سوناك يفجرها: الانتخابات العامة البريطانية ستجري بموعد مبكر
ما هو الموعد الذي حدده رئيس الوزراء لأجراء الانتخابات المبكرة ؟ ولماذا غير رأيه ؟
ريشي سوناك يفجر مفاجئة مدوية اليوم في جلسة مجلس الوزراء ويدعو الى إجراء الانتخابات العامة البريطانية بشكل مبكر قبل موعدها الذي كان من المتوقع أن تجري في نهاية العام أو في خريف 2024, التطور السياسي في الشارع البريطاني جاء خلاف ما هو متوقع مع تنامي قوة حزب العمال المنافس لحزب المحافظين الذي يرأسه ريشي سوناك ,فما هو الموعد الذي حدده سوناك ولماذا ؟
الانتخابات العامة البريطانية ستجري بموعد مبكر
اذا ريشي سوناك يفجر مفاجئة سياسية من العيار الثقيل ويدعو لإجراء الانتخابات العامة البريطانية في موعد مبكر عن أوانها المفترض أن يكون في نهاية العام الحالي. لكن متى الموعد ؟ وما هي التفاصيل؟
وفقا للصحف البريطانية المحلية كان داونينج ستريت (مقر الحكومة البريطانية) مليئًا بالنشاط طوال فترة ما بعد ظهر اليوم وكان فيما يبدو الشغل الشاغل هو بحث اجراء الانتخابات العامة البريطانية بوقت مبكر عن أوانها.
لقد دعا ريشي سوناك إلى إجراء الانتخابات العامة البريطانية بعد ظهر هذا اليوم (22 مايو)، وإليك موعد حدوثها وما سيحدث بعد ذلك. مع العلم أن رئيس الوزراء قد أعلن من خارج داونينج ستريت بعد ظهر اليوم أن الانتخابات العامة البريطانية ستجرى في 4 يوليو القادم.
وكانت هناك تكهنات حول إمكانية إجراء الانتخابات العامة البريطانية منذ أسابيع، وفي أسئلة طرحت على رئيس الوزراء يوم الأربعاء، رفض زعيم حزب المحافظين استبعاد اجراء الانتخابات والتصويت في فصل الصيف حيث كرر شعاره بأن ذلك سيحدث في النصف الثاني من هذا العام – وهو ما يمكن أن يكون في وقت مبكر من شهر يوليو بحسب المصادر.
أقرأ أكثر:
- سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في انتخابات 2024 إلا إذا !؟
- قرارات سوناك في مؤتمر المحافظين 2023, جعجعة بلا طحين
- سوناك تحت الضغط , ومدفوعات Universal Credit قد تصل لرقم غير متوقع في موازنة الخريف
شائعات حول اجراء الانتخابات العامة البريطانية قبل الاعلان الرسمي
انتشرت شائعات حول اجراء الانتخابات العامة البريطانية قبل موعدها المقرر في نهاية العام ,أو شائعات سرت من هذا القبيل حول إعلان وشيك وسط بعض الأخبار (النادرة) المرحب بها لسوناك، حيث أظهرت الأرقام الرسمية تباطؤ حجم التضخم إلى 2.3 في المائة في أبريل، وهو أدنى مستوى وصل إليه منذ يوليو 2021.
وزادت الشائعات من تأجيجها عندما ظهر أن وزير الدفاع جرانت شابس قام بتأجيل رحلة إلى دول البلطيق لبضع ساعات ,كما قطع وزير الخارجية اللورد ديفيد كاميرون زيارة إلى ألبانيا حتى يتمكنوا من حضور اجتماع مجلس الوزراء بعد ظهر الأربعاء.
لم يفعل داونينج ستريت شيئًا لتهدئة التكهنات أو بعض الادعاءات بأن السيد سوناك يمكن أن يعلن بدلاً من ذلك عن تعديل وزاري لفريقه الأعلى، مع تساؤلات حول المصير السياسي للمستشار جيريمي هانت. ولن تطرح تكهنات بعينها حول ما سبب الاجتماع المفاجئ في الداونينغ ستريت ,ولذا لم يتم تسريب أي معلومة مؤكدة بهذا الخصوص طيلة الاسبوع الماضي.
موقف رئيس الوزراء
عندما تم تحدي سوناك بشأن ما إذا كان ينوي فعلا اجراء الانتخابات العامة البريطانية بشكل مبكر قبل موعدها، قال في اجتماع مجلس العموم جملة مبهمة:
- “سيدي رئيس مجلس النواب ,ستكون هناك انتخابات عامة في النصف الثاني من هذا العام.
- “في تلك اللحظة، سيرى الشعب البريطاني في الواقع حقيقة السيد المحترم الذي يقف أمامي (ويقصد زعيم حزب العمال المنافس السير كير ستارمر)، لأن هذا سيكون الخيار في الانتخابات المقبلة، سيدي الرئيس – وهو حزب لا يستطيع أن يقول للبلاد ماذا سيفعلون، حزب من شأنه أن يعرض استقرارنا الاقتصادي الذي حصلنا عليه بشق الأنفس للخطر، أو المحافظين الذين يوفرون مستقبلًا آمنًا لمملكتنا المتحدة».
موقف حزب العمال من الانتخابات العامة البريطانية:
حث حزب العمال رئيس الوزراء على “الاستمرار في الأمر” (الانتخابات العامة البريطانية المبكرة) ,وإطلاق هذه الانتخابات التي ,وبحسب زعمه ,”يصرخ البريطانيون من أجلها”.
ما هي الاجراءات المتعلقة بإجراء الانتخابات قبل أوانها؟
في خضم ما حدث اليوم, ودعوة سوناك التي اطلقها إلى إجراء انتخابات مبكرة، فإن الحملة ستستمر ستة أسابيع وقد تعني أن يوم الاقتراع والتصويت سيوافق الرابع من يوليو/تموز.
وسيحتاج رئيس الوزراء إلى طلب إذن من الملك لحل البرلمان. وإذا تمت الموافقة على الحل، فسيتم تحديد توقيته للسماح بإجراء التصويت في التاريخ المفضل للسيد سوناك وهو الرابع من شهر حزيران يونيو القادم.
ويتم إجراء يوم الاقتراع بعد 25 يوم عمل من الحل، مع عدم احتساب العطلات الرسمية، ويتم عقده بموجب المؤتمر يوم الخميس. عند نقطة الحل، سيصبح كل مقعد في مجلس العموم شاغرًا وستدخل الحكومة في فترة ما قبل الانتخابات العامة البريطانية والتي سيتم خلالها تقييد نشاطها.
هل الانتخابات العامة البريطانية مخاطرة من السيد سوناك ؟
كل نتائج الانتخابات الفرعية التي اجريت منذ العام الماضي وحتى الآن ,وتلك التي سبقتها في عهد بوريس جونسون ,لا تبشر بالخير ابدا بانتصار لحزب المحافظين ,لا بل على العكس من ذلك ,كل السياسيين المختصين في الشأن البريطاني يؤكدون سقوط حزب المحافظين في الانتخابات العامة البريطانية سواء اكانت مبكرة أو في موعدها.
ولذلك التشاؤم اسباب كثيرة قد يكون ابرزها هو انقسام حزب المحافظين نفسه مع وجود جناح يميني مناهض لسوناك تقوده وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان , كما أن العدد الكبير من الوعود التي اطلقها سوناك عند توليه المنصب في العام الماضي ,والتي لم يتحقق أغلبها, يجعل من الأمر أكثر تعقيدا, ناهيك عن استمرار ازمة اللاجئين غير الشرعيين رغم الوصول لموافقة مجلس اللوردات على ترحيلهم الى رواندا ,الا ان القرار لا يزال مع وقف التنفيذ.
كل ذلك اذا ما تناولنا مشاكل الحزب قبل فترة سوناك مع بوريس جونسون وفضيحة التحقيقيات بخروق قواعد كوفيد ,والخروج من الاتحاد الاوروبي ,واستمرار ازمات السكن والبطالة وضعف الاعانات ,والتجربة المدمرة اقتصاديا التي خاضتها رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس, كلها اسباب قد ترخي بظلالها على الانتخابات العامة البريطانية وتجعل موقف حزب المحافظين حرج تجاه تنامي قوة حزب العمال الذي يقوده السير كير ستارمر ويبدو أنه بطريقه ليعيد حزبه لسدة الحكم في المملكة المتحدة بعد غياب طويل لصالح منافسه اللدود.
