أخبار بريطانيا

سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة توجه ضربة للمهاجرين

أطلقت سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة في حكومة سوناك ضربة جديدة للمهاجرين في المملكة المتحدة ,وذلك في كلمة ألقتها في واشنطن أمام جمهرة من الصحفيين ورجالات السياسة لتعلنها جهارة أن التعددية الثقافية في بريطانيا قد فشلت ويجب إعادة النظر بها !


سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة توجه ضربة جديدة للمهاجرين

يبدو أن التوجه والنعرة العنصرية للوزيرة البريطانية التي تشغل منصب وزارة الداخلية في المملكة المتحدة قد وصلت الى الحد الأقصى عندما أعلنت بشكل واضح أن التعددية الثقافية التي تفتخر بها بريطانيا قد فشلت ,وأنه لابد من إعادة النظر بها !

ما تناولته سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة في حكومة سوناك لم يكن مفاجئ لكل متابعينها, فتوجهاتها العنصرية المقيتة كانت واضحة حتى قبل أن تتسلم منصبها الوزاري الذي يجعلها وجها لوجه أمام قضايا اللجوء والهجرة الى المملكة المتحدة.

سويلا برافرمان لم تتوانى في أي ظهور علني من الكيل للمهاجرين وكل من تطأ قدماه أرض الميعاد البريطانية! وكان شغلها الشاغل منع الهجرة الى المملكة المتحدة والحد منها لدرجة العدم, لكن أن تصرح بشكل فاضح بأن الثقافة التعددية في بريطانيا قد فشلت! ذلك يمثل قمة التطرف وضربة قوية للنسيج الاجتماعي البريطاني المتماسك منذ عقود طويلة.

أقرأ أكثر: 

سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة في حكومة سوناك
تحدثت سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة ذات التوجه العنصري أن التعددية الثقافية في بريطانيا قد فشلت, وذلك في اشارة منها لتعدد القوميات والأديان التي تميز النسيج الاجتماعي البريطاني.

سويلا برافرمان تعلن فشل التعددية الثقافية في بريطانيا

في واشنطن ,تحدثت سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة ذات التوجه العنصري أن التعددية الثقافية في بريطانيا قد فشلت, وذلك في اشارة منها لتعدد القوميات والأديان التي تميز النسيج الاجتماعي البريطاني.

وانتقدت الصحفية في صحيفة الغارديان كلام سويلا برافرمانالوزيرة المتطرفة وقالت:

  • (إلى أي مدى يُتوقع منا التخلص من الأديان والعادات والأطعمة والتراث الثقافي المختلفة من أجل جعل المملكة المتحدة مكانًا لا توجد فيه سوى ثقافة واحدة؟ هل يجوز الذهاب إلى مسجد أو كنيس أو معبد؟ هل يجوز عدم النزول إلى الحانة مع زملائي، أو الصيام في شهر رمضان، أو ارتداء الحجاب، أو ارتداء الضفائر؟ لا توجد إجابة متماسكة لهذا السؤال بطبيعة الحال، باستثناء تكرار برافرمان لمجموعة غير مقننة من “القيم البريطانية”.) 

إن محاولة الوزيرة استئصال ثقافات متعددة من الجذور البريطانية يعتبر تفكير أخرق وغير قابل للتنفيذ, حيث أن البريطانيين أنفسهم ألفوا هذا التعدد واندمجوا فيه أكثر من اندماج الأقليات مع الثقافة البريطانية وقد يوازيها.

إن مجرد التفكير بهذه المنطلقات كي نبني عليها سياسة خارجية أو داخلية يعد أمر مرعب ,بل أنه أمر كارثي ,المشكلة في الاستئصال أنه يؤدي لفكر اجتماعي واحد ينتج عقول صلبة غير قادرة على الاندماج مع المجتمع الدولي بأسره. ولا يتقبل أي رأي مخالف أو معتقد أخر.

ثم أنه علينا أن نتساءل ,كيف يمكن لسويلا أن تمنع التعددية الثقافية؟

هل عبر اغلاق المساجد والمعابد ودور العبادة ؟ أم عبر اغلاق المدارس أو المحلات أو المطاعم؟ أو لربما عبر منع الأقليات من التواصل مع عائلاتهم في أوطانهم أو عدم التحدث بلغتهم المحلية!؟

محاولة كسب تأييد المنظمات المتطرفة اليمينية

سويلا برافرمان لم تعدم محاولة يمكن أن تقوم بها لكسب تأييد واعجاب تلك المنظمات المتطرفة اليمينية ليس في بريطانيا فحسب بل في كل العالم وبالاخص الحليفة الابدية الولايات المتحدة الأمريكية.

سعي برافرمان الطامعة في ترأس حزب المحافظين البريطاني الحاكم الآن برئاسة ريشي سوناك جعلها تحشد في الاتجاه اليميني الذي يتماشى مع أفكارها حول مكافحة الهجرة وقوارب اللاجئين ,تلك المنظمات التي تتمتع بنفوذ قوي سياسي وتمويل جيد ,يجعلها السند الحقيقي لأفكار سويلا برافرمان الوزير المتطرفة التي صاغت خلال عام واحد أكثر من مشروع قرار يهدف لضرب المهاجرين واللاجئين.

لكن وصل الأمر بالوزيرة الى التوجه داخلا نحو المجتمع البريطاني لتعلن الحرب ضد أي ثقافة لا تشبه الثقافة البريطانية! هي تريد أن تفهم الناس أن من يقطن في المملكة المتحدة عليه أن يترك ثقافته المحلية ومعتقداته وكل افكاره خارج حدود المملكة, وأن يندمج بالفكر البريطاني والمعتقدات البريطانية وحتى التوجهات العقائدية والسياسية البريطانية!

إن هذا التحشيد الدائم للأفكار المتطرفة يجذب صناع القرار في الاتجاهات اليمينية في أغلب دول أوروبا والغرب, وسويلا تقود حملتها بنجاح سواء في الحكومة أو أروقة البرلمان وتضرب على الوتر الحساس للبريطانيين دافعي الضرائب ,والذين يملون عبر الحكومة مصاريف اللاجئين والمهاجرين للمملكة.

سويلا برافرمان تسعى لرئاسة حزب المحافظين

لم يأتي وزير داخلية في بريطانيا يمنع الهجرة الغير شرعية أو اللجوء الى المملكة المتحدة. تريد سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة في حكومة حزب المحافظين أن تنال هذا الشرف المزعوم وتسابق الزمن لتحصد ثمار أعمالها لتحظى بثقة داخل حزب المحافظين الذي تهاوت أسهمه مؤخرا بفعل أكثر من فضيحة وقرارات خاطئة بداية من عهد بوريس جونسون ومرورا بليز تروس وايضا حكومة التقشف التي اطلقها رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك.

حاليا ضمن حزب المحافظين لا يوجد من ينافس برافرمان على هذا المنصب بشكل حقيقي يقلقها. لكن القلق يأتي من الخارج ,وذلك مع تنامي شعبية حزب العمال برئاسة كيم سترايمر ,اذ لابد من هزم سترايمر للفوز بفترة أخرى لحكم بريطانيا ,وهذه الفترة تنوي برافرمان أن تكون بعهدتها لتنفذ كل ما تسعى إليه من أفكار تتعلق بمنع أو وأد الهجرة الغير شرعية.

لكن ما أدلته اليوم في خطابها تجاوز هذا الحد, يبدو أن سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة تريد تمزيق النسيج الحالي الاجتماعي في بريطانيا المتعدد الثقافات والانتماءات العرقية والدينية لتجعله ذا نمط واتجاه وفكر واحد. هي تحلم ببريطانيا قديمة يسودها الفكر العنصري والتعصب المذهبي.

اذا سعي برافرمان لمنع الهجرة الغير شرعية يعتبر هدف لاعادة بريق حزب المحافظين أمام النخبة البريطانية من دافعي الأموال وكما قلنا المنظمات اليمينية ,كي تستعيد اصواتهم في الانتخابات المقبلة المصيرية.

ريشي سوناك
ريشي سوناك أول رئيس وزراء بريطاني من الأقليات

ضرب القيم والمثل البريطانية الحديثة

تفتخر بريطانيا بالتعددية الثقافية الموجودة والتي تشكل نسيج المجتمع البريطاني, لدرجة أن هناك عملة رمزية تشير الى هذه الأقليات وكيف اندمجت في المجتمع البريطاني وكيف أنها ساهمت في رفعة وانتصارات وقيمة وجود بريطانيا العظمى, وهذا ما أكدته بشكل دائم الملكة اليزابيت الثانية الراحلة والعديد من رؤوساء الوزراء المتعاقبين على حكم بريطانيا.

إن كلام سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة ذات التوجه العنصري لا يصب أبدا في خانة حماية هذا النسيج, بل أن هذا التصعيد باللهجة بات غريبا عن المجتمع البريطاني وغير مقبول اطلاقا.

الأمر تجاوز الخطوط الحمراء التي تلامس الحد من الهجرة الغير شرعية الى شواطئ المملكة المتحدة, ونحن نتكلم الأن في سيطرة على الانتماءات والعقائد ودمجها في نظرة واحدة وتوجه واحد. وهو أمر لن يتقبله المجتمع البريطاني متعدد الثقافات ,والذي لم ينتج يوما مشاكل للحكومة البريطانية. ولم نشهد صراعات داخلية بهذا الصدد.

لذا تعتبر تصريحات سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة في حزب المحافظين ضربة وإذلال للمهاجرين والمقيمين في بريطانيا من غير اصول بريطانية.

سويلا برافرمان ابنة المهاجرين العاقة ذات القصور السياسي!

سواء أصبحت سويلا برافرمان زعيمة حزب المحافظين القادمة أم لا، فإن أفكارها المتطرفة تحكم الحزب.
أوين جونز

ودعونا نلقى الضوء على شخصية وحياة سويلا برافرمان عبر السطور القادمة.

سويلا برافرمان وزيرة الداخلية المتشددة

سويلا برافرمان تشغل منصب وزيرة الداخلية البريطانية الحالية، وهي معروفة بمواقفها المتشددة تجاه الهجرة والإرهاب.

ولدت برافرمان في بريطانيا عام 1980، ونشأت في عائلة من المهاجرين من جامايكا. درست القانون في جامعة أكسفورد، وعملت كمحامية قبل دخولها السياسة.

انتخبت برافرمان عضوة في البرلمان عن دائرة فيرهام في عام 2015، وانضمت إلى حكومة بوريس جونسون في عام 2019. شغلت مناصب مختلفة، بما في ذلك نائبة المدعي العام ووزيرة الدولة لشؤون الأمن الداخلي.

في عام 2022، تم تعيينها وزيرة للداخلية خلفاً لبريتي باتيل. منذ توليها المنصب، اتخذت برافرمان عدة خطوات لتشديد قوانين الهجرة والإرهاب، بما في ذلك مشروع قانون الهجرة الذي يسمح للحكومة باحتجاز طالبي اللجوء في رواندا.

مواقف برافرمان المتشددة أثارت انتقادات من بعض السياسيين والنشطاء، الذين اتهموها بأنها غير عادلة وغير إنسانية. ومع ذلك، فهي تتمتع بدعم قوي من الجناح اليميني في حزب المحافظين.

سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة في حكومة سوناك
مواقف برافرمان المتشددة أثارت انتقادات من بعض السياسيين والنشطاء، الذين اتهموها بأنها غير عادلة وغير إنسانية. ومع ذلك، فهي تتمتع بدعم قوي من الجناح اليميني في حزب المحافظين.

ابرز تصريحات سويلا برافرمان الوزيرة المتطرفة في حكومة ريشي سوناك

أدلت برافرمان العديد من التصريحات حول الهجرة في بريطانيا تظهر تشددها المتطرف حول هذه القضايا والتي جعلتها عرضة للانتقاد الدائم من قبل خصومها وبعض النواب ونشطاء الحركة الانسانية ببريطانيا وخارج بريطانيا على حد سواء.

  • “يجب أن تكون الهجرة إلى بريطانيا خاضعة للرقابة والتنظيم.”
  • “لا يمكننا قبول الهجرة غير الشرعية.”
  • “يجب أن نحمي حدودنا من المهاجرين غير الشرعيين.”
  • “يجب أن نضمن أن المهاجرين الذين يدخلون بريطانيا يفعلون ذلك بطريقة قانونية.”
  • “يجب أن نضمن أن المهاجرين الذين يحصلون على اللجوء في بريطانيا يتناسبون مع قيمنا.”

وفيما يلي بعض الأمثلة المحددة على تصريحات سويلا برافرمان موثقة بالتاريخ حول الهجرة في بريطانيا:

  • في عام 2022، قالت برافرمان إن “الهجرة غير الشرعية هي تهديد لأمننا القومي.”
  • في عام 2023، أعلنت برافرمان عن خطة لإنشاء معسكرات احتجاز في رواندا للمهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا بشكل غير قانوني.
  • في نفس العام، دافعت برافرمان عن قرارها منع المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا بشكل غير قانوني من التقدم بطلبات اللجوء.

وقد أدى نهج برافرمان المتشدد تجاه الهجرة إلى زيادة الجدل حول هذا الموضوع في بريطانيا.

إن تأكيد وزير الداخلية على أن التعددية الثقافية قد “فشلت” كان يمكن اعتباره أمراً غير مقبول حتى قبل عقود من الزمن.

نسرين مالك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى