هدم 36 منزل في مدينة بريطانية والسكان مذعورين أن يكون منزلهم التالي !

كان لا مجال للهروب من الحل الوحيد المتاح في مثل هذه الحالة وهو هدم 36 منزل في المشروع واعادة البناء من جديد وفقا للمعايير والشروط القياسية الجديدة المنصوص عليها. على الرغم من أن هذه العملية ستكلف زهاء 30 مليون جنيه استرليني ما بين الهدم واعادة التشييد وفقا للمعايير السليمة للبناء.

مع العلم ,وبحسب صحيفة الصن مجددا ,يُعتقد أنه تم بيع عدد من المنازل المتضررة التي يشملها قرار هدم 36 منزل ، لكنها لم تسكن بعد. كما أن بعض المنازل المتضررة لا تزال في طور البناء فعلا ولم تنتهي وتصبح جاهزة للتسليم.

لمحة عن المشروع السكني الضخم في مدينة كامبريدج

إن كنت من سكان مدينة كامبريدج ,أو كنت تنوي الانتقال للعيش بها, عليك أن تعلم أن مشروع سكني ضخم يجري العمل به حاليا في منطقة داروين غرين ويقع على بعد 1.6 ميل شمال غرب وسط المدينة.

وقد حصل المشروع على موافقة لإنشاء وبناء وتشييد ما يلي :

1. عدد 1600 منزل سكني متنوع المساحة ما بين غرفتي نوم وثلاث واربع وخمس غرف نوم.
2. مدرسة ابتدائية حديثة
3. سوبر ماركت ضخمة.
4. مكتبة بمعايير متكاملة.
5. حديقة تتوسط الحي السكني الجديد بمساحة ضخمة تصل الى 15 دونم من الاراضي الخضراء وتحتوي مرافق رياضية وترفيهية للأطفال والشباب والعائلات.

والمشروع حاليا في طور المرحلة الثانية من البناء والتطوير العقاري ,كما أن الجهة المسؤولة عن المشروع قامت ببيع منازل كثيرة انتهى العمل بها وسلمت للمالكين الجدد وهي مختلفة المساحة ما بين غرفتين وثلاث وأربع وخمس غرف نوم. كما تراوحت الأسعار ما بين 575 ألف جنيه استرليني ولغاية 850 ألف جنيه إسترليني للمنزل الواحد.

طبعا كل ذلك قبل أن يصدر قرار من لجنة المعايير والمواصفات الخاصة بالبناء العقاري وعليه تم هدم 36 منزل في المشروع الجديد في كامبريدج.

ربما هو عنوان غريب لأن من البديهي أن يكون الأمر المتعلق بهدم أي منزل خطير فما بالك عندما يكون متعلقا بهدم 36 منزل في مشروع جديد من المفترض أنه يواكب أحدث معايير السلامة في البناء الهندسي المعماري الذي وصلت إليه علوم الهندسة الحديثة.

الخطورة ليست في ذلك الأمر فقط , بل تتعداها لعدة عوامل هي :

رعب لدى قاطني المشروع السكني في داروين غرين

اذا استثنينا هدم 36 منزل في المشروع الجديد فإن هناك مئات المنازل التي شيدت من قبل عملية الهدم هذه وقد تم اشغالها فعلا بالسكان. وهم مستقرون بها حاليا , فلك أن تتخيل كمية الرعب التي يشعرون بها جراء اكتشاف أن هناك 36 منزل سيزال ويعاد التشييد من جديد لمخالفة بمعايير البناء !؟

والسؤال الاستباقي المطروح هنا : ما المانع أن يكون منزلي الذي اسكنه أيضا مخالف للمعايير السكنية !؟

تكاليف إضافية قد يتكبدها قاطني المشروع السكني

مجرد اخلاء منزلك في حال اكتشفت لجنة المعايير أنه غير ملائم لمواصفات السلامة العامة ,ذلك الامر لن يكون بمثابة الأمر العادي حتى لو كان هناك من هو ملزم بإعادة تشييد منزلك وفق أحدث المعايير العامة للسلامة الهندسية.

إن مشقة ترك المنزل وحمل الأثاث والاجهزة الكهربائية وما الى ذلك الى مكان أخر, والانتظار في ذلك المكان وقتا قد يطول ,لأننا نتحدث عن هدم منزل ومن ثم إعادة بناءه , كل ذلك يشكل مشقة كبيرة على ساكن المنزل سواء كان فردا أو عائلة بأكملها.

ناهيك عن المصاريف الاضافية , والتي لو تحملتها الشركة المسؤولة عن بناء المنازل ,فهي لن تتحملها بالكامل وستبقى هناك مصاريف وتكلفة ضائعة بين الطرفين ,وبذلك هي مشقة نفسية معنوية ومادية ايضا تلقى على عاتق سكان المنازل المهددة بالهدم.

فهل تتخيل كم المعاناة التي يتكبدها قاطن المنزل في عملية اخلاءه ومن ثم العودة إليه !؟

رعب لدى قاطني المنازل المجاورة في الحي

حال علم السكان المجاورين بقرار هدم 36 منزل في مشروع داروين غرين السكني, تبادر الرعب لنفوسهم لأن الشركة منفذة المشروع هي نفسها التي اشادت منازلهم سابقا ! اذا ما المانع أن تكون منازلهم ايضا مخالفة للمعايير وقد تم تشيدها من قبل نفس المطور العقاري !؟

وبالتالي الأمر أصبح بحاجة لمراجعة هندسية كاملة لكل هذه المنازل تلافيا للكوارث التي قد تحدث في حال الإهمال ,وبالتالي قرار هدم 36 منزل لن يمر مرور الكرام لهؤلاء الجيران !

انتشار حالة من الفوضى والضوضاء في الحي برمته

هدم منزل واحد يمكن أن يثير كميات هائلة من الغبار والاتربة والفوضى والضجيج للآلات والمعدات التي تشارك في الهدم وترحيل الركام ومن ثم إعادة تأهيل الأرض والحفر والبناء مجددا !

فكيف مع حالة هدم 36 منزل دفعة واحدة !؟ هل لك أن تتصور كمية الضجيج والغبار والتلوث والفوضى التي ستنتج عن تلك العملية بالنسبة لسكان الحي !؟

رأي المستشارة تشيني في قرار هدم 36 منزل في داروين غرين

لم تخفي المستشارة تشيني قلقها عند مطالعتها لقرار هدم 36 منزل في حي داروين غرين ضمن المشروع السكني الجديد و وصفتها بأنها “مروعة للغاية” ، وشددت على أن الأمر برمته بحاجة ماسة الى مراجعة شاملة وعامة ومستقلة. نظرا لما يحمله من خطورة.

وقالت لصحيفة كامبريدج إندبندنت إنها “لم تصدق ذلك تمامًا” عندما تم إخبار مجلس مدينة كامبريدج لأول مرة عن قرار هدم 36 منزل في داروين غرين وقد حدث ذلك في بداية الأسبوع الماضي.

وقالت حرفيا :

• “المباني موجودة بالفعل وقد اكتملت إلى حد كبير. إن العثور فجأة على أنها غير صالحة للسكن وتحتاج فعليًا إلى الهدم هو أمر مروع للغاية.
• “من المؤكد أن الأمر مقلق للغاية بالنسبة للسكان الذين يعيشون في العقارات المجاورة ، التي بناها نفس المطور ، من حيث ما يعنيه ذلك لمنازلهم.”
• “كنت على اتصال مع سكان من داخل داروين جرين يسألون أسئلة حول ما يحدث وما يعنيه لأسرهم هدم 36 منزل في الحي ، وكذلك من المنطقة المحيطة ، حيث أتخيل أن هدم الكثير من المنازل سيؤدي إلى الكثير من الضوضاء والاضطراب والغبار. إنه أمر مقلق للتفكير فيه “.

موقف مجلس مدينة كامبريدج من قرار الهدم وإعادة التشييد

لم يعطي مجلس مدينة كامبريدج أي معلومات إضافية هامة لما ورد بشأن قرار هدم 36 منزل في حي داروين غرين.

وأصدر بيان مقتضب ذكر فيه أنه تم إبلاغه من الشركة المطورة للمشروع بوجود مشكلات في البناء وأن الحل يتمثل في هدم 36 منزل واعادة تشييدها وفق المواصفات والمعايير الصحيحة.

واردف بيان المجلس أنه لم يتلقى , لغاية ساعة نشر هذا المقال , أي طلبات تتعلق بمباشرة عملية الهدم وما يرافقها من أعمال اعتيادية من قبل الشركة منفذة المشروع.

وقال متحدث باسم المجلس المحلي في كامبريدج :

• “سيستمر الضباط في العمل مع المجتمع المحلي ومطور الموقع لضمان السيطرة على أي آثار لأعمال الهدم بشكل مناسب”.

في الفيديو : قم بجولة افتراضية في Barratt Homes في داروين جرين ، كامبريدج

بيان الشركة المنفذة لمشروع داروين غرين

قال متحدث باسم Barratt David Wilson Homes Cambridgeshire وهي الجهة المنفذة للمشروع السكني في حي دارون غرين في كامبريدج وايضا صاحبة القرار في هدم 36 منزل من منازل المشروع :

• “بصفتنا شركة بناء منزل من فئة الخمس نجوم ، لدينا عملية شاملة لضمان الجودة وخلال عمليات التفتيش وجدنا أن عددًا صغيرًا من العقارات غير المأهولة في مشروعنا في داروين جرين لا يفي بالمعايير العالية المعتادة.
• “لسوء الحظ ، فإن الإجراء الأكثر فعالية في هذه المرحلة هو هدم الممتلكات وإعادة بنائها.
• “لقد اعتذرنا للعملاء المتضررين ونتفهم إحباطاتهم ، لكننا نبذل قصارى جهدنا لتقليل تأثير ذلك عليهم.
• “الشيء الأكثر أهمية هو أن المنازل التي نبنيها لعملائنا هي من أعلى مستويات الجودة الممكنة وهذا يعني اكتشاف الأخطاء وتصحيحها ، وهو ما نقوم به هنا”.

أقرأ أكثر :