أخبار بريطانيا

10 آلاف جنيه إسترليني تعويض لجيران الأبراج الكهربائية

هل أنت مؤهل لتحصل على هذا التعويض القيم؟ وكيف تحصل عليه؟ ومتى؟

10 آلاف جنيه إسترليني تعويض من الحكومة البريطانية لجيران الأبراج الكهربائية ,والمقصود هنا الأشخاص الذين يقطنون بالقرب من أبراج الطاقة الكهربائية التي توصل عن طريقها الكهرباء ,هذا العرض السخي بالتعويص ورد ومر مرور الكرام عندما ألقى مستشار وزارة الخزانة البريطانية جريمي هانت بيان موازنته الخريفية قبل أيام ,حتى أن كبرى الصحف البريطانية لم تهتم بالخبر وتفرد له صفحات للتحليل ,لكن ما قصة هذا التعويض ؟ ومن هم المؤهلون للحصول عليه ؟ وكيف؟


10 آلاف جنيه إسترليني تعويض من الحكومة لجيران الأبراج الكهربائية

في شهر أغسطس أب الماضي نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيق مثير مفاده أن على الحكومة تعويض الأشخاص الذين يسكنون بجانب محطات وأبراج توصيل الطاقة الكهربائية.

وأصر تحقيق الغارديان أن يكون التعويض سخي لأن المقابل سيكون بذات الأهمية بالنسبة لشركة الكهرباء في حال موافقة ساكني هذه المنازل على بناء خطوط كهرباء قريبة من أجل المساعدة في تسريع نقل الكهرباء المتولدة من مشاريع الجيل الجديد الذي تعتمد على الطاقة المتجددة والتي أصبحت تؤمن ما يبلغ نحو 40% من كهرباء المملكة المتحدة.

وبحسب الغارديان ,فقد دعت الوثيقة الصادرة عن مفوض شبكات الطاقة الأول للحكومة، نيك وينسر، إلى بناء خطوط كهرباء جديدة بسرعة مضاعفة لتخفيف التراكم المستمر منذ عقد من الزمن في مشاريع الطاقة المتجددة التي تنتظر الاتصال بالشبكة.

ويبدو أن ما كانت تفكر الحكومة به قبل نحو ثلاث أشهر من الآن أصبح حقيقة وقد ورد في بيان المستشار يوم الأربعاء الماضي حيث أقر بأن الحكومة ستعرض على أصحاب المنازل 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض عن مرور أبراج توصيل الطاقة بالقرب من أماكن سكنهم.

أقرأ أكثر:

في الفيديو: مارتن لويس يقدم نصيحته بشأن زيادة الحد الأقصى لأسعار الطاقة بنسبة 5% 

من المستفيد من تعويض 10 آلاف جنيه إسترليني ؟

يجب أن نوضح أولا أن المخطط لم ينجز بشكل كامل وإنما طرح في موازنة الخريف البريطانية كأمر تم اقراره بالاتفاق مع الأطراف المعنية بالأمر والمقصود هنا شركات الكهرباء والتوصيل والدعم على الشبكة الكهربائية.

وفي الخطوة الثانية للمشروع سيتم عرض 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض من الحكومة لأصحاب المنازل المجاورة لأبراج ومحطات الطاقة الفرعية ,وفي حال تم الاتفاق معهم سيصبح التنفيذ ممكنا.

لكن ما توصلنا إليه حتى الآن أن المخطط سيكون كالتالي:

سيستفيد كل صاحب منزل في بريطانيا يعيش بالقرب من الأبراج الجديدة لتوصيل الكهرباء ,وأيضا محطات الكهرباء الفرعية من مبلغ يقدر بنحو 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض من أصحاب الشأن والشركات والحكومة.

ويكون هذا المبلغ بمثابة (خصم) على فواتير الطاقة التي يدفعها أصحاب هذه المنازل, كما أن المبلغ سيدفع على عشر سنوات من تاريخ دفع الخصم الأول على الفاتورة.

ماذا يعني هذا؟

ذلك يعني أن مبلغ 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض يمس الفواتير ويخصم منها ,وليس بمنحة او مساعدة تقدم بشكل نقدي مباشر او تصل عبر حسابات أصحاب المنازل. التعويض لن يصلك كمبلغ نقدي وإنما كخصم تحصل عليه على كل فواتيرك الخاصة بالطاقة ولمدة عشر سنوات. وهو بكل تأكيد عرض مغري جدا.

10 آلاف جنيه إسترليني تعويض من الحكومة لجيران الأبراج الكهربائية
في الخطوة الثانية للمشروع سيتم عرض 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض من الحكومة لأصحاب المنازل المجاورة لأبراج ومحطات الطاقة الفرعية

كيف أعرف أني مؤهل للحصول على 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض عن السكن بجانب أبراج الكهرباء؟ وكيفية التقديم للحصول على التعويض؟

كان من المفترض أن يدلي السيد جريمي هانت بتفاصيل مبلغ 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض من شركة الكهرباء في بيانه الخريفي يوم الاربعاء الماضي. لكنه ابتعد عن التفاصيل بشكل كامل واكتفى بذكر الخبر كمن يريد أن يعلم عن شيء أو يطرح أمر ما لم تكتمل بعد الصورة لديه.

لكن الأمر أصبح بطور الرسمي, وأصحاب الشأن يعملون على توضيح الأفكار وتحديد من سيدفع هذا الخصم ,هل هي شركة الكهرباء؟ أم الحكومة عن طريق أموال دافعي الضرائب؟ أو أن هناك جهات أخرى ستقوم بالدفع كالجهات المعنية عن توليد الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة.

ويبدو أن جزئية من سيسدد مبلغ 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض عن مجاورة أبراج الكهرباء, هو ما أخر نشر تفاصيل هذا التعويض السخي في موازنة الخريف. لكن بحسب ما ذكر هانت أن المستفيدون من هذا التعويض هم أصحاب المنازل القريبة من محطات وأبراج الكهرباء ,وتحديد مكان القرب من عدمه سيكون حديث الفترة القادمة بكل تأكيد مع توضيحات أكثر حول من هو المؤهل ومتى سيبدأ سريان هذا الخصم المتمثل بمبلغ 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض من الحكومة لجيران الأبراج الكهربائية.

أهمية وجود أبراج الكهرباء ومحطات الطاقة بالقرب من المنازل

بكل تأكيد لا توجد أي أهمية لوجود أبراج توصيل الكهرباء أو محطات توليدها الفرعية بالقرب من منازل الأشخاص, والعملية برمتها كي نفهمها بشكل بسيط تتعلق بالكهرباء المتولدة عن الطاقة المتجددة.

والمقصود بالكهرباء المتولدة عن الطاقة المتجددة ,هي الكهرباء التي تنتج بعيدا عن مصادر التوليد المعروفة مثل الغاز الطبيعي والفحم وما الى ذلك. إن الطاقة المتجددة تعتمد على مصادر الطبيعة كالشمس والضوء والرياح وايضا القدرات المائية على توليد الكهرباء.

وأصبحت هذه المشاريع بمكان كبير من الأهمية وخاصة أن بريطانيا تسعى لتكون أول بلد في العالم يدار بالطاقة المتجددة في عام 2050 كما هو متوقع, وأصبحت هذه المشاريع توفر فعليا للمملكة المتحدة 40% من طاقتها السنوية في الكهرباء. وكما نعلم أن مشاريع الطاقة المتجددة صديقة للبيئة وهي تتماشى مع سياسة المملكة المتحدة المتجهة نحو الاستدامة والحفاظ على المناخ.

لكن لما 10 آلاف جنيه استرليني تعويض لأصحاب المنازل؟

القصة ببساطة أن خطة رفد الخزانات الرئيسية للكهرباء والمحولات لتصل الى الأماكن المنشود تزويدها بالطاقة يجب أن تمر بالقرب من بعض الأماكن السكنية ,واذا ما عملت الحكومة مع شركات الطاقة على الخطة الأساسية فإن الأمر سيستغرق نحو 14 عام ليصبح قيد التنفيذ ,لكن مرور الطاقة الكهربائية عبر أعمدة وأبراج قريبة على الأماكن السكنية سيخفض ذلك الوقت الى النصف ويصبح فقط سبع سنوات, كما أنه سيخفض من التكلفة بطبيعة الحال, وعندها يعد مبلغ 10 آلاف جنيه استرليني تعويض عن ذلك الأمر مبلغ معقول وخصوصا أنه سيدفع كخصم وعلى مدار عشر سنوات.

سباق مع الزمن لتأمين نقاط شحن للسيارات الكهربائية

تأتي خطة نشر وتوصيل الطاقة الكهربائية المتجددة في سياق تعزيز صناعة السيارات الكهربائية وتأمين نقاط الشحن لها وذلك بعد أن كشف السيد هانت أنه تحدث إلى الملياردير Elon Musk صاحب شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية العالية الجودة .بشأن الحصول على مصنع في المملكة المتحدة.

الهدف في بريطانيا هو الوصول الى عام 2030 وتكون نسبة الانبعاثات الكربونية الصادرة عن وسائل النقل كالسيارات والحافلات والشاحنات هي صفر !

وقد بدأت الخطة فعلا منذ سنوات مع تأكيد جودة السيارات الكهربائية, وبدأت المدن الرئيسية وعلى رأسها العاصمة لندن بفرض رسوم عالية على المركبات التي ينبعث منها الكربون بنسب عالية, ولا يمر عام إلا ويفرض عمدة لندن رسوم أعلى ومخطط دخول وخروج من لندن الكبرى ,ورسوم على السير في بعض شوارع العاصمة, وكل ذلك في سبيل أن يبدأ المواطنين تبديل سياراتهم من التي تعمل على الوقود الاحفوري المعروف كالبنزين والديزل, الى تلك التي تعمل عن طريق الكهرباء.

وفي سبيل الوصول للمدينة النموذجية الداعمة للمناخ والمؤهلة لسير مركباتها بشكل كامل على الطاقة الكهربائية لابد أن نؤمن الكهرباء, هذا أمر بديهي ,وعندما نؤمن الكهرباء لهذا العدد الكبير جدا من السيارات لابد من وجود مراكز ونقاط شحن كهربائية في كل شوارع العاصمة مبدئيا. وهو ما تسعى إليه حاليا الحكومة البريطانية عبر تسريع العمل بهذا النظام.

10 آلاف جنيه إسترليني تعويض من الحكومة لجيران الأبراج الكهربائية
سيستفيد كل صاحب منزل في بريطانيا يعيش بالقرب من الأبراج الجديدة لتوصيل الكهرباء ,وأيضا محطات الكهرباء الفرعية من مبلغ يقدر بنحو 10 آلاف جنيه إسترليني تعويض

وحول تعويض جيران الأبراج الكهربائية ..

وفي عودة لجيران الأبراج الكهربائية ,قال مات كوبلاند، رئيس قسم السياسة في حملة العمل الوطني للطاقة للقضاء على فقر الوقود:

  • “من الصواب أن يتم تعويض المتضررين من الأبراج”.
  • “لكن هذا ليس بديلاً عن دعم حكومة المملكة المتحدة للأشخاص المستضعفين من خلال فواتير الطاقة العالية .
  • “ستشعر ملايين الأسر بالبرد في منازلهم هذا الشتاء إذا لم يتم الإعلان عن المزيد من الدعم في بيان الخريف هذا الأسبوع.”

وقد جادل مصدر في وزارة الخزانة مطلع على الخطط بأن توسيع شبكة الكهرباء من شأنه أن “يفتح الاستثمار العالمي لبريطانيا ويجلب تحسينات للناس”. في جميع أنحاء البلاد، مع أمن الطاقة الذي من شأنه أن يخفض تكاليف الطاقة.

واقع الكهرباء في بريطانيا

تتمتع بريطانيا بشبكة كهرباء مستقرة وفعالة، حيث تلبي احتياجات البلاد من الكهرباء بشكل كافٍ. يبلغ استهلاك الكهرباء في بريطانيا حوالي 2.2 تيرا واط في الساعة، ويتم توليد معظم هذه الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية.

مصادر الطاقة الكهربائية في بريطانيا

تعتمد بريطانيا بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء، حيث تشكل هذه المصادر حوالي 40% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في البلاد. وتشمل هذه المصادر:

  • الرياح: تعد الرياح أكبر مصدر للطاقة المتجددة في بريطانيا، حيث توفر حوالي 24% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة.
  • الطاقة الشمسية: توفر الطاقة الشمسية حوالي 12% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة.
  • الطاقة المائية: توفر الطاقة المائية حوالي 6% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة.
  • الطاقة الحرارية الأرضية: توفر الطاقة الحرارية الأرضية حوالي 2% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة.

أما المصادر التقليدية للطاقة الكهربائية في بريطانيا، مثل الفحم والغاز الطبيعي، فهي تشكل حوالي 60% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة. وتشمل هذه المصادر:

  • الفحم: يشكل الفحم حوالي 20% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة.
  • الغاز الطبيعي: يشكل الغاز الطبيعي حوالي 40% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة.

التحول إلى الطاقة المتجددة

تسعى بريطانيا إلى التحول إلى الطاقة المتجددة بشكل كامل بحلول عام 2050. وفي إطار هذا التحول، تخطط الحكومة البريطانية إلى زيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة، وبناء المزيد من محطات الطاقة المتجددة.

تحديات قطاع الكهرباء في بريطانيا

تواجه بريطانيا بعض التحديات في قطاع الكهرباء، منها:

  • ارتفاع أسعار الكهرباء: شهدت أسعار الكهرباء في بريطانيا ارتفاعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، وانخفاض أسعار الطاقة المتجددة.
  • عدم استقرار شبكة الكهرباء: تعاني شبكة الكهرباء البريطانية من بعض حالات عدم الاستقرار، بسبب زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، والتي تتميز بعدم استقرار إنتاجها.

يتوقع أن يشهد قطاع الكهرباء في بريطانيا تطورًا كبيرًا في السنوات القادمة، مع استمرار التحول إلى الطاقة المتجددة. وتشمل هذه التطورات:

  • بناء المزيد من محطات الطاقة المتجددة، وخاصةً محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
  • تطوير تقنيات تخزين الطاقة، لضمان استقرار شبكة الكهرباء.
  • تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحسين إدارة شبكة الكهرباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى