مجلس اللوردات رفض خطة رواندا للاجئين بإغلبية 214 صوت

في أخر تحديثات قضية ترحيل المهاجرين الغير شرعيين في المملكة المتحدة, مجلس اللوردات يرفض خطة رواندا الخاصة بترحيل اللاجئين بأغلبية 214 صوت مقابل 171 صوت, في ضربة وصفت بالموجعة لرئيس الوزراء ريشي سوناك الذي كان يأمل أن تسير الأمور نحو موافقة المجلس بعد أن حازت الخطة على موافقة الحكومة ومجلس العموم البريطاني, لكن رياح رواندا تجري بما لا تشتهي سفن سوناك ! لكن هل توقفت خطة الترحيل نهائيا أم أنه توقف مؤقت ؟ وما سبب رفض مجلس اللوردات لخطة رواندا؟

---

مجلس اللوردات رفض خطة رواندا لترحيل اللاجئين في المملكة المتحدة

النظام السياسي في بريطانيا مؤلف من حكومة ,مجلس عموم ينتخب من الشعب ,مجلس لوردات يعين أعضاءه من قبل الملكة أو الملك حاليا, وعلى رأس الهرم يتواجد الملك.

يكمن اعتبارها المراحل التي يمر بها أي قرار سياسي أو اقتصادي ومالي أو أمني أو حتى عسكري, الحكومة تضع خطة القرار ورؤيتها , ومن ثم تخضع الخطة للنقاش في مجلس العموم ,والذي عندما يبدي موافقته على الخطة يتم رفعها مع الشرح الكامل لرؤية الحكومة ومجلس العموم الكاملة للخطة الى مجلس اللوردات ,والذي بدور يجب أن يصادق على الخطة كي تعبر الي الملك ليتم المصادقة عليها بشكل نهائي وتصبح بمثابة الخطة الرسمية وتكون نافذة بحق الشعب.

لكن مجلس اللوردات رفض خطة رواندا ولم يصادق على قرار مجلس العموم البريطاني, وهي من الحالات النادرة التي يعارض بها مجلس اللوردات قرار مجلس العموم ,حتى أن البعض في بريطانيا صوتوا لإلغاء مجلس اللوردات لأن وجوده منذ عقود شكلي كما موافقة الملك شكلية ,لأن ما يقرره مجلس العموم يسير بالنهاية نحو التنفيذ وأخذ موافقة المجلس والملك.

أقرأ أكثر:

• البرلمان البريطاني يقر خطة رواندا لترحيل اللاجئين بدء من 2024
• عدد المهاجرين الى بريطانيا في 2023 ينخفض عن عام 2022
• تعديل قواعد الهجرة الى بريطانيا في عام 2023

مجلس اللوردات رفض خطة رواندا وصدمة كبيرة لرئيس الوزراء

مجلس اللوردات رفض خطة رواندا ليشكل صدمة كبيرة لرئيس الوزراء ريشي سوناك ,والذي كان يعقد آمال كبيرة على هذه الخطة أمام ناخبيه وأنصاره لأنه سبق و وعد عند تسلمه منصبه في أواخر عام 2022 أنه سيقضي على الهجرة الغير شرعية التي تعتمد على القدوم الى المملكة المتحدة عبر القوارب التي تعبر بحر المانش.

ويعيش سوناك منذ فترة أيام صعبة في منصبه على رأس الهرم الحكومي , وخاصة ضغط الانتخابات العامة التي من المقرر أن تعقد في خريف 2024 ,وموقف حزب المحافظين سيء تجاه خصمه اللدود حزب العمال ,والتي أظهرت الاستطلاعات أو النتائج الانتخابية الفرعية التي حصلت سابقا, تفوقه على حزب المحافظين لدرجة أنه خطف منه أكثر من دائرة انتخابية كانت تدين بالمطلق للمحافظين.

عدا عن كل ذلك ,يواجه سوناك حركة تمرد من قبل نواب حزبه المحافظ ,تقود هذه الحركات التمردية الوزيرة السابقة في حكومة سوناك المتطرفة سويلا برافرامان, والتي كانت تشغل منصب وزيرة الداخلية وهي الأكثر عداء للأقليات والمهاجرين الغير شرعيين.

لكن عندما مجلس اللوردات رفض خطة رواندا ,جعل سوناك في موقف لا يحسد عليه أبدا !

مجلس اللوردات رفض خطة رواندا بأغلبية بسيطة وسبب وجيه

مجلس اللوردات رفض خطة رواندا ريشي سوناك بأغلبية 214 صوتًا مقابل 171 صوتًا, وذلك لتأخير التصديق على معاهدة مع رواندا وليس لإلغائها بالكامل كما يظن البعض.

تحدى أعضاء مجلس اللوردات أقرانهم في الحكومة وصوتوا بأغلبية 214 صوتًا مقابل 171 لتأخير التصديق على المعاهدة مع الدولة الواقعة في شرق إفريقيا. وتأتي هذه الانتكاسة بعد أيام فقط من توسل رئيس الوزراء الذي يتعرض لانتقادات شديدة إلى مجلس اللوردات بعدم إفساد خططه لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا قبل الانتخابات العامة والحاسمة التي ستجري في خريف هذا العام.

وقد اقترح حزب العمال اللورد جولد سميث اقتراحًا يوصي بعدم تصديق البرلمان على معاهدة رواندا حتى يتمكن الوزراء من إثبات أن البلد الإفريقي آمن لاستقبال المهاجرين الغير شرعيين.

ووافقت الحكومة على المعاهدة الملزمة قانوناً في ديسمبر/كانون الأول، قائلة إنها تناولت المخاوف التي أثارتها المحكمة العليا بشأن إمكانية ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا, ثم نقلهم إلى بلد يمكن أن يتعرضوا فيه للخطر. لكن لجنة اللوردات للاتفاقيات الدولية، التي يرأسها اللورد جولدسميث، قالت إن الضمانات الموعودة “غير كاملة”.

تصريحات المدعي العام السابق

قال المدعي العام السابق خلال المناقشة:

• “في المجمل، يحدد تقريرنا ما لا يقل عن 10 مجموعات من القضايا التي تتطلب، على أساس أدلة الحكومة، اتخاذ خطوات قانونية وعملية إضافية كبيرة من أجل تنفيذ تدابير الحماية التي تنص عليها المعاهدة. تم تصميمه لتوفير. وتكمن الصعوبة في أن الحكومة قدمت بالفعل مشروع قانون إلى البرلمان تطلب منه إصدار حكم بأن رواندا أصبحت آمنة الآن.
• “نحن لا نقول إنه لا ينبغي التصديق على المعاهدة أبدًا ولكننا نقول إنه يجب أن تتاح للبرلمان الفرصة لتدقيق المعاهدة وإجراءات تنفيذها بالكامل قبل أن يصدر حكمًا بشأن ما إذا كانت رواندا آمنة”.

وقال زعيم الديمقراطيين الليبراليين في مجلس اللوردات، ديك نيوباي:

• “لقد وجهت الليلة ضربة أخرى لريشي سوناك ومخططه الفاشل في رواندا.
• “منذ اليوم الأول، كانت هذه السياسة مضيعة للوقت والمال غير قابلة للتنفيذ على الإطلاق. ومع ذلك، فإن المحافظين مهووسون بدفع هذه الفكرة إلى الأمام، بغض النظر عن الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك. يجب على الحكومة الآن أن تقبل الواقع وتبتعد عن سياسة الفيل الأبيض هذه”.

و ردًا على ذلك, وخلال المناقشة التي أكد من خلالها مجلس اللوردات رفض خطة رواندا ،قال وزير وزارة الداخلية اللورد شارب من إبسوم:

• “تم إنشاء الشراكة الرواندية لتعزيز جهود المملكة المتحدة لمعالجة الهجرة غير الشرعية التي تعتبر مكلفة لدافعي الضرائب البريطانيين وتعرض حياة أولئك الذين يشكلون خطورة كبيرة للخطر”. الرحلات.”

وواجه سخرية عندما قال:

• “هذا يطرح السؤال هل يستخدم حزب العمال مجلس اللوردات لمحاولة إحباط خطتنا لوقف القوارب؟”

وكان التصويت مساء الاثنين أول اختبار لخطة سوناك في مجلس اللوردات قبل بدء مناقشة رئيسية الأسبوع المقبل حول مشروع قانون رواندا نفسه.

في النهاية مجلس اللوردات رفض خطة رواندا, لكن الرفض لم يكن نهائيا رغم أن بعض الأصوات تصاعدت في أن مجلس اللوردات رفض خطة رواندا رفضا قاطعا لكن هذا غير صحيح ,فما تم في المجلس الموقر اليوم كان أشبه بعملية استكمال أوراق كي تأخذ الخطة الموافقة المطلوبة من أعضاء المجلس بالأغلبية التي تمنح الموافقة.

لكن بالمقابل لا يمكن إغفال أن هناك عقبات كثيرة تمنع أو تحول دون تنفيذها , البعض قال أن مجلس اللوردات رفض خطة رواندا لأنه على علم تام بأن الدولة الأفريقية لن تستطيع أن تعطي تعهدات واضحة بمنح الأمن والأمان للمهاجرين الغير شرعيين وسط توترات تعيشها الدولة الافريقية ولا زالت ويبدو أنها ستبقى لتحول حلم سوناك الى كابوس لن يلحق أن يستفيق منه فيما يبدو وهو جالس على كرسي منصبه !