ما هي هوية لبنان !؟ لما يكره مسيحيو لبنان مقاومة إسرائيل ؟ والى اين يتجه لبنان ؟
نسرد في هذا المقال بعض من تفاصيل لبنان ,ذلك البلد الصغير بالمساحة والكبير في الأثر والمكانة ,في محاولة لفهم هوية لبنان وتركيبته المعقدة الاجتماعية والطائفية.
بقلم المحامي : هادي بازغلان
بداية يجب التنويه أننا لا نشمل كل الاخوة المسيحين في لبنان بل كلامنا موجه لفئات معينة سترد بشكل واضح في سياق المقال, والمقال سيجاوب عن سؤال مهم جدا لفهم صورة الصراع بشكل كامل لا جزئي بوجه نظر كل أطرافها.
بداية التأسيس ومحاولة تحديد هوية لبنان
دائما في كل حرب ما بين لبنان وإسرائيل نرى الاخوة من الطائفة المسيحية ,وتحديدا من الطائفة المارونية ,ضد أي عمل مقاوم ينطلق من جنوب لبنان ,ويحملون حزب الله أو أي حركة مقاومة مسؤولية التصعيد وخراب البلاد ,ويحاولون الابتعاد عن كل تيارات المقا.ومة ,فما السبب !؟
لنفهم السبب علينا أن نعود بالزمن الى عام 1946 ,عندما التقى الزعيمان الوطنيان اللبنانيان بشارة الخوري ورياض الصلح لتحديد هوية لبنان بعد جلاء القوات الفرنسية ونهاية الانتداب ,لأن لبنان يتشكل من خليط من الطوائف والأديان ضمن مساحة جغرافية صغيرة جدا !
اتفق الزعيمان على سن ما عرف باسم (الميثاق الوطني) وتم ذلك بشكل شفهي, وكانت بنوده الرئيسية ,لبنان بلد عربي الوجه لكنه يتمتع باستقلالية تامة عن القضايا العربية, لبنان بلد صغير لذلك فهو بلد مساندة لا بلد مواجهة ضد العدو الإسر.ائيلي, في لبنان يجب ان يكون الرئيس مسيحي ماروني ورئيس الوزراء مسلم سني ورئيس مجلس النواب مسلم شيعي.
وتنازل بموجبه المسلمين عن مطالبهم بالوحدة مع سوريا مقابل تنازل المسيحيين عن مطالبهم بالحماية والاندماج الأوروبي ,وبذلك تم تشكيل وجه لبنان الحديث ,لكن الميثاق لم يجاوب بشكل واضح على سؤال مهم للغاية وعبر تاريخ لبنان وحتى الأن بقي حاضرا ..
ما هي هوية لبنان !!؟
لنتدرج بالتاريخ ونفهم هوية لبنان بشكل واضح
في عام 1952 حدثت ثورة أطاحت بالرئيس بشارة الخوري وتم انتخاب كميل شمعون عوضا عنه, وفي نفس العام ,ظهر جمال عبد الناصر كرئيس لمصر بأفكار ثورية تنادي بالوحدة العربية ,ومع الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وامريكا ,باتت المنطقة العربية مقسمة بين التيار الثوري مع الشيوعية والتيار الداعي للاتجاه نحو الغرب وأمريكا.
كان توجه لبنان حيادي ,فقد رفض الانخراط بحلف بغداد الذي أسسته أمريكا ,ورفض بالمقابل الدخول في حلف مشترك أسسته مصر ,وبعد فشل العدوان الثلاثي ( بريطانيا ,فرنسا ,إسرائيل ) على مصر بعام 1956 اثر تأميم عبد الناصر لقناة السويس, أصبح عبد الناصر البطل الأوحد في الساحة العربية ,وبات لبنان يخشى من أفكاره الداعية للوحدة ,فما كان من كميل شمعون إلا أن وافق على مبدأ ( ايزنهاور ) وهو ميثاق اطلقه الرئيس الأمريكي وسمي باسمه يتيح لأمريكا التدخل عسكريا لحماية أي دولة بطلب من حكومتها, وقد وجد شمعون ذلك الاتفاق ملاذا امن للبنان لعدم الانخراط في أي وحدة عربية محتملة !
لم ترضى قوى المعارضة عن توجهات شمعون ,واندلعت احداث غضب عارمة في الشوارع ,وفي عام 1957 وجرت انتخابات برلمانية فازت بها الأحزاب اليمينية ذات الأغلبية المسيحية ,وخسرت الأحزاب اليسارية ذات الأغلبية المسلمة ممثلة بشخصيات وطنية بارزة سياسية مثل كمال جنبلاط وعبد الله اليافي وأحمد الأسعد, واتهمت قيادات هذه الأحزاب الرئيس شمعون بأنه تلاعب بالانتخابات ودعم فريق على حساب الأخر !
وبعد عام ,ازداد شبح الوحدة العربية خطورة على لبنان بعد اتحاد سوريا ومصر ,خاصة أن الأحزاب اليسارية في لبنان أيدت تلك الوحدة ,فيما رفضتها الأحزاب اليمينية , و وجه عبد الناصر رسالة الى شمعون عن طريق البطرك الماروني يطمئنه فيها أنه يحترم سيادة واستقلال لبنان ,رغم ذلك بقي القلق مسيطرا على شمعون واليمين اللبناني و وصلت الأمور بينهم وبين أحزاب اليسار لطريق مسدود ينذر بخطر كبير !
في نفس العام ,وفي الثامن أيار ,تم اغتيال الصحفي المشهور نسيب المتني وهو مسيحي ماروني مناهض لكميل شمعون, وكالقش اليابس الذي لا يحتاج إلا لعود ثقاب ليشتعل ,شكلت هذه الحادثة بداية حرب استمرت لفترة طويلة بين المعسكرين اليميني واليساري في لبنان ,و رغم أن الاحداث اتجهت بالبداية شكل العصيان المدني فقط من قبل أحزاب اليسار ,إلا أنها أفرزت اشتباكات وانقسامات وتمترس لكل طرف في مناطقه ,وقد وقف الجيش اللبناني بقيادة فؤاد شهاب موقف الحياد خوف أن يتفسخ الجيش الذي كانت مكوناته من الإسلام والمسيحيين وباقي الطوائف, ولعب الجيش دور الجدار الفاصل بين الطرفين.
هوية لبنان بعد احداث 1958
بعد بداية أحداث 1958 بنحو شهرين ,طلب الرئيس شمعون من أمريكا ان تتدخل عسكريا في لبنان للحفاظ على أمنه وسلمه ,و وافقت أمريكا على هذه الخطوة وأرسلت جنود مارينز للبنان ,والجدير ذكره أن أمريكا كانت سترسل جنودها الى لبنان سواء طلب شمعون ذلك أم لم يطلب ,وذلك بسبب الثورة العراقية التي أطاحت بنوري السعيد حليف أمريكا واخرجت العراق من حلف بغداد.
انتهت الازمة بعد نهاية ولاية شمعون وانتخاب الجنرال فؤاد شهاب خليفة له في منصب الرئاسة, شخصية شهاب المعتدلة الوسطية كقائد للجيش اللبناني ,وشخصيته الخارجية المرنة كصديق لأمريكا ولعبد الناصر في آن واحد ,جعلته الشخص المناسب للمرحلة, وهدأت البلاد لفترة وما لبث ان اندلعت ثورة سميت بالثورة المضادة وقد اطلقها حزب الكتائب الماروني الذي اسسه الشيخ بيير الجميّل مع بعض الأحزاب الموالية للرئيس السابق كميل شمعون ,وقدم الرئيس شهاب استقالته لكن ما لبثت أن فشلت وانتهت سريعا وعاد شهاب عن استقالته ليقود لبنان الى عصر ذهبي أسس معه المؤسسات والمصارف وشركات الكهرباء والماء والخدمات ,وكان سياسته الوسطية بالتعامل مع الجميع على نفس القدر من الحقوق والواجبات جعلته زعيما سياسا مميزا في نظر جميع اللبنانيين مما حدا بالبعض أن يسموا أسلوب الرئيس بالنهج الشهابي وعم الرخاء والهدوء سنوات عديدة كل لبنان .. لكن الى حين !
في يوم خمسة حزيران من عام 1967 مني العرب بهزيمة نكراء أمام إسرائيل في حرب عرفت بحرب النكسة ,هذه الحرب أطفئت اسطورة عبد الناصر وحسرت أفكاره الثورية ,وخلقت اسطورة جديدة هي اسطورة الفدائي الفلسطيني والذي قرر عدم الاعتماد على العرب وأن يتجه لتحرير أرضه بنفسه ,وقد شكلت قبل ذلك منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات واتخذت عمان عاصمة الأردن مكان لها ومن الأردن أرضا لانطلاق الفدائيين نحو فلسطين لتنفيذ عملياتهم الفدائية وكان بعض الفدائيين ينطلقون من جنوب لبنان.
يمكن اعتبار هذه المرحلة مفصلية في تاريخ لبنان ,فبعد الصدامات التي وقعت بين الملك حسين وياسر عرفات على أثر تمدد نفوذ عرفات في الأردن وما نتج عنه من معارك بين الجيش الأردني ومنظمة التحرير الفلسطينية سميت بأحداث أيلول الأسود في عام 1969 ,ثم اخذ القرار بانتقال مقر المنظمة من الاردن الى لبنان كونها من دول المواجهة أو دول الطوق كما كانت تعرف ,وكان هذا القرار الذي دمر لبنان كما سنرى لأنه جاء مخالفا لميثاقه الوطني !
بعد اعلان قيام دولة إسرائيل ,اتجه الكثير من الاسر الفلسطينية الى دول الجوار ومنها لبنان ,وأسست ما يعرف باسم ( المخيمات الفلسطينية ) ,وكانت هذه المخيمات منذ تأسيسها تحت سيطرة ما يعرف باسم مخابرات الجيش اللبناني ,ومارست المخابرات إجراءات قهرية على سكان المخيمات وصلت لدرجة منعهم من السهر بعد الساعة العاشرة وعدم السماح لهم بقراءة الجرائد في المناطق العامة ,وبلزوم أن يحصلوا على تصريح من قبلهم لأي لاجئ فلسطيني يريد التنقل من المخيم لمخيم أخر, وما زاد الطين بلة ,الاعتداءات الإسرائيلية الدائمة على لبنان بحجة أن العمل الفدائي يخرج من أراضيها ,ومع قدوم منظمة التحرير الفلسطينية الى لبنان ,قويت شوكة هذه المخيمات وتنفست الصعداء ,وانتسب شبابها الى المنظمة وأصبحت في أغلبها مخيمات مسلحة وخرجت عن سيطرة الدولة اللبنانية ,لا بل أن الصدامات العسكرية باتت أمر اعتيادي ما بين الجيش اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية أكثر مما هو اعتيادي حرب المنظمة على إسرائيل !
ومع زيادة المعارك ( اللبنانية – الفلسطينية ) ,تم التوصل لاتفاق القاهرة الذي نجح في تهدئة الأطراف وتخفيف النزاع ,ولكنه بالمقابل شرع بشكل دستوري وجود منظمة التحرير في لبنان وممارستها للعمل الفدائي ضد إسرائيل ,وانقسمت الأحزاب اللبنانية ما بين مؤيد للفلسطينيين كالأحزاب اليسارية بقيادة كمال جنبلاط ,وما بين معارض لوجودهم كالأحزاب اليمينية بقيادة بيير وابنه بشير الجميّل ,والذي بدأ بتسليح حزب الكتائب وتأسيس ما يسمى ( القوات اللبنانية ) وسارت على نهجه عدة أحزاب يمينية أخرى كحزب النمور وحزب الاحرار ,لأنهم نظروا للوجود الفلسطيني والتوغل في الشأن اللبناني خطر حقيقي وجودي على لبنان والطائفة المارونية تحديدا.
لم يكن المشهد السياسي والاجتماعي في المجتمع اللبناني بأحسن حالا ,الاحتجاجات الطلابية والعمالية وصلت لذروتها مع تظاهرات واعتصامات ومطالبات بتحسين الوضع الاقتصادي وسقط عشرات الشهداء بنار الجيش والامن اللبناني, كانت أغلب هذه التظاهرات من المعسكر اليسار الذي يشكل المسلمون السواد الأعظم منه وكانوا يعانون من فقر كبير !
في إزاء موجة التسليح التي بدأتها الأحزاب اليمينية المسيحية, بدأت الأحزاب اليسارية بدورها بتسليح شبابها ,وكان مجموعة هذه الاحزاب تعرف باسم ( الحركة أو الكتلة الوطنية ) وكان يقودها كمال جنبلاط والذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة رشيد كرامي والرئيس شارل الحلو, وبدأت الدول الخارجية بالتدخل بالشأن اللبناني عبر تسليح كل معسكر ,وبطبيعة الحال إسرائيل اتجهت لتسليح الأحزاب اليمينية المناهضة للعمل الفدائي !
وشهد عام 1972 اجتياح إسرائيل الأول للبنان ومواجهة مباشرة مع الفدائيين ومنظمة التحرير , والأمر تكرر في 1978 و 1982 و2006 والأن في 2024 ,ثم انسحبت إسر.ائيل وبدأت تنفيذ عمليات اغتيال ممنهجة لأعضاء منظمة التحرير في بيروت وكان يذهب ضحيتها أبرياء من المدنيين اللبنانيين, الأمر الذي اشعل نار الغضب ضد الوجود الفلسطيني من قبل انصار وجمهور الأحزاب اليمينية المسيحية ,لكن وجود الفدائي الفلسطيني والمقاومين من منظمة التحرير ,بات أمرا واقعا وحتى الجيش اللبناني لم يعد بمقدوره طرد وتقويض منظمة التحرير لأنها أصبحت قوة كبيرة في الأرض ,كما قال لاحقا الرئيس فؤاد شهاب.
وفي ظل هذا المشهد ,أصبحت جميع الأطراف متأهبة لبدء الحرب الاهلية ,ولم تعد الحلول تجدي نفعا ,أو بمصطلح أخر ,فات الأوان !
ونعود لنذكر بالسؤال ببداية المقال .. ما هي هوية لبنان !؟
هذا السؤال الذي بسببه اندلعت في عام 1975 شرارة الحرب الاهلية اللبنانية التي وصفت أنها من أشرس وأعنف وأعقد وأقسى وأكثر الحروب الأهلية دموية !
وكان من المفترض بعد 17 عام من الحرب التي مزقت جسد لبنان أن نخرج بجواب على الأقل عن هذا السؤال ,هل لبنان عربي بالوجه والمضمون ؟ هل لبنان دولة مواجهة أم دولة اسناد كما قرر له أن يكون عندما صيغ تعريف دولة المواجهة ودولة الاسناد ؟ هل لبنان ملتزم بالقضية الفلسطينية وقضايا العرب ؟ .. سنرى إن كانت الحرب الاهلية قد جاوبت على هذا السؤال !
الحرب التي وصفت بأنها طائفية لكنها لم تكن كذلك ,كيف تكون طائفية وقد تقاتل بها أبناء الطائفة الواحدة !؟ .. المسيحي الماروني قتل أخيه المسيحي الماروني لأنه ينتمي لفكر معارض له ,أو كان يجمعه معه فكر وايديولوجية معينة ثم انقسمت الأيديولوجيات ! .. الشيعي قاتل الشيعي والدرزي قاتل الدرزي ,وبطبيعة الأحوال كانت الطائفية مظلة لكل هذه الجرائم عبر الصورة العامة التي انقسمت الى مشهدين رئيسيين حكما الحرب وهما ..
الأول .. حرب الأحزاب اليمينية ضد منظمة التحرير الفلسطينية المؤيدة بمقاتلي الحركة الوطنية من الأحزاب اليسارية.
الثاني .. حرب مسيحية – إسلامية من حيث الشكل الظاهر على تقاسم النفوذ والسلطة في لبنان.
ولا يمكن وصف أحد بالجيد والأخر بالسيء في هذه الحرب ,الكل عبر 17 عاما كان سيء بامتياز والكل يداه ملطختان حتى الاكتاف بدماء أبناء وطنه واخوانه.
ولن نتكلم عن تفاصيل الحرب لأننا بحاجة مقالات طويلة لرصد احداثها المعقدة ,لكن ما يهمنا في سياق الجواب على سؤال مقالنا هو فهم أن الأحزاب اليمينية المسيحية كانت دائما ما تستنجد بإسر.ائيل لتدعمها ضد الكتلة الوطنية اليسارية ومقاتلي منظمة التحرير ,لا بل أن الشيخ بشير جميل ,زعيم القوات اللبنانية المسيحية, تم تنصيبه رئيسا على لبنان وسط الحراسة الإسر.ائيلية عند اجتياح إسر.ائيل للبنان في عام 1982, مجا.زر صبرا وشاتيلا وغيرها ,نفذتها أحزاب يمينية متطرفة كالقوات اللبنانية وغيرها بتغطية وتفاهم مع إسر.ائيل ,لا بل أن الأحزاب اليمينية رعت اتفاق التطبيع مع إسرائيل الشهير في 17 أيار عام 1983 ومن ثم سقط قبل المصادقة عليه !
وكي نفهم الصورة بشكل أدق ,إن الأحزاب اليمينية المسيحية لا ترى بالتعامل مع إسر.ائيل خيانة لقضية العرب لانها بالأساس لم تلزم نفسها بهذه القضايا ! وبالتالي عن أي خيانة تتحدثون !؟ ,هم يرون أن الخطر الأساسي يأتي في زج لبنان لصراعات اكبر من طاقته ,هم يرون انفسهم امتداد للمجتمعات الأوروبية وكان ذلك واضحا منذ البداية عند تأسيس الميثاق الوطني ,ويجب فهم هذه النقطة بشكل جيد, لفهم طبيعة الصراع ولفهم طبيعة ما يجري الآن من توجهات وكلام وتصريحات ! .. أنا لا أؤمن بقضيتك حتى تصفني بالخائن أن لم أدافع عنها .. واذا التزمت بها فيجب أن التزم بشروطي أنا لا أن تملي علي شروطك أنت ! .. هذه المعادلة التي لا يفهمها الجميع في الواقع اللبناني لأننا نتعامل معها من منظور واتجاه واحد فقط سواء أكان صحيحا أم خاطئا !
ونعود ..
بعد انتهاء الحرب في 1990 ,قررت الأطراف في اتفاق مدينة الطائف ما يلي :
لبنان دولة مساندة وليست دولة مواجهة ,لبنان دولة ذات وجه عربي لكن تتمتع باستقلالية عن القضايا العربية, الرئيس من الطائفة المارونية , رئيس الوزراء من الطائفة السنية ,رئيس مجلس النواب من الطائفة الشيعية !
نعم عزيزي القارئ ,هو نفسه الميثاق الوطني الذي صيغ ما بين بشارة الخوري و رياض الصلح ,وكل ذلك الاقتتال والنضال والتخوين والتأخي والدماء والدمار ,لم تنتج سوى نفس بنود الميثاق !
وأختم ..
الآن يعود المشهد ليتكرر مع اختلاف اللاعبين ,فحز.ب الله بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية ,وهو يريد ان يمارس العمل المقا.وم ضد إسر.ائيل بمنأى عن موافقة بقية الفرقاء في لبنان ذات التوجه المختلف لأنه مؤمن بقضيته ,بينما الأحزاب اليمينية المسيحية تعارض ذلك ,لا لأنه يضر بلبنان .. اطلاقا .. وانتبه جيدا ,, بل لأنه يحدد هوية لبنان كبلد عربي من دول المواجهة وبموافقتها عليه تكون قد جاوبت على السؤال الازلي ,وهو لب الصراع الأساسي الذي لن ينتهي يا عزيزي القارئ .. ما هي هوية لبنان !؟