الخاص مغلق ! خصوصية المرأة على مواقع التواصل الاجتماعي في 2024؟
ما سبب ظاهرة ارسال رسائل التعارف من الاصدقاء الجدد؟ وهل هناك حلول للمشكلة؟ وهل الغرب مثلنا أو أننا نشكل حالة خاصة؟
كثيرا ما نرى عبارة ( الخاص مغلق ) على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم صاحبة حساب في الفيس بوك مثلا لمحاولة إفهام أي صديق جديد أنها لا ترغب في التعارف أو إدارة محادثة ,ورغم ذلك نرى هذا الصديق الجديد يرسل بهدف التعارف ,وبعضهم يصل به الأمر الى أكثر من ذلك ويقوم بالاتصال مباشرة بالصديقة الجديدة ويضعها في إحراج أمام عائلتها أو اصدقائها فيما لو كانوا بقربها!
هذا التصرف التطفلي ليس استثناء ,بل أنه الأسلوب الطاغي لدى أغلبية الشباب وخاصة فيما لو كانت المبادرة من المرأة وهي من أرسل طلب صداقة للرجل , لكن ما أسباب هذا التصرف ,والذي نتفق أنه غير أخلاقي بطبيعة الحال ,والذي يصدر عن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من العرب ولا نجده بنفس الطريقة والمعدلات والكثافة والأسلوب لدى مستخدمي هذه المواقع في الغرب؟
بقلم المحامي : هادي بازغلان
الخاص مغلق ! مشكلة النساء على مواقع التواصل الاجتماعي
عندما تسجل المرأة في حسابها عبارة الخاص مغلق فهي لا تفعل ذلك إلا بعد تجربة مريرة لكمية كبيرة من المضايقات ورسائل التعارف التي تأتيها من قبل الشباب ,وأغلبهم يتجاهل هذه الرسالة ويصر على أن يرسل ويتعرف !
ما الذي يدفع الشاب لهذا الفعل التطفلي؟
كي تحل أي مشكلة عليك بالبحث عن جذورها ومسبباتها ,وفي مشكلة ( الخاص مغلق ) ,المشكلة تتعلق بالشاب الذي لا يحترم خصوصية النساء ,اذا ما الأسباب التي تدفعه لذلك؟
أغلب من تناول هذا الموضوع من أهل الاختصاص في علم النفس والسلوك البشري في البلاد العربية ,تناوله عبر مقالات متفرقة وكان أغلبها يخلص الى أن الشاب يقدم على هذا التصرف لسببين أساسيين :
الأول: الحرمان الذي تعيشيه أغلب المجتمعات العربية والإسلامية وعدم وجود اختلاط بين الجنسين ,مما اتاح للفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي الفرصة لدى الشاب لوجود عدد كبير من النساء على أمل أن يحظى بالتعارف على أحداهن ويحقق ما عجز ,أو حرم منه في الواقع.
الثاني: الدافع الجنسي الذي غالبا ما يكون وراء ارسال رسائل التعارف ,والذي يصدر أيضا من الحرمان في الواقع.
وكانت الحلول المقترحة تتجه نحو نصائح في التربية والابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الكتابات المتعلقة بالوعظ والإرشاد النفسي والنصائح العامة ..الخ
لكن .. هل هذه الحلول فعلا كي تمسح المرأة جملة الخاص مغلق وتعيش بحرية !؟
أقرأ أكثر:
- محاط بالحمقى ! قراءة تحليلية في كتاب المفكر توماس اريكسون
- أوبينهايمر 2023 , عندما يتم تكريم الإجرام !
- كيف تصبح مثقف في 5 أيام فقط !؟
- خوارزميات الفيسبوك في 2023 ,كيف أجعل منشوراتي تظهر للجميع؟
مواقع التواصل الاجتماعي عالم افتراضي نجهله تماما
حل مشكلة الخاص مغلق ,أو أي مشكلة مماثلة تواجهها النساء على مواقع التواصل الاجتماعي ,ينطلق بالأساس من فهم وإدراك هذا العالم الافتراضي الذي بات يشكل أغلب اهتماماتنا ومشاغلنا.
الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة ,أصبحت المكان الذي نمضي فيه جل وقتنا ليس بقصد التسلية فحسب ,هناك أمور كثيرة مثل الدراسة والحصول على المعرفة ومحاولة كسب الأموال من الفيسبوك وغيره ,والبعض يحاول أن يحصل على الشهرة عبر عرض المحتوى أو الترويج لخدمة يقدمها أو بضائع ومنتجات وما الى ذلك.
إذا أصبح هذا العالم الافتراضي يوازي عالمنا الواقعي بكل ما فيه من اهتمامات ولوازم أساسية للحياة والتطور, لا بل أنه تفوق عليه في القدرة على التواصل مع الاخرين وبناء العلاقات المتشعبة نظرا للخدمات المقدمة في هذه المواقع والتي تتطور باستمرار.
كل ذلك حدا بعلماء الغرب للوقوف على دراسة تفاعل الشخص مع هذا العالم الواسع الذي وجد نفسه في خضمه ,وعليه بدأت الدراسات والابحاث والاحصائيات في علم النفس والسلوك وعلم الاجتماع لدراسة كل ما يحيط بهذا العالم الافتراضي ومقدار تأثرنا به وإيجابياته وسلبياته ومخاطره ومحاذيره.
البلاد العربية الفقيرة في العلوم الأساسية
إن البلاد العربية تفتقر للعلماء في العلوم الصلبة (الرياضيات, الفيزياء, الكيمياء.. الخ) ,كما أنها تفتقر للعلماء في العلوم الفكرية ( علم النفس ,الفلسفة ,علم الاجتماع .. الخ) ,ولذلك من النادر أن نرى دراسات عربية تقوم برصد تأثير العالم الافتراضي الذي خلقته مواقع التواصل الاجتماعي على سلوك الشخص سواء أكان رجل أو امرأة.
في الواقع نحن مغيبون تماما عن هذا العالم الذي نغرق فيه أكثر من نصف وقتنا كل يوم ولا ندرك أبعاده ولا خطورته ولا ايجابياته ولا حتى كيف نستغله. فلا يوجد علماء أو هيئات اتجهت لدراسة هذا العالم الافتراضي لوضع أسس متينة ورصينة نستطيع معها فهم كل التأثيرات التي تطالنا من تعاملنا مع هذا العالم, ونرصد المشاكل التي تنبع منه وبالتالي نجد الحلول المناسبة لها.
وأغلب ما يتم تداوله وتعليمه في هذا الشق نستقيه من الكتب والمراجع والعلوم الغربية ,والتي تعالج أثر العالم الافتراضي على شعوبها ,وهناك اختلاف كبير بين الشعب العربي والشعب الأمريكي على سبيل المثال, وهذا ما يجعلنا دائما بعيدين كل البعد عن فهم هذا العالم الكبير بما فيه من تأثيرات تمارس علينا.
لو أن لدينا معاهد ومراكز وهيئات مختصة تعمل بوتيرة تتماشى مع سرعة تطور هذا العالم الافتراضي ,كنا أوجدنا بسهولة الحلول لمشاكل كثيرة نعيشها على هذا العالم الافتراضي كمشكلة الخاص مغلق وغيرها الكثير. اذا افتقارنا للمعرفة يجعلنا بعيدين عن وضع وصفة العلاج للمرض. لأن أغلب أصحاب الشأن في بلادنا لا يزالون ينظرون لهذا العالم على أنه مكان للتسلية أو الحصول على معلومة في بعض الأحيان والتواصل مع الأخرين فقط !
احصائيات عن العالم الافتراضي و مواقع التواصل الاجتماعي
حتى نفهم هذا العالم الافتراضي الذي نحن بصدده علينا أن ندرك حجمه ومدى تفاعل الناس معه ,وبناء عليه لنراجع هذه الاحصائيات البسيطة التي سجلت في عام 2024 وترصد الى أي مدى أصبح حجم مواقع التواصل الاجتماعي لدى البشر.
نشر موقع socialpilot هذه الاحصائيات الفريدة التي تشير الى حجم التفاعلات مع مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2024:
- اعتبارًا من أكتوبر 2023، هناك ما يقدر بنحو 4.95 مليار مستخدم نشط لوسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، ما يشكل 60.6% من سكان العالم.
- في كل دقيقة، يُغمر موقع YouTube بـ 500 ساعة من محتوى الفيديو الجديد.
- انضم ما يقرب من 215 مليون مستخدم جديد إلى وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الـ 12 شهرًا الماضية (منذ أكتوبر 2022). وهذا يعادل نموًا سنويًا بنسبة 4.5%، بمعدل متوسط قدره 6.8 مستخدمًا جديدًا في كل ثانية.
- يستخدم مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أو يزور بشكل نشط ما متوسطه 6.7 منصات مختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي كل شهر.
- يقضي مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في المتوسط ساعتين و24 دقيقة يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
- بشكل جماعي، يقضي العالم ما يقرب من 12 مليار ساعة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يوميًا، وهو ما يعادل 1.35 مليون سنة من تاريخ الوجود البشري.
- 53.6% من إجمالي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ذكور ، و 46.4% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إناث.
- 48.7% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من الفئة العمرية 16-64 سنة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة.
- يقضي النيجيريون أكبر قدر من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي بواقع 3 ساعات و49 دقيقة . وتأتي البرازيل في المركز الثاني بزمن قدره 3 ساعات و44 دقيقة، تليها كينيا والفلبين بزمن قدره 3 ساعات و36 دقيقة.
- من المتوقع أن يصل الإنفاق الإعلاني العالمي في سوق الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي إلى 219.8 مليار دولار في عام 2024 !
- من المتوقع أن يصل الإنفاق الإعلاني في سوق الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة إلى 76.40 مليار دولار في عام 2024، مما يجعله الأكبر من حيث الإنفاق. وتأتي الصين والمملكة المتحدة في المرتبة الثانية والثالثة بمبلغ 71.38 مليار دولار و9.7 مليار دولار على التوالي.
- سيتم الوصول إلى ما يقرب من 5.8 مليار شخص من خلال إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي بحلول عام 2027.
- بحلول عام 2027، من المتوقع أن يتم إنفاق 247.30 مليار دولار على الإعلانات الخاصة بالهواتف المحمولة على منصات التواصل الاجتماعي.
- يمتلك فيسبوك الحصة الأكبر في سوق إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 16% .
- بلغت التكلفة لكل ألف ظهور (CPM) للإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي 5.33 دولارًا أمريكيًا في الربع الثاني من عام 2023.
- في الربع الثاني من عام 2023، بلغت نسبة النقر إلى الظهور لإعلانات وسائل التواصل الاجتماعي 1.36% ، مقارنة بـ 1.2% في الربع الثاني من عام 2023.
ما سبق من احصائيات لا يعدو عن كونه غيض من فيض لتدرك فقط أهمية العالم الذي نحن بصدده ,والذي نختصره بكلمات مثل (تسلية ,لعب ,تواصل ,مشاركة ,صداقة .. الخ) هذا العالم المخيف هو أكبر من ذلك بمراحل قد لا يتخيلها الانسان.
مشاكل وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي النفسية والسلوكية في الغرب
من يظن أن الغرب مثالي في تعامله مع مواقع التواصل الاجتماعي فهو مخطئ بلا شك, مئات وآلاف الدراسات نشرت بخصوص تأثير هذه المواقع على الحياة والعلاقات الرومانسية والعائلية والمبنية على الصداقة والتواصل.
فقد نشر موقع pewresearch المتخصص في هذا الشأن أن 51% من الأمريكيين يعانون في علاقاتهم الرومانسية بسبب انشغال الشريك في مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة, وأن 34% من العلاقات الرومانسية سواء الزواج أو غيرها ,قد فشلت أو أصابها العلل بسبب الغيرة المتولدة من تصرفات الشريك على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلا عن نفس الموقع:
(بالنسبة للعديد من البالغين، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في طريقة تنقلهم ومشاركة المعلومات حول علاقاتهم الرومانسية. أفاد ما يقرب من ثمانية من كل عشرة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي (81%) أنهم في بعض الأحيان على الأقل يرون أشخاصًا آخرين ينشرون عن علاقاتهم، بما في ذلك 46% يقولون إن هذا يحدث كثيرًا، لكن القليل منهم يقولون إن رؤية هذه المنشورات تؤثر على شعورهم تجاه محبتهم ومشاعرهم . أو الحياة بشكل عام مع الشريك.
علاوة على ذلك، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مكانًا يناقش فيه بعض المستخدمين العلاقات ويحققون في العلاقات القديمة. يقول ما يقرب من نصف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي (53%) إنهم استخدموا هذه المنصات للتحقق من شخص اعتادوا عليه حتى الآن أو على علاقة معه، بينما يقول 28% أنهم استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة أو مناقشة أشياء حول علاقتهم أو الحياة التي يرجع تاريخها. بالنسبة للمستخدمين البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، فإن المشاركات التي استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي للتحقق من شريك سابق (70٪) أو نشروا عن حياتهم العاطفية (48٪) هي أعلى من ذلك.
يقول 40% من الشركاء البالغين في امريكا أنهم منزعجون من مقدار الوقت الذي يقضيه شريكهم في استخدام هواتفهم المحمولة على مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي ولدت شعور بعدم الثقة بين الأزواج
هناك مشكلة خطيرة باتت تطفو على السطح وهي مشكلة انعدام الثقة بين المتزوجين والمحبين , في نفس الموقع السابق الذي أشرنا له تشير الاحصائيات في المجتمع الأمريكي أن حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص بالغين اعترفوا أنهم بحثوا في هاتف زوجهم أو شريكهم الحالي دون علمهم، مع اعترافهم أن هذا أمر غير مقبول وغير أخلاقي!
تميل النساء أكثر من الرجال إلى الاعتقاد بأنه من المقبول في بعض الأحيان على الأقل أن يقوم شخص ما بتفتيش الهاتف المحمول الخاص بشريكه دون علمه وكانت النسبة بين النساء والرجال كالتالي (35% مقابل 24%).
ويرى حوالي ثلث البالغين تحت سن 65 عامًا (33%) أن هذا أمر مقبول، مقارنة بـ 16% ممن يبلغون من العمر 65 عامًا فما فوق.
تختلف آراء الأمريكيين حول مدى قبول النظر عبر هاتف الشريك حسب حالة العلاقة الحالية. الأمريكيون المتزوجون أو الذين يعيشون معاً هم أكثر احتمالاً من أولئك الذين هم غير متزوجين أو في علاقة ملتزمة أن يقولوا إن النظر في هاتف شخص مهم آخر دون علم ذلك الشخص هو أمر مقبول في بعض الأحيان أو دائماً.
الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة اخلاص الزوج أو الحبيب !
من المشاكل التي فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي ننتقل الى الحلول التي قدمتها لبعض المشككين في الشريك !
فعبر تفعيل حساب وهمي على موقع مثل الفيسبوك مثلا, أصبحت طريقة يتبعها ملايين من البشر للتأكد من اخلاص شريكهم او زوجهم.
يعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحقق من الشركاء الرومانسيين السابقين ممارسة شائعة إلى حد ما بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول حوالي نصف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في امريكا (53٪) إنهم استخدموا هذه المواقع للتحقق من شخص كانوا على علاقة معه أو اعتادوا عليه حتى الآن.
مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 49 عامًا هم أكثر عرضة بكثير من أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكبر للإبلاغ عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحقق من شريك رومانسي.
وقد أفاد سبعة من كل عشرة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا أنهم استخدموا هذه المنصات للتحقق من شخص اعتادوا عليه حتى الآن أو كانوا على علاقة معه. وهذه النسبة أقل – رغم أنها لا تزال أغلبية – بين المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 49 عاما، وتنخفض بشكل حاد بين تلك الأعمار و50 عاما فما فوق.
هناك أيضًا بعض الاختلافات الملحوظة، اعتمادًا على الحالة الاجتماعية للشخص. يقول حوالي ثلثي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يتعايشون أو في علاقة ملتزمة أنهم استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي للتحقق من اخلاص شريكهم. وفي الوقت نفسه، يقول 56% من العزاب، وعدد أقل من المتزوجين (45%) الشيء نفسه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو تعليم أقل هم أقل عرضة للإبلاغ عن أنهم اعتادوا على وسائل التواصل الاجتماعي للتحقق من شريك رومانسي سابق مقارنة بأولئك الحاصلين على درجة البكالوريوس أو الدرجة المتقدمة أو الذين لديهم بعض الخبرة الجامعية .
الجنس ومواقع التواصل الاجتماعي
نشر موقع psychologs المتخصص في علم النفس دراسة حول كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على طرق اكتساب المعرفة والمواقف والسلوكيات الجنسية لدى المراهقين في ثلاث مدن مختلفة. وكانت النتائج مذهلة اذ أنها كشفت على أن 54% من المراهقين حصلوا على تعليمهم الجنسي عبر الإنترنت !
وخلصت الدراسة الى بعض النتائج أهمها:
- إن المراهقين الذين يزورون مواقع الويب ذات المحتوى الجنسي الصريح بشكل متكرر هم أكثر عرضة لبدء علاقة جنسية بخمس مرات أكثر من غير المستخدمين.
- اكتشف باحثون من معهد كينزي أن استخدام تكنولوجيا الجنس يتزايد وأن المستخدمين أبلغوا عن شعورهم بالارتباط العاطفي والجنسي مع شركاء افتراضيين في استطلاع شمل أكثر من 8000 أمريكي في أواخر عام 2019.
- وفقًا لجوستين جارسيا، القائم بأعمال المدير التنفيذي لمعهد كينزي وأستاذ روث هولز المساعد لدراسات النوع الاجتماعي، فإن هذه النتائج تقوض فكرة أن العلاقات الرومانسية قد تم استبدالها بالتكنولوجيا وأن الحب أصبح مادة عفا عليها الزمن.
بعض الاحصائيات عن سلوك المراهقين في مواقع التواصل الاجتماعي
الاحصائيات مقدمة من موقع guardchild المتخصص في شؤون الأطفال والصحة النفسية وجرائم الجنس ,وفي أهم ما ورد فيها:
- ارتفاع حالات الاعتداء الجنسي التي منشأها مواقع التواصل الاجتماعي الى 300% !
- اعترف 12% من المراهقين ,في دراسة أجريت من قبل الموقع , أنهم شهدوا سلوكيات غير أخلاقية ومشينة في مواقع التواصل الاجتماعي.
- حوالي 22% من المراهقين اعترفوا أن مواقع التواصل الاجتماعي افقدتهم صداقات واقعية بسبب خلافات ونقاشات وتصرفات على هذه المواقع.
- 8% من المراهقين دخلوا في عراك وشجار واقعي عقب خلافات نشأت على مواقع التواصل الاجتماعي.
- 25% من مستخدمي الفيسبوك من المراهقين في أمريكا تعرضوا لشجار وعراك بالأيدي نتيجة منشورات تم نشرها.
- حوالي 6% من الطلاب عرضة لمشاكل في مدارسهم بسبب منشورات ينشرونها على الفيسبوك.
- نسبة 29% من الجرائم الجنسية منشأها مواقع التواصل الاجتماعي.
- ما نسبته 67% من المراهقين قادرين على إخفاء ما يفعلونه على مواقع التواصل الاجتماعي عن آبائهم.
- 55% من المراهقين قدموا معلومات شخصية عنهم وعن أسرهم لأشخاص لا يعرفونهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
- 29% من المراهقين تعرضوا لمضايقات من قبل الغير على مواقع التواصل الاجتماعي.
خمس أسباب قد تفاجئك تدفع الرجال لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي
كشف موقع uniqwe عبر دراسة جديدة في عام 2023 وقائع مثيرة عن أسباب استخدام الرجال لمواقع التواصل الاجتماعي.
إن استخدام الرجال لوسائل التواصل الاجتماعي يختلف بين كل رجل والآخر, وقد يكون له أسبابه الفريدة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. الشيء المهم هو أن هذه المواقع تقدم العديد من الفوائد للرجال وعادة لا يفصحون عنها لكنهم يستخدمونها بحكمة ومسؤولية.
فعندما تسأل أي رجل في مرحلة النضوج ,كيف تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ,, أو ما نشاطك بها ؟
غالبا يكون الجواب ,للتسلية ,لتطوير عملي ,لمتابعة أخبار العائلة والأصدقاء ,أو لمتابعة الاخبار والاحداث المحلية والعالمية. لكن الدراسة التي نحن بصددها أوضحت أن للرجال فوائد أخرى من استعمالهم وسائل التواصل الاجتماعي منها:
مطاردة أحبائهم السابقين
نعم، لقد قرأت ذلك بشكل صحيح. الرجال مخلوقات فضولية، ويحبون مراقبة عواطفهم السابقة. إنهم يريدون معرفة ما إذا كان حبيبهم السابق سعيدًا، أو إذا كانوا قد تجاوزوا حياتهم، أو إذا اكتسبوا وزنًا، أو إذا وجدوا شخصًا أفضل. إنهم يريدون أيضًا مقارنة أنفسهم بشركائهم السابقين الجدد، ويشعرون بالتفوق أو الدونية اعتمادًا على الموقف.
إظهار إنجازاتهم
الرجال قادرون على المنافسة بطبيعتهم، ويحبون التباهي بإنجازاتهم. سواء كان ذلك عرضًا ترويجيًا، أو سيارة جديدة، أو إجازة، أو تمرينًا، فإنهم يريدون مشاركته مع العالم والحصول على موافقة أقرانهم. إنهم يريدون أيضًا إقناع زملائهم المحتملين بنجاحهم ومكانتهم.
متابعة المشاهير والمؤثرين
الرجال ليسوا محصنين ضد جاذبية الشهرة والسحر. إنهم يحبون متابعة المشاهير والمؤثرين الذين يلهمونهم أو يسليونهم أو يجعلونهم يضحكون. في الواقع، يعجب الرجال دائمًا بما لا يفهمونه حقًا . كما أنهم يحبون الحصول على نصائح وإرشادات منهم حول مواضيع مختلفة، مثل الموضة أو اللياقة البدنية أو المواعدة أو الهوايات.
شراء الأشياء
تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للرجال التسوق من هواتفهم الذكية أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة، دون الحاجة إلى الذهاب إلى متجر فعلي أو موقع ويب. يمكنهم تصفح المنتجات ومقارنة الأسعار والتحقق من التوفر وتقديم الطلبات ببضع نقرات أو نقرات فقط. ومع ذلك، نادرًا ما تحتوي هذه المنصات على حملات تجارية أو برامج خصم لجذب المشترين.
المغازلة والمواعدة !
يبحث الرجال دائمًا عن الحب أو الشهوة، ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للمغازلة والمواعدة. إنهم يحبون تصفح الملفات الشخصية وصور الفتيات الجميلات، وإرسال الرسائل والمجاملات، وترتيب الاجتماعات أو العلاقات.
ثقافة مواقع المواعدة وأهميتها في التفريق بين الغرب والعرب
لا شك أنه من ضمن الأشياء الفاصلة ما بين المستخدمين العرب والأجانب بما يخص التعارف على مواقع التواصل الاجتماعي هو جهل المستخدمين العرب لما يسمى (تطبيقات المواعدة), وهي ليست نقيصة طبعا لكن فقط من باب المعلومة.
تطبيقات المواعدة هي تطبيقات تماثل بعض مواقع التواصل الاجتماعي لكنها مخصصة فقط لمن يريدون التعارف وبناء الصداقات أو المواعدة الغرامية وما الى ذلك. ويلجأ الناس في الغرب لهذه التطبيقات غالبا عوضا عن رسائل الشات في مواقع التواصل الاجتماعي.
لهذا تضعف عند المستخدمين الغربيين ظاهرة ارسال رسائل عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي كالماسنجر أو تويتر أو انستغرام وغيرها بهدف التعارف والمواعدة, لأن هذه أمور لها مواقعها الخاصة, بل أن الكثير من الدراسات وجدت استهجان كبير من قبل النساء اللواتي تصلهم هذه الرسائل ويتجاهلونها تماما.
لكن هذا لا يمنع وجود نسبة لا بأس بها من الرجال الذين يرسلون رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنساء, كما وضحنا في فقرات سابقة تناولت بعض الدراسات حول هذه الفئات وكما سنرى في الفقرة التالية.
التعارف عن طريق الانترنت في الغرب
في استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في أواخر عام 2019 للبالغين الأمريكيين، أفاد أن 48% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يستخدمون مواقع ويب أو تطبيقات للمواعدة. وتقول الدراسة أن ما نسبته 55% من هذه المجموعة تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة ومواقع الويب للبحث عن شركاء محتملين. ومع ذلك، لا يستطيع الناس تجاهل عيوب المواعدة عبر الإنترنت.
- يمكن أن تؤدي خدمات المواعدة عبر الإنترنت التي تمنح المستخدمين سيرة ذاتية أو ملفًا شخصيًا سريعًا للمراجعة إلى التركيز المفرط على المظاهر. نظرًا لأن المواعدة عبر الإنترنت تتضمن تقييمات سريعة وسطحية في بعض الأحيان، فقد يتجاهل الأشخاص الشركاء الذين قد يكونون مناسبين.
- تبحث البيانات عبر الإنترنت عن الصفات الإيجابية في الشركاء المحتملين. تعد وفرة الشركاء المحتملين الذين يمكن للأشخاص الالتقاء بهم من خلال المواعدة عبر الإنترنت أحد العوامل التي تساهم في هذا الاتجاه. من السهل الانتقال إلى الشريك التالي إذا كان لدى الشريك السابق الكثير من أوجه القصور.
- على الرغم من أن هناك دائمًا مجال للخداع في العلاقات، إلا أن هناك فرصة أكبر للتضليل عند المواعدة عبر الإنترنت، وبعض التشوهات خاصة بهذه الوسيلة. على سبيل المثال، من الممكن أن يكذب المرء بشأن جنسه ومظهره الجسدي الكامل عبر الإنترنت فقط، على الرغم من أنه يمكن للمرء أن يكذب بشأن حالته الاجتماعية أو ميوله الجنسية في المواقف وجهاً لوجه.
وبالتالي ,فإن التعارف على مواقع التواصل الاجتماعي قد يعطي فرصة أفضل بنظر الدراسة للحصول على شريك مثالي أكثر نظرا للمدة التي يقضيها الشخص في فترة التعارف, لأنه في مواقع التواصل الاجتماعي لا يفترض بأن المرسل إليه موافق على بناء أي علاقة مهما كان نوعها, عكس تطبيقات المواعدة.
ونعود لموضوعنا .. الخاص مغلق !
ما أوردناه من احصائيات ودراسات في كل الفقرات السابقة ما هو إلا استعراض وجيز لمحاولة فهم هذا العالم الافتراضي الضخم من حيث الحجم والتأثير وما يجري في الكواليس الكثيرة التي نتوه بها كل يوم ,وذلك كي نستطيع أن نجيب على سؤال المقال .. الخاص مغلق .. هل سيفهم الرجال خصوصية النساء على الانترنيت !؟
وفي ظل كل ما تقدم يبدو الجواب صعب للغاية نظرا لأن المكتبة العربية فقيرة للغاية بالدراسات والاحصائيات الخاصة بعالم الانترنيت وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي التي تساعدنا لايجاد اجابة دقيقة عن ظاهرة اقتحام الرجال خصوصية النساء ,أو لنقل الصديقات الجدد على الفيسبوك ,وإرسال رسائل بغية التعارف ,مما يدعو النساء لكتابة عبارة الخاص مغلق ,تحاشيا للاحراج في عدم الرد على الرسائل أو حذف هذا الصديق المزعج.
ومع ذلك يمكن حصر الأسباب التي وردت في بعض المقالات التي تناولت هذا الموضوع وتلخيصها بما يلي :
- الدخول في علاقة رومانسية أو جنسية.
- الحرمان العاطفي أو الجنسي.
- الانتماء عند الصغر والنشأة لبيئة محافظة لا تعترف بوجود علاقات بين الرجل والمرأة.
- افتقار الرجل المرسل للرسائل لعلاقة واقعية في حياته سواء أكانت جنسية أم رومانسية.
- الزواج المبكر وعدم التفاهم مع الشريك الزوجي.
هذه أبرز الأسباب التي يمكن أن نقاطعها في كل المقالات التي تناولت هذه الظاهرة, لكن كما أسلفنا ,لضعف المكتبة العربية وافتقارها لأي بحوث حول البيئة العربية ومواقع التواصل الاجتماعي ,فمن الصعب الوصول لجواب واضح ,قد تكون هذه الأسباب صحيحة لكن كما رأينا في الدراسة التي قدمت في المقال بأن الغرب أيضا يعاني من هذه الظاهرة ,وبالتالي لا يمكن ردها فقط للحرمان الجنسي والرغبة في تكوين علاقات رومانسية وعاطفية وحنسية لأن هذا الأمر متاح في الغرب بفعل الانفتاح والحرية الجنسية.
أذا ما هي الأسباب الحقيقية التي تدفع الرجال لاقتحام حرية النساء على مواقع التواصل الاجتماعي ,, وهل سنرى عبارة الخاص مغلق تتكرر في سنة 2024؟
بوجهة نظري وبحسب بعض الدراسات المحدودة التي قمت بها على نماذج حية تخص موضوع الخاص مغلق ,ودراسة حول البيئة الخاصة التي ينتمي إليها أصحاب رسائل التعارف وجدت بالإضافة الى ما سبق أن هناك أسباب أخرى هي:
الفراغ :
تعاني أغلب الشعوب العربية من حالة فراغ كونها شعوب لا تعطي أهمية لوجود هواية تشغلها في حياتها, فأغلب الرجال الذين يعملون ,يقضون وقتهم في العمل ومن ثم البيت أو بعض التسلية مع أصدقائهم, وبالتالي تبقى ساعات الفراغ متاحة للتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
رد فعل :
كثير ما تقودنا ردود أفعالنا الى ارتكاب أفعال قد لا تتناسب مع الواقع ,أغلب الشعوب العربية تعيش شعور القهر من الكبت الذي تحيا عليه منذ الولادة والى الممات ,فالقمع موجود ضمن الاسرة والعمل والدولة وحتى ضمن العلاقات الاجتماعية نفسها مهما كانت تسميتها.
وبحسب القانون الفيزيائي فإن لكل فعل رد فعل يناسبه بالحجم والتأثير, واذا ما أخذنا الفعل هنا وهو (الكبت) فإن رد الفعل المناسب والموازي له هو (الحرية) فأغلب المكبوتين يبحثون عن الحرية بأي شكل من أشكالها حتى لو كانت من نوعية الحرية في التعارف على أكبر قدر ممكن من النساء ولو كانت الغاية فقط هي التعارف ولا شيء غيره.
الزواج الخاطئ : عند ملاحظة اندفاع عدد كبير من الشباب المتزوجين حديثا نحو التعارف على الفيسبوك ,أو حتى المتزوجين بفترات زمنية أكبر, نجد أن هذه الفئات في واقعها غير سعيدة مع الشريك الزوجي.
إن اسلوب الزواج التقليدي في أغلب الدول العربية يؤدي بالضرورة الى الخيانة لعدم قناعة الزوجين ببعض ,وهنا يصبح لدى الزوج الرغبة في أن يحصل من خلال التعارف على ما يفقتده في حياته الواقعية.
نفس الأمر في سرعة تفكك الزواج المبني على الحب في المجتمعات العربية, اذ أن أغلب هذه العلاقات الرومانسية التي تقود للحب تبنى على عاطفة لا يتم التحقق معها من حالة التفاهم بين الشريكين, إذ أن العاطفة والرغبة في الزواج تغلب على التفاهم والعقل ,ولذا نرى ظهور للمشاكل بعد فترة وجيزة من الزمن ,الأمر الذي ينشأ معه النزاع والطلاق والانفصال والرغبة في التعارف والتعويض غن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
الوحدة والعزلة :
كلا المفهومين يقود الى ظاهرة التعارف على مواقع التواصل الاجتماعي ,حتى في حالة وجود الابن الوحيد دون أخوة.
إن مواقع التواصل الاجتماعي تعد عامل جذب مؤثر ولذلك فإن من يعانون الوحدة يلجؤون لها للتعويض عن حياتهم الواقعية عبر الانخراط في أمور وشؤون تملئ فراغ الحياة.
التباهي والغرور :
أحدى أهم الأسباب التي وجدتها في دراسة بعض النماذج من مرسلي رسائل التعارف هي التباهي والغرور بعدد المعجبات أو النساء الموجودات في قائمة المراسلة لبعض الشباب, إن هذه الظاهرة موجودة في الحياة الطبيعية وتسمى (زير النساء) ,وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بات الأمر أسهل وأيسر.
وختاما في موضوع الخاص مغلق !
أعود وأكرر أن عدم وجود دراسات مبنية على علم السلوك النفسي وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على البيئة العربية يمنع أي باحث في تكوين الصورة الصحيحة لأي أمر يكون بصدد التعرض له ودراسته, لذلك دائما ما يتم اللجوء للاستنتاج العقلي أو الاستعانة بعلوم أخرى كعلم الاجتماع والاقتصاد والتنمية وعلوم النفس وأيضا الاديان ,لدراسة هذه الظواهر ومحاولة فهمها قدر الإمكان.
وهي دعوة نطلقها لأهل الاختصاص وللجامعات والمراكز العلمية للاهتمام بقضايا معاصرة باتت تشكل صلب حياتنا ,وترك القديم والمكرر والمشبع بالدراسة فما أحوجنا اليوم لسبر أغوار هذا العالم الافتراضي الذي نعيش به لنفهمه ونتقي شروره وسلبياته ونستفيد من مزاياه وايجابياته ,والى ذلك الوقت الذي نستطيع فيه تحديد جذور مشكلة التعارف على مواقع التواصل الاجتماعي , لا اعتقد ان النساء سيتخلصن بسرعة من كتابة الجملة الشهيرة .. الخاص مغلق !