هجرة

مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا 2024 تدفع اللاجئين للجنون

تقرير المفوضية الأوروبية ذكر أن اللاجئين في بريطانيا يعانون من أوضاع سيئة جدا في المراكز وغياب الرعاية

مصطلح ( مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا ) جديد وغير مسبوق بالمعنى الحرفي للمصطلح الذي يتحدث عن ترحيل من يأتي الى المملكة المتحدة بطرق غير شرعية, وبالتالي المراكز نفسها حديثة العهد ,وقد ارتبط المصطلح مع المراكز ببداية نشوء فكرة ترحيل المهاجرين الغير شرعيين والتي زرعت بذورها منذ سنوات ونمت في عهد الحكومة الحالية ولا زالت تعاني من مخاض عسير في الولادة ,فما قصة مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا ؟ وماذا يعاني اللاجئون في هذه المراكز ؟


مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا 2024 تدفع اللاجئين للجنون

أفاد موقع مهاجر نيوز المتخصص في شؤون الهجرة واللجوء ومشاكل والحوادث التي تصيب المهاجرين الى بريطانيا وأوروبا وغيرها من البلدان ,أن مفتشون من لجنة أوروبا لمناهضة التعذيب أفادوا في تقرير لهم حول وضع المهاجرين الغير شرعيين في مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا ,بأن إبقاء طالبي اللجوء فترات طويلة في مراكز الاحتجاز والترحيل المخصصة لهم من قبل الحكومة و وزارة الداخلية, تدفعهم إلى انهيارات عقلية وعصبية قد تصل الى الجنون. كما تحدث التقرير عن سوء أوضاع تلك المراكز وغياب الرعاية المطلوبة فيها.

أقرأ أكثر:

مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا 2024 تدفع اللاجئين للجنون
المتعاقدون الخارجيون الذين يديرون مراكز الهجرة في المملكة المتحدة يخضعون للاختبار ومن المؤسف أنها تدار من قبل أشخاص غير مهنيين

تقرير لجنة المفوضية الأوروبية حول مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا

كشف تقرير أصدرته “لجنة مجلس أوروبا لمناهضة التعذيب” يوم الخميس الماضي حول مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا, عن سوء أوضاع المهاجرين داخل هذه المراكز، لا سيما إطالة مدة الاحتجاز.

وجاء التقرير بعد زيارة خمسة مرافق في آذار/مارس ونيسان/أبريل العام الماضي، شملت مركز ترحيل “بروك هاوس”، ومركز ترحيل “كولنبروك”، ومركز ترحيل “ديروينتسايد”، ومركز ترحيل “هارموندسوورث”، إضافة إلى سجني “بينتونفيل”، و”وررموود” لفحص وضعية الأشخاص المحتجزين بموجب تشريعات الهجرة.

وورد في التقرير أن “إطالة مدة احتجاز المهاجرين تدفع إلى انهيارات عقلية”. وتحدث عن عدد من الحوادث التي تدهورت فيها الصحة العقلية للمهاجرين أثناء احتجازهم. كما ذكر 18 حادثة “إيذاء للنفس” في آذار/مارس 2023 في مركز احتجاز “بروك هاوس، وهارموندسوورث وكولنبروك”. ووصف بروك هاوس، وكولنبروك بأنهما “أشبه بسجون”.

في الوقت نفسه، أبدى التقرير مخاوف من سياسة “تقييد أيدي النساء إلى السرير عندما يتعين عليهن زيارة مستشفى خارجي”. وقال المفتشون إنها ممارسات “مفرطة ومهينة”.

استعمال القوة واحتجاز مهاجرين لأكثر من عام

“تصاعد القسوة المؤسسية تجاه طالبي اللجوء وغيرهم من المهاجرين المهمشين” وخاصة ضمن مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا, وهذا ما خلص إليه التقرير المنشور من قبل المفوضية الأوروبية.

وفق رئيسة قسم الدفاع عن اللجوء في منظمة “الحرية من التعذيب” في حديث مع صحيفة “الاندبندنت”. وأضافت الصحيفة قول فرق الصحة العقلية في مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا بأنها غير قادرة على تقديم الرعاية المناسبة لبعض المرضى الذين يحتاجون إلى مستشفى للأمراض العقلية.

ولم يخف التقرير حقائق سوء المعاملة في تلك المرافق، مثل استعمال موظفي مركز ترحيل “بروك هاوس” القوة 78 مرة ( قال المفتشون إن استخدام القوة كان طفيفًا في معظم الحالات). بينما استعمل الموظفون القوة بين 20 و26 مرة في مراكز ترحيل “كولنبروك” و”هارموندسورث”، في الأشهر الأولى من عام 2023.

ونقلت “الاندبندنت” قول الرئيس التنفيذي لجمعية “كير فور كاليه:

  • “، إن “فترات الاحتجاز الطويلة، والرعاية الطبية غير الكافية، والقيود الجسدية، كلها أمور سيئة على الصحة الجسدية والعقلية للناس. يجب على الحكومة الانتباه إلى حقيقة أن نظام الاحتجاز في المملكة المتحدة يدمر الأرواح”.

إلى جانب ذلك، تحدث التقرير عن احتجاز 82 شخصا مدة تتراوح بين ستة أشهر وعام في مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا، وبقاء 30 شخصا منهم قيد الاحتجاز مدة تتراوح بين عام وعامين، وخمسة منهم مدة تراوحت بين عامين وأربعة أعوام. وقال إن هناك مهاجر صومالي احتجز أكثر من أربع أعوام.

احتجاز المهاجرين في المملكة المتحدة - مرصد الهجرة - مرصد الهجرة
تحدث التقرير عن احتجاز 82 شخصا مدة تتراوح بين ستة أشهر وعام في مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا، وبقاء 30 شخصا منهم قيد الاحتجاز مدة تتراوح بين عام وعامين

احتجاز حتى إشعار آخر في مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا

وفق جمعية “أفيد” فإن احتجاز المهاجرين ممارسة إدارية تتمثل باحتجاز أشخاص خاضعين للمراقبة من دائرة الهجرة أثناء مكوثهم الإجباري في مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا في انتظار حصولهم إما على إذن بدخول البلاد أو ترحيلهم إلى بلادهم.

مضيفة، بأن احتجاز المهاجرين والأشخاص غير المسجلين هو قرار يصدره مسؤول الهجرة، ولا يصدر عن محكمة أو قاض. ولا يوجد حد زمني لاحتجاز المهاجرين في المملكة المتحدة، مع أن سياسة وزارة الداخلية تنص على ضرورة الحجز أقصر فترة ممكنة. لكن يحتجز عدة آلاف كل عام، ويبقى بعضهم قيد الحجز فترات طويلة جدا، ما يؤدي إلى صعوبات نفسية خطيرة.

مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا

كما أسلفنا في بداية المقال أن مصطلح مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا ,لم يكن معروفا بالشكل الذي ظهر فيه في السنوات الأخيرة, والقصة باختصار سبق وأن تناولناها في موقعنا في أكثر من مقال لكن لا بأس من سردها باختصار:

في عام 2019, وفي وقت الانتخابات العامة في بريطانيا ,كان حزب المحافظين قد قطع عدة وعود على نفسه اذا فاز في الانتخابات أن يحققها ,وابرز تلك الوعود عدم رفع الضرائب والحد من الهجرة الغير شرعية الى المملكة المتحدة.

ما حدث أن الحزب فشل في أهم وعوده حول ضبط الهجرة والتي وصلت الى مستويات غير مسبوقة وخاصة مع رحلات القوارب الصغيرة المنطلقة من الساحل الأوروبي في فرنسا. والتي حاولت حكومة بوريس جونسون مرارا وتكرارا أن تضع خطة محكمة مع نظيرتها الفرنسية حول ضبط هذه الهجرة.

مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا 2024 تدفع اللاجئين للجنون
ورد في التقرير أن “إطالة مدة احتجاز المهاجرين تدفع إلى انهيارات عقلية”. وتحدث عن عدد من الحوادث التي تدهورت فيها الصحة العقلية للمهاجرين أثناء احتجازهم. كما ذكر 18 حادثة “إيذاء للنفس” في آذار/مارس 2023

خطة الترحيل الى رواندا الافريقية

لم تفلح كل محاولات حكومة جونسون في ضبط الهجرة والتي تزايدت بالرغم من كل الاجراءات الصارمة المفروضة وخاصة في زمن صراع المملكة المتحدة مع فيروس كوفيد19.

وعندما عادت بريطانيا لتستعيد عافيتها عقب هذا الصراع ,وتحديدا في أواخر عام 2021 ,طرحت الوزيرة العنصرية في حكومة جونسون ,بريتي باتيل ,والتي كانت تشغل منصب وزيرة الداخلية, حل لموضوع الهجرة وتفريغ مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا من المهاجرين عبر ارسالهم الى دولة رواندا في شرق أفريقيا بحسب اتفاق وقع بالفعل مع رئيس رواندا ينص على أن تمنح الحكومة البريطانية الدولة الأفريقية الأموال نظير ترحيل المهاجرين إليها.

وكادت الخطة أن تنفذ بالفعل وجهزت أول طائرة للسفر الى رواندا وعلى متنها أشخاص من مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا لكن مفوضية حقوق الانسان في أوروبا أوقفت هذه الرحلة باعتبار ان بريطانيا عضو في هذه المفوضية وبفعلها هذا تخرق أحد البنود. وتجمد الأمر من وقتها وعاد ليفتح من جديد في عهد الوزيرة المتطرفة الجديدة سويلا برافرمان والتي نادت بترحيل المهجرين وتفعيل الاتفاقية والانسحاب من اتفاقية حقوق الانسان الأوروبية.

ورغم أن ريشي سوناك ,رئيس الوزراء البريطاني, اقال الوزيرة لتصرفاتها وتصريحاتها العنصرية ضد الاقليات ,إلا أنه نجح في أخذ موافقة مجلس النواب البريطاني على خطة رواندا وتفريغ مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا من اللاجئين وارسالهم لشرق أفريقيا, لكن الأمر عاد ليتجمد بعد أن رفض مجلس اللوردات الموافقة على قرار مجلس العموم بداعي أن رواندا غير آمنة لاستقبال اللاجئين, وعادت القضية الى النقطة الصفرية التي بدأت منها, ولا يزال مصير اللاجئين في مراكز ترحيل المهاجرين في بريطانيا معلق وغير مفهوم بانتظار ما تسفر عنه الصراعات في المجالس النيابية والحكومة !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى