سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في انتخابات 2024 إلا إذا !؟
ما الأشياء التي يريدها البريطانيون من رئيس الوزراء كي يجددوا انتخابهم لحزبه في العام القادم؟
سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في انتخابات 2024
أكثر المتفائلين برئيس الوزراء البريطاني في الوقت الحالي يتوقع أن سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في انتخابات 2024 البرلمانية, وهذا التشاؤم مبني على أسس واضحة وعوامل ومعطيات أفرزتها السنين الماضية وضربت عضد البريطانيين في العديد من الأمور الهامة بحياتهم وخصوصا التي تتعلق بمعيشتهم.
قد لا يكون سوناك بالضرورة مسؤول عن كل ذلك الاحتقان وتراجع شعبية حزب المحافظين في الشارع البريطاني. فقد ساهم رؤساء الوزراء الثلاث الذين تعاقبوا على منصب رئيس الوزراء منذ 2019 ( بوريس جونسون – ليز تروس – ريشي سوناك ) في كل تلك الخيبات التي مني بها المواطن البريطاني والتي أدت لتراجع شعبية حزب المحافظين والى توقع أن سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في انتخابات 2024.
البعض يقول أن سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في انتخابات 2024 فاقت تلك الهزيمة التي مني بها جون ميجور في عام 1997 وحينها اكتفى بالفوز ب165 مقعدا نيابيا ! وللتذكير والمقارنة فقط, فإن حزب المحافظين عندما فاز في أخر انتخابات بعام 2019 حصد 350 مقعد نيابي.
ويقول أخر أن حزب المحافظين عندما يصل الى الانتخابات سواء كان بقيادة سوناك, أو بقيادة أخرى من الحزب, فإنه لن يحصد أكثر من 200 مقعد نيابي في أحسن الأحوال. !
أقرأ أكثر:
- ليز تروس على شفير الهاوية .. نواب حزب المحافظين قدموا خطابات لعزلها من المنصب
- موازنة الخريف البريطانية 2023 بكل ما جاء فيها من بنود هامة
- قرارات سوناك في مؤتمر المحافظين 2023, جعجعة بلا طحين
سوناك يخوض حربا سياسة مزدوجة
من الواضح أن رئيس الوزراء البريطاني يعيش في هذه الأيام حربا سياسية مزدوجة داخلية وخارجية في نفس الوقت, فهو يواجه خصمه اللدود (حزب العمال) وعلى رأس كير ستارمر ,وهو في أضعف حال يمكن أن يصل إليها جراء عدم الوفاء في الكثير من الوعود التي التزم بها عقب تسلمه المنصب من رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تروس.
والتحدي أو الحرب السياسية الداخلية التي يخوضها سوناك تتمثل في مواجهة اليمين المتطرف في حزب المحافظين بقيادة وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان, والتي اقالها سوناك الشهر الماضي بسبب تصريحاتها العنصرية المتكررة ضد الأقليات ,ولأمور أخرى عديدة يمكن أن تتوسعوا بمعرفتها عبر الضغط على رابط هذا المقال:
برافرمان لم تنسى لسوناك مع فعله و وجهت له رسالة قاسية مهينة اتهمته بأنه شخصية ضعيفة ولا يصلح لقيادة حزب المحافظين ,كما أنه تنصل من العديد من الوعود التي اطلقها عند تسلمه منصبه وأهم تلك الوعود تمثل في ايقاف قوارب المهاجرين الغير شرعيين وفي ترحيل اللاجئين الى دولة رواندا الافريقية والانسحاب من اتفاقية حقوق الانسان الاوروبية التي منعت ترحيل المهاجرين في 2021.
وزيرة الداخلية السابقة بالفعل شكلت تحالف قوي داخل حزب المحافظين قد يطيح برئيس الوزراء قبل الانتخابات العامة البرلمانية البريطانية في 2024. رغم أن سوناك نجح في تمرير قرار من البرلمان البريطاني يقضي بترحيل المهاجرين الغير شرعيين الى رواندا.
الانقسام الداخلي في بيت المحافظين ليس بجديد في هذه الحقبة ,ولكن البعض يرى أنه وصل الى ذروة الانقسام مما يعطي صورة واضحة أن سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في انتخابات 2024 ,وكي يحاول رئيس الوزراء النجاة من هذا المصير المحتوم حاول الاستعانة بالحرس القديم في الحزب وعين ديفيد براون ,رئيس الوزراء السابق في منصب وزير الخارجية عسى ولعل أن يستفيد من شعبيته ودهاءه السياسي للخروج من هذا النفق المظلم.
ماذا يريد البريطاييون من سوناك في عام 2024
بعيدا عن الحروب السياسية مع الخصوم السياسيين خارج أو داخل الحزب, وأن سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في انتخابات 2024 في ما لو استمر الوضع على ما هو عليه. لكن هل يمكن أن يتغير هذا الوضع الذي أفرز نتائج كارثية في الانتخابات الفرعية في السنة الحالية والماضية بما يخص خسارة حزب المحافظين أمام نظيره حزب العمال لمقاعد نيابية تعد في قلب موطن حزب المحاظفين.
هل للناخب البريطاني رأي أخر قد ينقذ رأس سوناك وحزبه في الانتخابات القادمة؟
لا وجود لما يسمى بالناخب البريطاني, لأن هناك ناخبون بريطانيون في واقع الأمر يندرجون تحت فئات متنوعة سواء من الناحية الاجتماعية المالية أو من الناحية السياسية أو الانتماء أو وجهات النظر العامة.
فعلى سبيل المثال هناك الناخب البريطاني الميسور أو الغني أو كما يسمى (دافع الضرائب) ,وهذه الفئة لديها مطالب كي ينفذها رئيس الوزراء, وهي مختلفة بالمجمل مع مطالب الناخب البريطاني ذو الدخل المحدود والذي يستفيد من أموال دافعي الضرائب من الفئة السابقة. وايضا لهذه الفئة مطالب تختلف تماما عن غيرها من الفئات.
ما سبق مجرد أمثلة فقط عن تعدد الناخبين وبالتالي تنوع مطالبهم ,وعلى سوناك أن يحاول إرضاء الجميع بأن يجد القاسم المشترك من الطلبات التي تسعد كل الناخبين ويبدو أنها لن تخرج عن ما يلي :
- تخفيض الضرائب العامة.
- دعم الاقتصاد الوطني.
- الاهتمام بقطاع الصحة NHS ودعمه بكل السبل الممكنة.
- توفير فرص العمل.
- فرض الأمان في المدن الكبرى وخاصة لندن.
- خفض معدلات التضخم وحلول لأزمة تكلفة المعيشة والطاقة.
إن التفكير في مشاكل تأمين الحدود عبر الحد من الهجرة الغير شرعية لشواطئ المملكة المتحدة, والمواقف التي يجب أن تتخذها الحكومة بشأن الصراع الاوكراني الروسي, أو الاسرائيلي الفلسطيني, وما يتعلق بالبيئة والاستدامة والمناخ ..الخ, هذه أمور لا تشغل بال الناخب البريطاني بقدر ما يشغل باله أمور خاصة بمعيشته وصحته وأمانه واستقراره المالي. فالناخب البريطاني لا يفكر كما يفكر السياسيون ,ولا يطالب بطلبات السياسيين ولا ينظر إليها على أنها أولوية في الوقت الحالي الذي يعاني في الناخب من سيل من المشاكل الشخصية ضمن هذا المجتمع.
رأي خبير سياسي محنك في مستقبل ريشي سوناك وحزب المحافظين
نقلا عن صحيفة independentarabia رأى الخبير السياسي المحنك البروفيسور السير جون كيرتيس, أن سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في انتخابات 2024. وقد ورد في المقال:
توقع أحد أبرز منظمي استطلاعات الرأي في بريطانيا أن يمنى رئيس الوزراء ريشي سوناك بهزيمة ساحقة في الانتخابات المقبلة في المملكة المتحدة، حتى لو نجح في ترحيل طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى بريطانيا بطرق غير مشروعة، إلى رواندا.
ورأى البروفيسور السير جون كيرتيس أن محاولة سوناك – منذ توليه السلطة عقب رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس – استخدام الكاريزما الشخصية التي يتمتع بها لتعزيز شعبية حزب “المحافظين”، قد فشلت ولم تحقق النتائج المرجوة.
وفي رسالة قاتمة لهذه الفترة من العام، رأى السير كيرتيس أن سوناك سيواجه هزيمة تاريخية لأنه يواجه حاليا “وضعاً مأزوماً للغاية”.
وتوقع أن يخسر “المحافظون” ما يصل إلى 220 مقعداً في البرلمان من مجموعهم البالغ في الوقت الراهن 350، في الانتخابات المقررة السنة المقبلة، منبهاً إلى أنهم يتجهون نحو “انهيار” مماثل للانتكاسة التي تعرضوا لها في مواجهة رئيس الوزراء “العمالي” الأسبق توني بلير في العام 1997. وأشار السير جون في هذا الإطار لـ”اندبندنت”، إلى أن “شخصية سوناك قد فشلت في تعزيز مكانة حزبه”.
ولدى سؤال السير جون عما إذا كان سوناك سيواجه هزيمة تاريخية في الانتخابات رفقة حزب “المحافظين”؟ أم أنه سيحقق نتائج أفضل في إذا ما تمكن رئيس الوزراء من الشروع في تنفيذ خطة إبعاد مهاجرين إلى رواندا، قال المتخصص في استطلاعات الرأي:
- “إن الإجابة الموجزة هي، لا. صحيح أن بعضاً من القاعدة الأساسية للحزب مستاءة (من مسألة الهجرة)، إلا أن هؤلاء ليس ما تحتاج إليه للفوز في الانتخابات، بل أنت في حاجة إلى استعادة دعم أولئك الذين يقولون حالياً إنهم لن يصوتوا لمصلحة حزب ’المحافظين‘”.
واعتبر أن سوناك ارتكب خطأً فادحاً بعدم التركيز على الاقتصاد وقطاع “الخدمات الصحية الوطنية” (أن أتش أس) NHS، مشيراً إلى أن “الناخبين يطرحون سؤالين رئيسين: ’هل يمكنني تحمل كلف إطعام أطفالي؟‘، و”إذا ما مرضت، فهل ستتولى ’الخدمات الصحية الوطنية‘ الاعتناء بي؟‘”.
ورأى السير جون – المعروف بتوقعاته الدقيقة التي تترجم بنسبة 100 في المئة تقريباً في يوم الاقتراع – أن سوناك سيواجه هزيمة تاريخية “ما لم يتوصل “المحافظون” إلى تقديم حلول أكثر فاعلية، فإن هذه الحكومة ستواجه تحديات سياسية”.