حل برلمان بريطانيا بشكل رسمي تمهيدا لانتخابات 2024
المملكة المتحدة بدون برلمان لمدة تضاهي الشهرين
حل برلمان بريطانيا بشكل رسمي يوم الخميس 30 مايو تمهيدا لإجراء الانتخابات العامة البريطانية المبكرة التي أعلن عنها رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يوم الاربعاء الماضي, وقرار حل البرلمان أصبح رسمي بعد أن نال موافقة الملك تشارلز الثالث ,وبموجبه ستدخل البلاد فترة مع الجمود التشريعي للقوانين ريثما يتم انتخاب مجلس عموم أخر ويسمح له الملك بممارسة أعماله المعتادة .
حل برلمان بريطانيا بشكل رسمي تمهيدا لانتخابات 2024
يوم الاربعاء من الأسبوع الماضي فاجئ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ,وهو زعيم حزب المحافظين الحاكم ,الشارع البريطاني بقرار اجراء الانتخابات المبكرة في 4 تموز ,والتي كان من المقرر أن تجري في الخريف القادم بوقت غير معلوم.
واعتبر جميع النقاد والمحللين والمختصين بالشأن السياسي البريطاني أن قرار حل برلمان بريطانيا وإجراء الانتخابات المبكرة للمجلس الموقر ,ما هو إلا محاولة يائسة من رئيس الوزراء لانقاذ ما يمكن انقاذه من سفينة حزب المحافظين الغارقة بما فيها من معسكرات منقسمة داخلية ,فيما اعتبر البعض أنه الخروج المشرف لرئيس الوزراء قبل الهزيمة التاريخية المتوقعة في الانتخابات أمام خصمه اللدود حزب العمال بزعامة كير ستارمر, بما يشبه الانتحار السياسي لسوناك كون أن كل التطلعات والاحصائيات ومعارك الانتخابات الفرعية اتسمت بهزائم مدوية غير مسبوقة لحزب المحافظين.
أقرأ أكثر:
- الانتخابات المبكرة في بريطانيا 2024 طوق النجاة لسوناك
- الانتخابات والاقتصاد البريطاني هل ينهار الجنيه الاسترليني في 2025؟
- سوناك يفجرها: الانتخابات العامة البريطانية ستجري بموعد مبكر
سيطرة مرتقبة للعمال على قصر وستمنستر
دخل حل برلمان بريطانيا حيز التنفيذ رسميا الخميس في 30 مايو ايار , وذلك تمهيدا لإجراء انتخابات عامة في 4 يوليو يُتوقع أن تعيد حزب العمال إلى السلطة بعد 14 عاما من حكم المحافظين.
وبعد القرار المفاجئ الذي اتخذه رئيس الوزراء ريشي سوناك الأسبوع الماضي بالدعوة إلى انتخابات مبكرة، أصبحت الآن بعد دقيقة من حلول منتصف الليل (23,01 ت غ) جميع مقاعد البرلمان البالغ عددها 650 شاغرة ايذانا ببدء الحملات الانتخابية التي تستمر خمسة أسابيع لانتخاب نواب جدد يشغلون مقاعدهم اعتبارا من 9 يوليو.
ورأى مراقبون في تحديد سوناك موعد الانتخابات في 4 يوليو بدلا من موعدها في وقت لاحق هذا العام، محاولة لاستعادة الزخم مع تراجع حزبه في استطلاعات الرأي. في محاولة لعودة حزب المحافظين لقوتهم المعهودة في الشارع البريطاني. وهي مقامرة قد تكون محفوفة بالمخاطر السياسية الكبيرة لسوناك وحزبه لكن لا مفر منها كما يقال مع تنامي قوة حزب العمال.
خروج كم كبير من النواب من الخدمة مع حل برلمان بريطانيا
وتزامنا مع حل برلمان بريطانيا ,أعلن نحو 129 نائبا حتى الآن أنهم لن يترشحوا لإعادة انتخابهم، من بينهم 77 محافظا، وهو ما يمثل خروجا غير مسبوق لبرلماني الحزب الحاكم الذين يدركون تضاؤل حظوظهم في الفوز وبذلك يفضلون اجراء انسحاب تكتيكي هروبا من عار الهزيمة.
وتفيد استطلاعات الرأي بحصول حزب العمال في المتوسط على 45% من نوايا التصويت، مقابل 23% لحزب المحافظين، ما يشير إلى أن حزب العمال سوف يحقق فوزا كبيرا.
ويراهن سوناك على الناخبين الأكبر سنا والمؤيدين لليمين، اذ شهدت حملته وعودا بإعادة الخدمة الوطنية وإعفاءات ضريبية بقيمة 2,4 مليار جنيه للمتقاعدين. ولكن هناك قوانين ,أو بالأحرى مشاريع قوانين توقفت الان مع حل برلمان بريطانيا ,كانت لتساعد وتدعم موقف حزب المحافظين ,وبشكل عام كل حزب بدأ بطرح الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي والوعود التي سيعملون على تحقيقها فيما لو آلت السلطة إليهم , وعلى حزب المحافظين أن يكون دقيقا في اختيار وعوده بما أن الشارع سئم من عدم تنفيذ تلك الوعود تكرارا ومرارا عبر 14 سنة من توليهم السلطة.
ويأمل سوناك أيضا أن ينجح في تغيير مجرى الأمور من خلال المناظرات مع كير ستارمر، حيث من المقرر أن تستضيف قناة “آي تي في” الثلاثاء المقبل المواجهة الأولى.
وفي الوقت نفسه، يسعى حزب العمال للاستفادة من سخط الرأي العام من المحافظين الذين تولى خمسة منهم رئاسة الوزراء منذ عام 2016 وسط سلسلة من الفضائح والمشاكل الاقتصادية.
بعد حل برلمان بريطانيا ,رفعت الأقلام وجفت الصحف ,فلمن ستكون الغلبة لقيادة بريطانيا في السنوات الخمس المقبلة؟