فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا ومحاولات في 2023 لحل أزمة السكن للوافدين عبر القنال
وصول بارجة عملاقة الى شواطئ المملكة المتحدة تحتوي 500 غرفة مجهزة لاقامة اللاجئين
فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا ومحاولات لحل أزمة السكن للوافدين عبر قنال المانش من الشواطئ الفرنسية وغيرها. والافكار التي دائما ما تتطور في أذهان القائمين على ملفات الهجرة الغير شرعية بدأت محاولاتها الحثيثة لحل مشكلة السكن للاجئين , والتي تشكل ضغط مالي كبير على الحكومة , اضافة لما تحمله من ضغط معنوي صادر عن دافعي الضرائب في المملكة المتحدة. فما هي حلول الحكومة الجديدة ؟
فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا
طالما شكل موضوع توافد اللاجئين الى الشواطئ البريطانية مادة اساسية في جدول أعمال الحكومة البريطانية وجلسات مجلس العموم, وخاصة ما يتعلق بموضوع سكن هؤلاء اللاجئين , لذا طرحت فكرة اقامة فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا.
الفكرة ليست بالجديدة وسبق طرحها من قبل لا بل سبق تنفيذها في عدد من الدول الاوروبية كهولندا على سبيل المثال. والهدف منها تخفيض كلفة الاقامة والسكن للوافدين الى شواطئ المملكة المتحدة أو ما يعرفون اصطلاحا بالمهاجرين الغير شرعيين الى المملكة او طالبي اللجوء.
أخر التقديرات المالية التي تناولت في دراساتها تكلفة إقامة الوافدين في الفنادق البريطانية قدرت الرقم بنحو 6 ملايين جنيه استرليني يوميا, أي ما يعادل 2 مليار ومئتا مليون جنيه استرليني سنويا , وهو بلا شك رقم كبير وخاصة أنه يدفع من قبل دافعي الضرائب البريطانيين بحسب ما ورد في تقرير صحيفة الميرور , مما يشكل استياء لدى قسم منهم.
ولتخفيف هذا العبء المالي , وايضا حالة الاحتقان من قبل دافعي الضرائب , توجهت الحكومة لإنشاء فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا لتكون مكان اقامتهم الجديد على ظهر سفن عملاقة مخصصة لتلك الغاية.
أقرأ أيضا :
- هل تمارس فرنسا ابتزازا على حكومة المملكة المتحدة في قضية اللاجئين ؟
- وزيرة الداخلية البريطانية تهاجم اللاجئين بنبرة عنصرية وتصفهم بأنهم (غزاة)
- اتفاقية بين فرنسا وبريطانيا لوقف الهجرة الغير شرعية واستخدام الطائرات لمراقبة القنال
- جوازات سفر مزيفة بإتقان شديد تستخدم لدخول بريطانيا بشكل غير شرعي
- كم يتقاضى المهاجر الغير شرعي أو المنتهية إقامته عند موافقته مغادرة بريطانيا ؟
السفينة بيبي ستوكهولم باكورة الفنادق العائمة للاجئين في بريطانيا
تعد السفينة العملاقة Bibby Stockholm من طراز السفن التي تشبه القرية العائمة على سطح البحر.
السفينة مهيأة للطفو في البحر وهي تعتمد على القطر والسحب من قبل سفن أخرى لعدم توفرها على محركات تجعل حركتها ذاتية. وتحتوي السفينة على غرف مطبقة فوق بعضها البعض وتم بناءها على ظهر السفينة لتأوي شخص واحد أو أكثر , وتتوافر فيها متطلبات الحياة الاساسية بعد ان تم تطويرها عن السابق.
في الفيديو : البارجة Bibby Stockholm تصل الى كورنوال
معلومات عن السفينة بيبي ستوكهولم
تم بناء السفينة بيبي ستوكهولم في السبعينات من القرن الماضي , وبحسب طريقة بناءها فمن الواضح أن الفكرة كانت تتجه لتكون مكان سكن لعمال أو بحارة أو موظفين , يعملون في أعالي البحار في اعمال التنقيب عن الثروات الطبيعية أو في حقول العلوم الاستكشافية , أو ربما لتكون سجنا للخارجين عن القانون بحكم القدرة على جعلها تطفو وسط البحر أو المحيط فلا يستطيع السجين الهرب منها !
وتمت تسميتها ( بيبي ستوكهولهم ) كناية عن كونها مدينة عائمة فوق الماء حيث يبلغ طولها 91 متر وتزن نحو 10 ونصف ألف طن , وتموضع على سطحها نحو 222 غرفة جاهزة للسكن. والتي من المفترض أن تؤمن اقامة لنحو 506 لاجئ موجودون الآن في بريطانيا ويقيمون في فنادقها.
حل استخدام السفن لتكون فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا
إن ابتكار فكرة استعمال السفن لتكون فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا تم استيحاءه من تجارب جيران المملكة المتحدة الاوروبيين.
وقد تم توظيف بيبي ستوكهولم لهذا الغرض تحديدا في عام 2005 من قبل الحكومة الهولندية وذلك لإيواء طالبي اللجوء الى اراضيها.
ولكن منذ ذلك التاريخ وحتى وقتنا الحالي في 2023 , ومع مرور نحو 18 عام ما بين الواقعتين , جرى تحديث وتطوير السفينة العملاقة وغرفها الكثيرة من قبل مالكيها لتصبح ملائمة للحياة بعد أن تم وصفها بأنها بيئة قمعية عندما تم استخدامها من قبل الحكومة الهولندية.
في الفيديو : القرية العائمة تصل الى شواطئ المملكة المتحدة
هل إنشاء فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا يعد حل نهائي للأزمة ؟
قد تكون فكرة إنشاء فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا حل مقبول لتخفيض تكاليف إقامة المهاجرين الغير شرعيين , لكنها بكل تأكيد لن تشكل حل نهائي لتلك المشكلة بسبب :
- ملكية هذه السفينة وغيرها تعود لأشخاص او شركات , وبالتالي فهي ليست مجانية ولابد من دفع مقابل مادي يومي للحصول على خدماتها.
- نوعية هذه السفن التي تشكل فنادق عائمة للاجئين وغيرهم حسب استعمالها ليست بالعدد الوفير الذي يمكنه حل المشكلة برمتها.
- التجربة لم تكتمل بحيث يمكن الحكم على مضار او عدم مضار العيش على سفينة في سطح البحر لسنوات طويلة على سبيل المثال.
- أن قضية المهاجرين غير الشرعيين أو اللاجئين لا تزال تبحث في البرلمان والحكومة البريطانية ومن الوارد صدور قرارات جديدة مع أو ضد هؤلاء في أي وقت , وبالتالي لا يمكن استئجار هذه السفن لفترات طويلة.
متى ستكون بيبي ستوكهولم جاهزة للسكن ؟
المقر النهائي الذي سترسو فيه السفينة العملاقة بيبي ستوكهولم لتشكل باكورة ما يسمى ( فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا ) سيكون في جزيرة بورتلاند ,دورست. وحاليا تقوم الجهات المختصة بسحب السفينة نحو مقرها النهائي الذي سترسو فيه استعدادا لاستقبالها نحو 500 لاجئ موجودون بالفعل على الاراضي البريطانية.
وبحسب تقرير لصحيفة الميرور , فإن الاعلان النهائي عن ذلك الأمر سيكون بغضون أيام , وذلك بعد أن وقعت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان بالفعل على صفقة لاستخدام Bibby Stockholm كمأوى للمهاجرين واللاجئين.
في الفيديو : مقدمة البارجة بيبي ستوكهولم
كم توفر فكرة فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا على الحكومة البريطانية ؟
بداية يجب أن نذكر ان سفينة بيبي ستوكهولم تعود ملكيتها لبيب مارين ومقرها مدينة ليفربول الشمالية الساحلية في انكلترا. وهي الجهة التي تجري معها وزارة الداخلية البريطانية مفاوضات حول عقد تأجير السفينة لتصاغ ضمن فكرة فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا.
فكل ما على الحكومة الآن في سبيل انجاح فكرة ( فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا ) هو استئجار عدد من هذه السفن العملاقة وجعلها ترسو في موانئ معينة في المملكة المتحدة. وهذا يبدأ بالتفاوض مع الجهات المالكة لهذه السفن.
الكلفة التقريبية بالأرقام
يكلف إيواء 51 ألف مهاجر غير شرعي ضمن فنادق على الاراضي البريطانية الحكومة نحو 6 مليون جنيه استرليني يوميا ,هذا يعني حوالي مليارين ومئتا مليون جنيه استرليني سنويا. وبشكل دقيق أكثر , يكلف اللاجئ الواحد الحكومة البريطانية نحو 43 ألف جنيه استرليني سنويا في مجال الايواء والسكن.
الرقم يشكل ضغط مادي كبير على الحكومة وخاصة انها كما اسلفنا أموال دافعي الضرائب, وهناك حركات تنشط توصف بالحركات ( العنصرية ) والتي تطالب بترحيل اللاجئين لدول أخرى.
وعندما بدأ التفكير بحل المشكلة عبر التعامل مع السفن على أنها فنادق عائمة للاجئين في البريطانيين , كان الدافع لذلك هو مقدار التوفير الهائل الذي ستتحصل عليه الحكومة البريطانية فيما لو سار هذا الحل كما هو مرسوم له.
اذ ان كلفة استئجار سفينة بيبي ستوكهولم لم تتعدى 15 ألف جنيه استرليني يوميا , مما يعني 5 ونصف مليون جنيه استرليني سنويا. وهي كلفة اقل بكثير من السابق.
كلفة ايواء اللاجئ بحسب نظام فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا 11 ألف جنيه فقط
إن فكرة ايواء اللاجئين في فنادق على الاراضي البريطانية ستكلف الحكومة 43 ألف جنيه استرليني عن كل لاجئ , فيما أن فكرة ايواءهم في فنادق عائمة مخصصة للاجئين في بريطانيا ستكلف نحو 11 ألف جنيه استرليني سنويا عن اللاجئ الواحد.
وبالتأكيد الفرق شاسع بين الرقمين , ولو أجرينا عملية حسابية بسيطة سنلاحظ :
تكلفة فنادق على ارض المملكة للاجئ الواحد 43 ألف جنيه سنويا × 51 ألف لاجئ = حوالي 2 مليار ومئتا مليون جنيه استرليني.
تكلفة فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا للاجئ الواحد نحو 11 الف جنيه استرليني سنويا ( 51 ألف لاجئ = حوالي نصف مليون جنيه استرليني سنويا.
تصريحات وزير الهجرة البريطاني حول تحويل السفن الى فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا
قال وزير الهجرة البريطاني روبرت جينريك في سياق فكرة فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا:
- “لقد أوضحت هذه الحكومة أن استخدام الفنادق باهظة الثمن لإيواء العدد غير المسبوق من طالبي اللجوء الذين يعبرون القناة هو أمر غير مقبول ويجب أن ينتهي.
- يوجد حاليًا أكثر من 51000 طالب لجوء في الفنادق التي تكلف دافعي الضرائب في المملكة المتحدة 6 ملايين جنيه إسترليني يوميًا.
- وهذا هو السبب في أننا سنستخدم خيارات إقامة بديلة تكون أكثر قابلية للإدارة للمجتمعات ، كما يفعل جيراننا الأوروبيون – بما في ذلك استخدام السفن العائمة لتوفير أموال دافعي الضرائب البريطانيين.
- “نحن نواصل العمل بشكل وثيق مع المجالس والشركاء الرئيسيين لإدارة أي تأثير في فالماوث وبورتلاند وأن الترتيبات المناسبة موجودة.”
ميناء بورتلاند الذي ستبدأ فيه فكرة الفنادق العائمة للاجئين في بريطانيا
ميناء جزيرة بورتلاند سيكون أول ميناء يعد لتجربة فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا, وقد اعدت ادارة الميناء كل ما يلزم لإنجاح هذه التجربة بما فيها منع المظاهرات المتوقعة المناهضة للمهاجرين من استهداف ركاب السفن السياحية المقرر هبوطها في الجزيرة في الأسابيع المقبلة.
في حين أن المرفأ يعلن عادة عن مواعيد الوصول والمغادرة على موقعه على الإنترنت عن 40 رحلة بحرية أو أكثر من المقرر أن ترسو في الميناء خلال العام ، فقد تم التخلي عن الجدول الزمني ، وفقًا لصحيفة The Times.
ونقلت عن مصدر مشارك في التخطيط قوله إن التواريخ تم حذفها بسبب مخاوف من أن نشطاء اليمين المتطرف قد ينظمون احتجاجات مناهضة للمهاجرين في الأيام التي من المقرر أن يصل فيها آلاف السياح على متن سفن سياحية.
وقال متحدث باسم ميناء بورتلاند:
“جميع مكالمات الرحلات البحرية تجري كالمعتاد في ميناء بورتلاند ، لكن الوصول والمغادرة عرضة للتغيير ، كما هو الحال في أي ميناء. “لذلك ، من الأفضل الاتصال بخط الرحلات البحرية المعني للحصول على أحدث المعلومات.”
قلق من فكرة اقامة فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا
فكرة اقامة فنادق عائمة للاجئين في بريطانيا سادها الكثير من القلق من قبل الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين انور سولمون الذي قال:
“إننا نشعر بقلق عميق إزاء خطط الحكومة لاستيعاب طالبي اللجوء في القواعد العسكرية وعلى ما يبدو المراكب التي لا تتناسب تمامًا مع احتياجاتهم”.
“استخدام السكن الطارئ غير المناسب هو نتيجة مباشرة للتأخيرات المزمنة والتراكم الضخم في نظام اللجوء. ولن تكون هناك حاجة للفنادق إذا تمت معالجة الحالات بشكل سريع وفعال”.
وقد زعمت وثائق وزارة الداخلية ، التي تم تسريبها الأسبوع الماضي ، أن اقتراحًا سابقًا لوضع طالبي اللجوء على متن السفن قد تم رفضه العام الماضي – لأنه أغلى من استخدام الإقامة في الفنادق.
الهجرة مستمرة الى بريطانيا واصوات تطالب بوضع نظام لجوء جديد آمن
تستمر قوارب الموت , كما يحلو لأعضاء مجلس العموم البريطاني تسميتها ,بعبور بحر المانش من الشاطئ الفرنسي الى الشاطئ البريطاني وبشكل متواتر يومي وغالبا الى موانئ دوفر وكينت , وأخر دفعة وصلت كانت يوم الاثنين الماضي.
وقد تم انقاذ مجموعة منهم من قبل سفن حرس الحدود والتي افاد بيانها بوصول 135 مهاجر على متن 3 قوارب مطاطية صغيرة. مع العلم أن يوم الاحد الماضي ايضا عبر 134 لاجئ وبنفس الطريقة وعدد القوارب الى نفس الميناء , مما يجعل الامر ممنهج ومدار من قبل مجموعات معينة لا تعبئ بموت اللاجئين غرقا مقابل حصولهم على المال.
الأمر الذي استدعى بعض الاصوات المناهضة للعنصرية في الكف عن الاسلوب المتبع وفتح باب اللجوء وفق قانون مشترك بين الجانبين الفرنسي والبريطاني يضمنان معه سلامة وأمن اللاجئين قبل أي شيء أخر.