عدد المهاجرين الى بريطانيا في 2023 ينخفض عن عام 2022

شكل عدد المهاجرين الى بريطانيا في 2023 انخفاضا ملحوظا بالأرقام عن عام 2022 وفق ما نشرته صحيفة الميرور البريطانية في تحقيق نشرته اليوم وأوضح أن هذه الأعداد قد انخفضت فعلا بمقدار الثلث عن ما كانت عليه في عام 2022, ولكن رغم ذلك لا تزال أزمة المهاجرين الغير شرعيين تضغط على رئيس الوزراء ريشي سوناك وتهدد بفقدان منصبه وخسارة حزبه للانتخابات القادمة ,لكن لماذا ؟ وما أعداد المهاجرين الغير شرعيين الذين قدموا الى المملكة المتحدة عبر قوارب الهجرة الغير شرعية؟ ومن أكثر الدول التي صدرت مهاجرين غير شرعيين لبريطانيا؟

عدد المهاجرين الى بريطانيا في 2023 ينخفض عن 2022

أفاد تقرير نشرته صحيفة الميرور البريطانية ذائعة الصيت ,أن عدد المهاجرين الى بريطانيا الغير شرعيين والمتجهين الى شواطئ المملكة المتحدة قد انخفض بمقدار الثلث في عام 2023 عن ما كان عليه في عام 2022. ونحن نتحدث هنا تحديدا عن القادمين لبريطانيا عبر قوارب الهجرة الغير شرعية التي تعبر بحر او قنال المانش الفاصل بين بريطانيا وفرنسا.

حيث وصل إجمالي 29,437 طالب لجوء إلى المملكة المتحدة من خلال قيامهم بالرحلة الخطيرة عبر القناة الانكليزية في عام 2023، وقد أكد التقرير أيضا أن العدد الأكبر من هؤلاء المهاجرين من دولة افغانستان حيث فر واحد من كل خمسة مهاجرين وافدين من حركة طالبان التي تحكم في أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي.

وهذا العدد إجمالا شكل تراجع عن عام 2022 حيث بلغ عدد المهاجرين الغير شرعيين نحو 46 ألف مهاجر ,وهذا العدد يمثل المهاجرين الذين قدموا عن طريق قوارب الهجرة الغير شرعية تحديدا نحو الشواطئ البريطانية.

أقرأ أكثر: 

• منع ترحيل المهاجرين الى رواندا وبدء حجب الثقة عن سوناك 2023
• تعديل قواعد الهجرة الى بريطانيا في عام 2023
• تأشيرات العائلات في بريطانيا تخضع لقواعد صارمة في 2024

عدد المهاجرين الى بريطانيا يشكل ضغط على ريشي سوناك

شكل عدد المهاجرين الى بريطانيا في عام 2023 ضغطا على رئيس الوزراء ريشي سوناك نظرا للوعود التي اطلقها بخصوص القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية بالقوارب الى المملكة المتحدة.

المناهضين لرئيس الوزراء يعتبرون ذلك تملصا منه من عهود قطعها شخصيا عند تسلمه منصبه ,وبالاضافة الى الوعود التي اطلقها حزبه ,حزب المحافظين عندما فاز بعام 2019 بالانتخابات العامة وكانت الوعود تتجه الى الحد من عدد المهاجرين الى بريطانيا بشكل تدريجي الى حين القضاء على هذه الظاهرة بالاضافة لوعود أخرى متعلقة بعدم رفع الضرائب ,لكن من تعاقب على منصب رئيس الوزراء من جونسون وليز تروس واخيرا سوناك لم يوفوا بهذه الوعود.

ورغم قرار مجلس النواب البريطاني الذي صدر منذ شهر بخصوص ترحيل المهاجرين الغير شرعيين الى دولة رواندا الأفريقية ,والذي أقر بهذه الخطة التي بدأت بعهد رئيس الوزراء بوريس جونسون , ومن ثم توقفت بقرار المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان, إلا أن معارضي سوناك وعلى رأسهم وزيرة الداخلية المقالة سويلا برافرمان, وجودوا أن هذا القرار لا معنى له في ظل البقاء ضمن المفوضية الأوروبية. وأن على سوناك الخروج من هذه المفوضية وبدأ عملية ترحيل المهجرين ,وأنه يتنصل من وعوده ويماطل بها.

الدول التي تشكل أكبر عدد من المهاجرين الى بريطانيا

عدد المهاجرين الى بريطانيا الهائل الذي يضغط على ريشي سوناك ويجعل إيقاف القوارب الخاصة بالهجرة إحدى أهم أولوياته ينحدر من دول معينة بذاتها أكثر من غيرها.

وتشير الأرقام المثيرة للقلق إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الـ 29,437 شخصًا الذين قاموا بالعبور الخطير عبر القنال الانكليزي كانوا من سبع دول فقط. وكان واحد من كل خمسة منهم من دولة أفغانستان، بعد أكثر من عامين من استيلاء طالبان على كابول ومقاليد الحكم بالبلاد.

وتظهر الأرقام النهائية أن العدد النهائي للأشخاص الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة عبر القناة كان أقل بمقدار الثلث عن عام 2022 – عندما عبر 45774 شخصًا. ولكن الأمر يقارن بعام 2021 وليس بعام 2022، عندما كان هناك نحو 28526  مهاجر غير شرعي, ويدعي اتحاد الهجرة أن انخفاض هذا العام قد يكون “خللًا”. مع توقع أرقام أعلى في عام 2024.

وتكشف بيانات وزارة الداخلية أن أفغانستان وإيران وتركيا وإريتريا والعراق وسوريا والسودان كانت الدول التي ظهرت في أعلى قائمة الجنسيات. وأشار نشطاء حقوق الإنسان إلى أن هذه كلها أماكن يتفشى فيها الصراع والاضطهاد والمشاكل الاقتصادية.

عدد المهاجرين الى بريطانيا بحسب الجنسيات التي ينحدرون منها

تشكل دول هذه الدول حصيلة عدد المهاجرين الى بريطانيا والتي تبلغ نحو 30 ألف مهاجر غير شرعي توزعوا على :
أفغانستان – 5382 بين يناير ونوفمبر
إيران – 3,175 بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني
تركيا – 2926 بين يناير ونوفمبر
إريتريا – 2,574 بين يناير ونوفمبر
العراق – 2429 بين يناير ونوفمبر
سوريا – 2160 بين يناير ونوفمبر
السودان – 1,594 بين يناير ونوفمبر

ما مصير المهاجرين الى بريطانيا في عام 2023؟

خلص تحليل قرارات اللجوء التي أجراها مجلس اللاجئين إلى أنه سيتم الاعتراف بأكثر من ثلاثة أرباع المهاجرين الغير شرعيين من ضمن عدد المهاجرين الى بريطانيا في عام 2023 كلاجئين إذا قامت الحكومة بمعالجة طلبات لجوئهم.

ووجدت المؤسسة الخيرية أيضًا أن 15000 شخص عبروا القناة منذ إقرار قانون الهجرة غير الشرعية المثير للجدل يواجهون الترحيل إلى دولة رواندا في افريقيا.

ويأتي هذا على الرغم من التساؤلات حول ما إذا كان هذا المخطط الخاص بالترحيل الى رواندا سيطبق فعلا، وما إذا كان لديه القدرة على استيعاب هذا العدد الكبير من طالبي اللجوء. على الرغم من أن حكومة المملكة المتحدة تقول إنه لا يوجد حد أقصى لعدد طالبي اللجوء الذين يمكن إرسالهم إلى رواندا، إلا أنه في البداية لم يكن هناك سوى مكان للإقامة لحوالي 200 شخص.

هناك أيضًا مخاوف من احتمال ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعبرون الحدود مرة أخرى في عام 2024. وقالت لوسي موريتون، المسؤولة المهنية في اتحاد خدمات الهجرة، لبي بي سي برنامج راديو 4 اليوم:

• “افتراض التخطيط لعام 2024 هو أن عام 2023 كان منخفضًا بشكل غير عادي. وكانت هناك عوامل مربكة أخرى – فقد كانت لدينا رياح شديدة بشكل خاص، وكان لدينا عدد أكبر من الأيام حيث كان من غير المرجح أن نستقبل المهاجرين في القوارب.
  لكن لدينا أيضًا قوارب أكبر بكثير، وقوارب أكثر صلاحية للإبحار، لذا فإن افتراض التخطيط هو أن هذا خلل”.

وقال الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين أنور سولومون:

• “إن الرجال والنساء والأطفال من دول مثل أفغانستان وسوريا وإيران الذين تعرضوا لأعمال مرعبة رحلات في عام 2023 عبر أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم يبحثون بشدة عن الأمان، بعد أن فروا من الاضطهاد والإرهاب والقمع. إنهم لم يفقدوا منازلهم وسبل عيشهم فحسب، بل واجهوا فظائع مروعة بما في ذلك التعذيب والإكراه الجنسي والعبودية والاستغلال.

  “إن إغلاق نظام اللجوء سيؤدي ببساطة إلى تكلفة باهظة وفوضى وبؤس إنساني مع وجود عشرات الآلاف من الأشخاص عالقين في حالة من النسيان الدائم. نحن نعلم أن اللاجئين يتجنبون بالفعل الاتصال بالخدمات الحيوية ويواجهون الاستغلال والإساءة من قبل أولئك الذين يسعون إلى إكراههم والاتجار بهم.

وفي النهاية .. رأي بخصوص عدد المهاجرين الى بريطانيا

يبقى لدينا رأي نكرره مرارا وتكرارا بما يخص الحد من عدد المهاجرين الى بريطانيا ولا يبدو أن الحكومة البريطانية ستستمع إليه, وهو ببساطة أن تعمل الحكومات الغربية ذات القدرة على قمع ظاهرة الهجرة عبر مساعدة هذه الدول التي يتوافد منها طالبي اللجوء على التحول للديمقراطية الحقيقية والنماء الاقتصادي والعلم وقمع الحروب والصراعات وعدم تأجيجها ,ان تجفيف منابع المرض أسهل بكثير من البحث عن طرق للعلاج من المرض, ويجب ان تفهم الحكومة البريطانية وغير حكومات غريبة أن لا أحد يفر من بلاده الا اذا كانت الحياة بها منعدمة وغير كريمة.