفلسطينية الشجاعة اغنية ( شديت الهجن ) المعروفة باسم الهلولة الفلسطينية التي أصبحت رمز الثورات والانتفاضات ..

( من هالهلة الهلاية .. صفينا البارود قبالي .. من هالهلة اليعربية .. واحد منا بيسوى مية .. الله الله يا مفرج المصايب .. اضرب رصاص خلي رصاصك صايب .. الله الله يا حامي الغوالي .. شد القلوب شد قلوب الرجال .. يلا يا اولاد لفوا هالحطة والشالة .. نحمي هالدار نحمي كل الحبايب )

فلسطين هي الرمز ما لازم تكون غير هيك .. أنا نصي فلسطيني .. أمي فلسطينية ! .. ( قالت جوليا بطرس )

قدم ثنائية الفن الملتزم العربي عبر الشعر والغناء لوحات مضيئة في تاريخ الصراع العربي مع العدو الغاشم. ففي بيروت وقفت ماجدة الرومي بفستانها الأسود و وقارها امام اوبريت ضخم لتغني قصيدة الشاعر محمود درويش الرائعة .. سقط القناع !

( حاصر حصارك لا مفر .. اضرب عدوك لا مفر .. سقطت ذراعك فالتقطتها وسقطت قربك فالتقطني .. واضرب عدوك بي .. فأنت الان .. حرُ وحرٌ وحرُ ! )

وعادت اصالة لتغني لنفس الشاعر قصيدة أيها المارون بين الكلمات العابرة

( وخذو ما شئتم من صور كيف تعرفوا .. انكم لن تعرفوا كيف يبني .. حجر من ارضنا سقف السماء ! )

وحاول بعض القادة ان يسخر الفن الملتزم لخدمة أهدافه وتمجيد شخصه لكن ذاكرة الشعوب العربية لم تتسع الا لحفظ الأغاني التي تغنت ببلادهم ولفظت غيرها من الأغاني لتبقي جذوة النار مشتعلة .. تلك هي النار الثائرة التي يجب ان تبقى مشتعلة والمشعل الذي يتناقل من جيل لجيل .. ( ختمت جوليا بطرس بهذه الجملة كلامها حول معنى الثورة الحقيقي ! )

أسس الفن الملتزم العربي عبر الاغنية الوطنية مادة أرشيفية تاريخية كانت اعظم مربي وملهم وباعث للأمل في نفوس الناس عندما تضيع البوصلة نرجع لها لنقتفي اثر من ناضلوا وضحوا وكيف وماذا جرى حتى لا يمحو الزمان أي ذكرى .. قالت جوليا ( نحن ما لازم ننسى .. لازم نتذكر لنبقى ! )

ومهما حاول الكثيرون من أصحاب ( نظرية ابن لكن ! ) وهي نظرية أصحاب المؤامرات الذين يربطون كل انتصار واغنية وفرحة بالمؤامرة ليفرغوها من محتواها فإن الفن الملتزم اعطى ظهره لهؤلاء ليسير في مشواره حتى النهاية وابلغ دليل قصيدة ( موطني ) التي كتبتها الشاعر إبراهيم طوقان بعام 1934 ولحنها الموسيقار محمد فليفل لتبقى خالدة في ذاكرة كل انسان عربي حتى الان وكانت نشيد دولة فلسطين الرسمي ..

( الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك .. والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك ).

لن يتسع المقال لذكر كل من ناضلوا بالكلمة واللحن والصوت لنصرة كرامة وحرية الامة وأولئك الذين عملوا خلف الكواليس وأقل واجب علينا ان نعيد تعليم هذا التراث لأبنائنا وابقاءه مشتعل بصدورهم وسط هذه الهجمات المستعرة من العدو الظالم.

لم يكتفي الفن الملتزم العربي عبر الاغنية الوطنية بعامل إلهاب المشاعر وابقاء النار الثورية مشتعلة فحسب .. بل يحسب لها أنها قدمت الحلول لهذا الخذلان والضعف والوهن الذي نعيشه .. ولعل أبلغ ما قدم في ذلك كان بصوت أمل عرفة في مقطعها الخاص بأغنية وين الملايين عندما وصفت الحل بشكل بسيط .. انشدت عرفة ..

في غياب الوحدة العربية سيالة الجروح

مُهانة الأم الوفية والمسن ينوح

مقتوله الطفلة البريئة والرضيع يتوه

واللاجئ بخيمة مطوية يسأل وين يروح

وين وين ؟

عبيتوا البنوك .. إنسيتوا اليرموك

إمتى بس تقوم الوحدة ونبني سد متين

جيش عظيم وراية واحدة تعز المظلومين

وين وين ؟

اذا الحل الذي قدمه الفن الملتزم العربي كان بالوحدة تحت راية واحدة ونبذ الفرقة السياسية والمذهبيات الدينية التي فرقتنا وشتت شملنا فأصبحنا نقتل بعض ونشمت ببعض عوضا أن تكون بنادقنا متجهة لعدونا الشامت بتفرقنا وعجزنا ,, حتى اصبح 300 مليون انسان يشكلون ما يسمى ( مقاومة ) لحفنة من بضعة ملايين ! .. علينا اولا ان نصلح المصطلحات فلا يجوز ان تكون الكثرة مقاومة .. بل يجب ان تكون طوفانا هادرا بوجه كل معتدي وظالم ,, لكن هناك من أراد ان يجعلنا مجرد مقاومين لا فاتحين منتصرين ومهيمنين !

للأسف الفن الملتزم الان غائب لا مكان له وسط الابتذال والتدني الذي وصل له الفن العربي المنحط ,الفن الملتزم الأن يحتضر والأمة تتعرض لانكسار تلو والأخر ولوهن وضعف وتخاذل وتأمر من أبنائها عليها قبل اعدائها والفن الذي كان ملهم للجماهير وشعلة للكفاح والامل اصبح الان شريكا لاعداء الوطن هادما لطموحات جماهيره مفرق لعروبتهم مكرس لواقع تقسيمهم لقوميات متعددة مضللا لخطواتهم مجهضا لاحلامهم فالمواطن الذي كان يثور غضبا عندما يسمع باستشهاد أي عربي او فلسطيني الان تراه مخدرا لا يهتم باخبار حصار وموت وجوع مئات والاف من اخوته في فلسطين ولبنان ويهرول لمواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن مغني او مغنية فأصبحت قضيته الأن الدفاع عن الاغاني المنحطة واصحابها ..

تختم جوليا بطرس حوارها وتمسح دمعة كادت ان تسقط من عينها وعادت لتسأل نفس السؤال بحسرة من يرى تعب السنين يضيع .. ( وهلأ .. وين الملايين !؟ )

---