أخبار بريطانيا

بريطانيا واللاجئين في 2023 ,هل تغير المملكة المتحدة النهج !؟

في المقال فيديو يوضح القيود المفروضة على الطلاب الذين يجلبون عائلاتهم الى بريطانيا

السؤال الذي طرح مؤخرا عقب صراع الحكومة البريطانية مع اللاجئين والمهجرين هل علاقة بريطانيا واللاجئين في 2023 ستتغير !؟ واذا كان الجواب نعم ,فكيف سيكون هذا التغيير وسيكون قريب من أي نهج !؟


بريطانيا واللاجئين 

شهد العام المنصرم 2022 توتر كبير في العلاقة بين المهاجرين الغير شرعيين أو اللاجئين والحكومة البريطانية في أواخر عهد بوريس جونسون وخاصة مع خطة الترحيل الى الدول الافريقية والتي بدأت مع دولة رواندا في سبيل توطين بعض المهاجرين فيها.

لم يكن قرار الحكومة مدعوما بالشكل الكافي من قبل النواب في مجلس البرلمان العمومي البريطاني حيث رأى العديد من النواب أن ذلك التصرف الحكومي يحمل الصبغة العنصرية بمعنى الكلمة حرفيا, وزاد في الأمر تبني الحركات الانسانية لذلك الرأي ومحاولة منع سفر الطائرة الأولى التي تقل نحو أقل من 20 لاجئ الى رواندا ,وكانت أن ألتغت الرحلة بأمر من المحكمة فيما بعد.

بريطانيا واللاجئين في 2023
شهد أواخر عهد رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون خطة وصفت بالعنصرية لترحيل اللاجئين القادمين الى بريطانيا نحو دولة رواندا في افريقيا

أقرأ أكثر :

الحكومة البريطانية تعهدت بدفع تكاليف اللاجئين في رواندا من طعامهم وشرابهم وعلاجهم واقامتهم وكانت الخطة فقط تهدف الى ترحيلهم من المملكة المتحدة ولاقت الخطة العبثية رفضا من الجانب الاقتصادي إذ ما معنى ان ندفع كل هذه الملايين من الجنيهات في سبيل ترحيل الناس عن اراضينا والصرف عليهم في اراض دول أخرى !؟

هذا أبرز ما حمله عام 2022 للاجئين الى المملكة المتحدة لكن كيف أصبحت العلاقة بين بريطانيا واللاجئين في 2023 ؟

بريطانيا واللاجئين في 2023
يشهد ميناء ديفون أكبر نسب قدوم للمهاجرين غير الشرعيين العابرين نحو بريطانيا من قناة المانش

بريطانيا واللاجئين في 2023

بقي الجمود سيد الموقف في القرارات الصادرة بحق المهاجرين الغير شرعيين والعلاقة بين بريطانيا واللاجئين في 2023 لم تختلف عن سابقاتها من السنين وأبرز ما حمله عام 2023 كان محاولة الحكومة البريطانية تأمين أماكن سكن أخرى للمهاجرين غير البيوت والفنادق التي تكلف الحكومة الكثير.

وبناء عليه كانت الخطة استأجر قوارب ضخمة عائمة بدون محركات تحتوي على غرف ليقيم بها المهاجرون وهي أكبر سمة ميزت العلاقة بين بريطانيا واللاجئين في 2023.

لكن هذه الخطة لم تلاقي ذلك الرواج المنتظر رغم أنها ضغطت النفقات قليلا لسببين أولهما رفض الكثير من المهاجرين الاقامة في هذه العوامات ,والثاني أن استئجار العوامة امر مكلف من جهة نظرا لأنها تكلف يوميا ما مقداره 15 الف جنيه استرليني فضلا عن عدم وجود الكفاية منها وكلها مستأجرة من القطاع الخاص.

وأبرز ما حاولت الحكومة البريطانية فعله لحل قضية بريطانيا واللاجئين في 2023 كان زيادة المباحثات بينها وبين الجانب الفرنسي للمحاولة ,قدر الإمكان , من وقف تدفق اللاجئين القادمين من فرنسا حصرا على أراض المملكة المتحدة.

لكن حتى هذا الأمر لم يفلح رغم ما تم تقديمه من اغراءات للجانب الفرنسي لإظهار التعاون الجاد في المسألة. لأن فرنسا لا تجد اي مانع في ان يرحل المهاجرون من اراضيها ويخف الحمل عنها !

The loss of Britain's border controls - Melanie Phillips
رغم ما تم تقديمه من اغراءات للجانب الفرنسي لإظهار التعاون الجاد في المسألة. لأن فرنسا لا تجد اي مانع في ان يرحل المهاجرون من اراضيها ويخف الحمل عنها

ما الحل في مسألة بريطانيا واللاجئين في 2023 ؟

اذا يبدو أن المشكلة لم تكن يوما في ايجاد حل لتدفق اللاجئين على سواحل المملكة المتحدة, طبعا لكل دولة الحق في استقبال من تريد لكن بالعرف الدولي اللاجئ له حق وخاصة اذا كان اللجوء انساني هربا من جوع وموت ومعارك ! هنا الواجب الانساني اصبح بمثابة القانون الدولي الخاص بحماية اللاجئين وبريطانيا كبلد عظمى لا تزال تساعد الدول النامية لا تستطيع التنصل من هذا الواجب الانساني الدولي .. فما الحل !؟

في الفيديو : سجل صافي الهجرة في المملكة المتحدة رقماً قياسياً

هل قانون اللجوء البريطاني هو المشكلة ؟

في العديد من المشاكل الكبرى للدول يكون الحل داخلي وليس خارجي ,بمعنى ان الحكومة البريطانية ومجلس العموم لم ينظروا لقانون اللجوء نفسه الذي سنته الحكومة البريطانية وتقوم في كل عام بتطوير بنوده لتحكم العلاقة بين بريطانيا واللاجئين في 2023 وفي قادم السنين ايضا.

القانون بنصوصه الجامدة بالتعامل مع المهاجرين يجعل من هذه الكتلة البشرية عبء على المجتمع البريطاني عبر حرمانهم من العمل ومنحهم مبالغ شحيحة من المال لا تكفي ثمن علب سجائرهم !

الحل في تغيير النهج البريطاني وجعله أكثر انفتاحا

التعنت البريطاني في التعامل مع اللاجئين أصبح الداء الذي يجب ان يبحث عن دواء له ,وقد تناولته أقلام صحفية ذات اختصاص في هذا الشأن لتحاول رسم العلاقة بين بريطانيا واللاجئين في 2023.

ومن احدى هذه الأقلام نستقي هذا المقال الذي نشر في موقع theconversation في تاريخ 1 أب /اغسطس تحت عنوان ( إن توظيف اللاجئين ليس مجرد “عمل جيد” – بل أن الأبحاث أظهرت أن بإمكانه مساعدة الشركات أيضًا )

ركز المقال على نقاط مهمة فقد وصف اعداد اللاجئين التي قاربت 26 مليون لاجئ حول العالم بأنها قوى بشرية هامة ,وذكرت أن الباحثين والمختصين في مجال إدارة الأعمال والمشاريع والاقتصاد يرون أن دمج هذه القوى البشرية بقطاع الأعمال في أي دولة يتم اللجوء إليها يعتبر حل مثالي لمشكلة اللجوء وتحويل العبء الاقتصادي لعجلة منتجة دائمة الدوران.

وأسلفت كاتبة المقال وقالت أن دول امريكا والمانيا واليابان والمملكة المتحدة تعاني من آفة هي شيخوخة اليد العاملة ,وبالتالي هي بحاجة للاستفادة من اللاجئين وصنفتهم الى لاجئين مهرة ولاجئين غير مهرة.

في الفيديو : الهجرة إلى المملكة المتحدة: القيود المفروضة على الطلاب الذين يجلبون عائلاتهم

التعامل مع اللاجئ على أنه عامل ولا يحتاج الشفقة !

في الدول التي قبلت اللجوء يعاني اللاجئ من قلة فرص العمل وهذا أمر طبيعي ,لكن ما يساعد على وجود الفجوة بين اللاجئ ورب العمل هو نظرة الأخير للاجئ على أنه شخص ترك وطنه ويحتاج الى المعونة وهذا أمر صحيح ولا غبار فيه.

لكن المشكلة التي يقع فيها أرباب العمل أنهم يتدخلون كثيرا في الحياة الشخصية للاجئ بحجة تقديم النصيحة والمشورة وهذا الأمر في الكثير من الاحيان يضايق اللاجئ وهو أمر بات سمة تحكم العلاقة بين بريطانيا واللاجئين في 2023 وما قبلها ايضا من سنوات, وبغض النظر عن فرص العمل التي يقدمها هؤلاء وما الدافع الحقيقي لها , فهم يتناسون أن اللاجئ له استقلالية في حياته الشخصية وبالتالي يجب معاملته كشخص يعمل ويقدم خدمة وليس كضحية !

استراتيجية التوظيف المناسب للاجئين التي على بريطانيا اتباعها

فرد الصحفي المختص في الشؤون الاقتصادية ستيف فاس في موقع the conversation مقال يتضمن الاستراتيجيات الناجحة التي يجب ان تحكم العلاقة بين بريطانيا واللاجئين في 2023 ويمكن تلخيص ابرز ما جاء من نقاط تضمنتها الاستراتيجية بما يلي :

  • يجب النظر الى اللاجئ بحسب مهارته والقدرات التي يستطيع ان يقوم بها والكفاءات التي يحملها لا لوصفه لاجئ يستحق الشفقة والرحمة.
  • صنف اللاجئين الى نوعين ,الأول اللاجئ ذو المهارة ويقصد به من يتقن حرفة معين او لديه علوم ودراسة وما الى ذلك ,والثاني هو اللاجئ الغير مهاري ,وان توظيف كل منهما يجب ان يأخذ معايير مختلفة.
بريطانيا واللاجئين في 2023
تستقبل لندن وباقي المدن البريطانية سنويا ما معدله 45 ألف لاجئ او مهاجر غير شرعي
  • الوقوف عند احتياجات اللاجئ الفردية ,وهو امر بالذات يجب ان يحكم العلاقة بين بريطانيا واللاجئين في 2023. والأمر بشكل بسيط يكون عبر تلبية حاجة اللاجئ وعدم المساواة بينهم في كل الاحتياجيات او فرض أمر قد يهم لاجئ لكنه لا يهم الأخر بنفس الدرجة. فقد يكون أحد اللاجئين بحاجة لتدريبات لغوية او علمية ولا يهمه التدريب على القيادة مثلا.
  • المساعدة على بناء العلاقة الصحيحة بين رب العمل والعامل اللاجئ ,ويتم الأمر عبر التطوير الوظيفي في عمل اللاجئ لا عبر فرض دعم معين عليه قد لا يحتاجه اللاجئ.
  • يجب على ارباب العمل انتقاء العامل الذي يناسب طبيعة عمله ولا ان يعتمد في انتقاءه على الأمور العاطفية التي تنبع من الشفقة على اللاجئ لما له من آثار غير جيدة فيما بعد.
  • اعطاء اللاجئ هامش من الثقة ليشعر بالراحة ويقدم ما لديه بشكل حقيقي دون اي عناصر من الخوف أو الارباك أو الاحساس بشعور الشفقة من الاخرين.

إن كل هذه النصائح والتقييمات والاستراتيجيات قد قامت بها بالفعل دول كثيرة على رأسها المانيا وكندا والسويد وقد اعطت ثمار مدهشة في عملية تحويل كتلة اللاجئين الى كتل منتجة منسجمة ومندمجة مع المجتمع وهو ما ينقص العلاقة بين بريطانيا واللاجئين في 2023 التي من المفترض ان تنتج تغير ما في هذه العلاقة ايضا.

الحل الجذري لمشكلة اللجوء والهجرة غير الشرعية

بحسب ما يتداول فإن الدول الكبرى عالميا تعاني من مشكلة الهجرة غير الشرعية لأراضيها وتقوم بمحاولات كثيرة لمنعها او الحد منها او وضع وسن قوانين التعامل معها فيما بعد.

وتجهل هذه الدول أن أغلب الناس لا يغادرون أوطانهم نحو اي بلد أخر ويركبون الصعاب والمخاطر ويواجهون الموت وعصابات التهريب إلا للبحث عن فرص لعيش كريم وآمن قد افتقدوه في بلادهم, وبالتالي فالوصفة السحرية لإيقاف الهجرة هي محاولة الدول الكبرى اصلاح هذه الأوطان التي يتدفق منها اللاجئين ومساعدتها على النهوض اقتصاديا واجتماعيا وعلميا ونشر مفاهيم العدالة والديمقراطية والحرية لتنتج حياة كريمة لمواطنيها لا تجعلهم معها يفكرون بالهجرة من الأساس فلا يوجد ما هو أغلى من الوطن الحقيقي.


المصادر :

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى