أخبار بريطانيا

كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد 2023

ماذا تعرف عن كاميرون رئيس وزراء بريطانيا السابق و وزير خارجيتها الحالي؟ ولما استعان به سوناك؟

ليس من المألوف في بريطانيا عودة رئيس وزراء الى منصب وزير لكن اليوم طالعتنا الأخبار بأن ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد في تعديل وزاري طارئ قام به رئيس الوزراء ريشي سوناك. ,والسؤال المطروح هنا من هو ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا السابق؟ ولما قام سوناك بدعوته ليشغل منصب حساس كوزير الخارجية؟


ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد في عام 2023

في الماضي الحكومي البريطاني سجلت الكثير من الحالات التي عاد بها رئيس الوزراء ليشغل مناصب وزارية لكن في العهد الحديث للبلاد لم نعد نرى ذلك الأمر على الأقل مع حقبة رؤساء الوزراء في العقدين أو الثلاث الأخيرين.

من حقبة المرآة الحديدية مارغريت تاتشر التي حكمت بريطانيا لمدة 11 عاما في حقبة الثمانينات من القرن الماضي, ومرورا بجون ميجور وتوني بلير وديفيد كاميرون, و وصولا لتيريزا ماي وبوريس جونسون وليز تروس ,كل من سبق ذكرهم تولوا رئاسة وزراء بريطانيا ولم يشغلوا عند رحليهم أي منصب وزاري أو حكومي, باستثناء مع حدث اليوم مع كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجدبد ,وكان صادما للشارع السياسي والعمومي في بريطانيا عندما تم استدعاءه من قبل رئيس الوزراء لشغل منصب وزير الخارجية في حكومة المملكة المتحدة.

وكان السؤال الأبرز ,لما اتخذ ريشي سوناك هذه الخطوة الاستثنائية؟

لما أصبح كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد ؟

قبل أن نجاوب على هذا السؤال علينا أن نتعرف على ديفيد كاميرون كرئيس وزراء سابق وما حققه عبر حياته السياسية الحافلة التي استمرت زهاء 11 عاما قبل أن يصبح كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد.

أقرأ أكثر: 

كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد
قاد كاميرون حزب المحافظين للفوز في الانتخابات العامة، وأصبح أصغر رئيس وزراء بريطاني منذ 1812.

من هو ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد؟

ولد ديفيد كاميرون في لندن عام 1966، ودرس في جامعة أكسفورد حيث تخرج بدرجة البكالوريوس في الفلسفة والسياسة والاقتصاد. بدأ حياته السياسية في حزب المحافظين، وشغل عدة مناصب وزارية قبل أن يصبح رئيسًا للحزب في عام 2005.

في عام 2010، قاد كاميرون حزب المحافظين للفوز في الانتخابات العامة، وأصبح أصغر رئيس وزراء بريطاني منذ 1812. خلال فترة ولايته الأولى، ركز كاميرون على إصلاح النظام الصحي والتعليم في المملكة المتحدة، كما ساعد في قيادة بلاده خلال الأزمة المالية العالمية.

في عام 2015، أعيد انتخاب كاميرون وزير الخارجية البريطانية الحالي ,رئيسًا للوزراء، وركز في فترة ولايته الثانية على إصلاح قانون الهجرة وإجراء استفتاء على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي.

في عام 2016، صوت البريطانيون بأغلبية ضئيلة لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، وهو القرار الذي قاد إلى استقالة كاميرون من منصبه كرئيس للوزراء.

إنجازات ديفيد كاميرون 

حقق كاميرون عدة إنجازات خلال فترة ولايته كرئيس لوزراء بريطانيا، منها:

  • إصلاح النظام الصحي في المملكة المتحدة من خلال زيادة تمويله وتحسين الخدمات المقدمة للمرضى.
  • إصلاح التعليم في المملكة المتحدة من خلال زيادة الإنفاق على التعليم العام وتحسين جودة التعليم العالي.
  • قيادة المملكة المتحدة خلال الأزمة المالية العالمية ومساعدة البلاد على التعافي منها.
  • إجراء استفتاء على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي.

التقييم الذي ناله كاميرون في الشارع السياسي البريطاني

يُعد ديفيد كاميرون شخصية مثيرة للجدل، حيث يُنظر إليه من قبل البعض على أنه رئيس وزراء ناجح قاد بلاده خلال فترات عصيبة، بينما يُنظر إليه من قبل البعض الآخر على أنه رئيس وزراء فشل في إدارة البلاد بشكل جيد.

يُنسب إلى كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد, العديد من الإنجازات خلال فترة ولايته كرئيس وزراء سابق، منها إصلاح النظام الصحي والتعليم في المملكة المتحدة، وقيادة البلاد خلال الأزمة المالية العالمية. ومع ذلك، يُنتقد كاميرون أيضًا بسبب قراره إجراء استفتاء على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، وهو القرار الذي قاد إلى خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

بشكل عام، يُعد ديفيد كاميرون شخصية مؤثرة في السياسة البريطانية، وقد ترك بصمة واضحة على البلاد خلال فترة ولايته كرئيس للوزراء. والتقييم الذي ناله إيجابي أكثر منه سلبية في عموم حياته السياسية وما قدمه من إنجازات وأفكار ساعدت في نمو المملكة المتحدة على أكثر من صعيد صحي وتعليمي وسياسة خارجية.

الإصلاحات التي قام بها كاميرون في النظام الصحي والتعليم

ركز كاميرون في فترة ولايته الدستورية كرئيس للوزراء على إصلاح النظام الصحي والتعليم في المملكة المتحدة خلال فترة ولايته الأولى. في مجال الصحة، قام كاميرون بزيادة تمويل النظام الصحي بنسبة 20%، كما أنشأ نظامًا جديدًا للرعاية الصحية الأولية يركز على الوقاية من الأمراض. في مجال التعليم، قام كاميرون بزيادة الإنفاق على التعليم العام بنسبة 10%، كما أنشأ نظامًا جديدًا لتقييم أداء المدارس.

حققت هذه الإصلاحات بعض النجاحات، حيث انخفضت معدلات الانتظار في المستشفيات وازدادت جودة التعليم العام. ومع ذلك، أثار بعض هذه الإصلاحات انتقادات، حيث اعتبر البعض أنها كانت غير كافية أو أنها ساهمت في زيادة عدم المساواة في المجتمع.

كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد
من الانجازات التي تحسب لكاميرون إجراء استفتاء على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي

قيادة كاميرون للمملكة المتحدة خلال الأزمة المالية العالمية

قاد كاميرون المملكة المتحدة خلال الأزمة المالية العالمية التي بدأت في عام 2008. في البداية، اتخذ كاميرون إجراءات لتحفيز الاقتصاد، بما في ذلك زيادة الإنفاق الحكومي وخفض الضرائب. ومع ذلك، بعد أن فشلت هذه الإجراءات في إخراج البلاد من الأزمة، قام كاميرون بإجراء تخفيضات مالية كبيرة في عام 2010.

ساعدت هذه الإجراءات في إخراج المملكة المتحدة من الأزمة المالية، ولكن أدت أيضًا إلى زيادة البطالة والفقر في البلاد التي تسبب بها كاميرون وزير الخارجية البريطانية الحالي ورئيس الوزراء الأسبق للمملكة المتحدة.

استفتاء كاميرون على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي

في عام 2016، أجرى كاميرون استفتاء على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. صوت البريطانيون بأغلبية ضئيلة لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، وهو القرار الذي قاد إلى استقالة كاميرون من منصبه كرئيس للوزراء.

أثار هذا الاستفتاء جدلًا كبيرًا في المملكة المتحدة، حيث اعتبره البعض قرارًا تاريخيًا سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في البلاد، بينما اعتبره البعض الآخر قرارًا غير مدروس سيؤدي إلى عواقب وخيمة.

في الفيديو : تعيين ديفيد كاميرون وزير خارجية جديد لبريطانيا

تقييم كاميرون كرئيس للوزراء

كما أسلفنا بإيجاز في فقرة سابقة أن هناك خلاف كبير على أداء ديفيد كاميرون كرئيس لوزراء بريطانيا, وسنستعرض النظرة الإيجابية والسلبية لكاميرون:

النظرة الإيجابية

البعض يرى رئيس الوزراء السابق جيد وقدير وقد قاد البلاد في ظروف مالية صعبة للغاية ضربت كبرى الاقتصادات العالمية وأضرت بها كثيرا.

كما أن اسهامه الكبير في قطاع التعليم والصحة والقرارات التي تم سنها في مجلس الوزراء بهذا الخصوص, لا يمكن اطلاقا نكران أهميتها في هذين المجالين الحيويين والهامين في المملكة المتحدة.

شخصية كاميرون وزير الخارجية البريطانية الحالي, من الناحية السياسة في الخارج لعبت دور كبير في بروز المملكة المتحدة كدولة عظمى وإن لم يكن بالقدر الذي قدمه جون ميجور ومارغريت تاتشر, لكن ديفيد كاميرون قدم رؤية لم تخرج عن نطاق التناغم الكلي مع الشريك الحيوي الولايات المتحدة الأمريكية ,والتي ابقت على التحالف الاستراتيجي الدائم بين الدولتين.

النظرة السلبية

ولكن البعض يرى كاميرون من زاوية أخرى سيئة وهي تحديدا قيامه بالاستفتاء الخطير الاستثنائي حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي, هذا الاستفتاء الذي وصفه البعض بالغير دستوري أو الغير مدروس, والذي أدت نتائجه الى خروج بريطانيا بشكل نهائي من الكتلة الاوروبية فيما بعد على يد رئيس الوزراء بوريس جونسون.

البعض يرى أن تأثير هذا الخروج عاد بشكل سلبي على اقتصاد المملكة المتحدة وقوتها الإقليمية في القارة الأوروبية, وهو ما ظهر جليا في أزمات عديدة مثل النزاع مع فرنسا على حقوق الصيد في المحيط الأطلسي, أيضا في أزمة وباء لقاحات فيروس كوفيد19, وفي غيرها من الأمور الخاصة بفقدان المملكة للعمالة التي كانت مستخدمة من أوروبا الشرقية تحديدا وأدت الى أزمات تشغيل في بريطانيا, كما ينظر البعض أن هذا الخروج دفعت بريطانيا عواقبه ضعف ,قد يكون مقصودا ,في التنسيق مع الجارة الإقليمية فرنسا فيما يخص قضية قوارب اللجوء التي ازداد عددها نحو الشواطئ البريطانية وقاعدة انطلاقها من الشواطئ الفرنسية.

قد تختلف أو تتفق مع ديفيد كاميرون في حقبته الوزارية كسائر رؤساء الحكومة المتعاقبين في المملكة المتحدة والذين لم ينجوا من النقد اللاذع, لكن كاميرون تمتع بحقبة مميزة في حكم بريطانيا قدم من خلالها الكثير ليجعله ميالا لكونه من رؤساء الوزراء الناجحين الذين تركوا بصمة واضحة أثناء توليهم لهذا المنصب الحساس.

بعض الجوانب الجدلية في سياسة كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد

بالإضافة إلى قراره إجراء استفتاء على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، كانت هناك بعض الجوانب الجدلية الأخرى في سياسة كاميرون، منها:

  • سياسة الهجرة: اتخذ كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد, ورئيس الوزراء السابق, مواقف متشددة تجاه الهجرة، وقام بإجراء إصلاحات تهدف إلى الحد من الهجرة إلى المملكة المتحدة. هذه الإصلاحات أثارت انتقادات من قبل المنظمات الحقوقية التي اعتبرتها أنها غير إنسانية.
  • سياسة البيئة: اتخذ كاميرون مواقف متحفظة تجاه القضايا البيئية، ورفض فرض ضرائب على الوقود الأحفوري لمكافحة تغير المناخ. هذه المواقف أثارت انتقادات من قبل المدافعين عن البيئة.
  • سياسة الشؤون الخارجية: اتخذ كاميرون مواقف داعمة للولايات المتحدة في العديد من القضايا، بما في ذلك الحرب في العراق. هذه المواقف أثارت انتقادات من قبل المدافعين عن السلام.

كل ما ورد يجعل من المنطقي أن يكون كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد في ظل الأزمة الراهنة لحزب المحافظين على أقل تقدير.

كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد
اتخذ كاميرون مواقف متشددة تجاه الهجرة، وقام بإجراء إصلاحات تهدف إلى الحد من الهجرة إلى المملكة المتحدة. هذه الإصلاحات أثارت انتقادات من قبل المنظمات الحقوقية التي اعتبرتها أنها غير إنسانية.

والآن نعود للجواب على سؤالنا وهو:

لما اختار سوناك ديفيد كاميرون لمنصب وزير الخارجية البريطانية الجديد؟

للعلم فقط ,فإن اختيار ريشي سوناك ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطانية لم يسلم من الانتقادات العارمة التي ملئت أوساط السياسة في المملكة المتحدة وخاصة في حزب المحافظين نفسه الذي يتزعمه سوناك وكان ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطانية الحالي يتزعمه من قبل.

ويبدو أن سوناك لم يجد مناص من الاستعانة بالحرس القديم المخضرم لقيادة هذه المرحلة الحساسة في تاريخ حزب المحافظين. والذي بات على مشارف معركة انتخابية شرسة مع منافسه كير ستارمر زعيم حزب العمال المنافس, وحال حزب المحافظين حاليا لا يسر عدو ولا صديق وقد تدنت شعبية الحزب لأدنى درجاتها منذ سنوات طويلة.

الانقسامات الحاصلة داخل حزب المحافظين دعت سوناك لمحاولة تشكيل جبهة قوية وفريق عمل موحد يكون بجانبه لمواجهة التيار اليميني في الحزب والذي تقوده شخصيات عدائية مثل وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان ,والتي تم اقالتها اليوم ليحل مكانها كليفرلي وزير الخارجية السابق الذي تسلم ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطانية الجديد منصبه.

محاولة سوناك يبدو أنها الاخيرة لإنقاذ نفسه وإنقاذ حزبه من خطر خسارة الانتخابات, وهو سيعتمد  على الشعبية الجماهيرية التي كان يتمتع بها ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطانية الحالي ورئيس الوزراء السابق ,وايضا على حنكته السياسية والادارية والبرلمانية لقيادة معارك شرسة باتت على الأبواب سواء في الحزب أو تحت قبة المجلس النيابي البريطاني !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى