ثقافة عامة

الكونت دي مونت كريستو ,الرواية التي دخلت السينما ولم تخرج !

الكونت دي مونت كريستو ,الرواية الخالدة للأديب الفرنسي المرموق الكسندر دوماس ,والتي قيل عنها أنها الرواية التي دخلت السينما .. ولم تخرج ! ,ما ماهية الرواية ؟ وما أهميتها ؟ وما علاقتها بالسينما ؟ والكثير من الشروحات بعلوم النفس والطبيعة البشرية الساحرة التي أفردتها هذه الرواية العظيمة في صلب المقال.
بقلم : المحامي هادي بازغلان

الكونت دي مونت كريستو

عبر التاريخ هناك مئات وربما آلاف الروايات التي تحولت لأعمال سينمائية او تلفزيونية أو مسرحية ,وبعضها تم عمله لأكثر من مرة أو التعديل عليه أو اقتباس فكرة الرواية والبناء عليها ,لكن هناك رواية واحدة بعينها دخلت السينما بعد فترة من كتابتها ولم تخرج حتى يومنا هذا !
الرواية تحمل اسم The Count of Monte Cristo ,الكونت دو مونت كريستو ,للأديب الفرنسي المشهور الكسندر دوما Alexandre Dumas ,عند العرب يكتبون اسمه دوماس لكن باللغة الفرنسية حرف S لا يلفظ بأخر الكلمة ,والكسندر الذي ولد في بداية القرن التاسع عشر ومات في عام 1870 يعتبر من رواد المدرستين الرومانسية والخيالية التاريخية ,وكتب روايات كثيرة خالدة مثل الفرسان الثلاثة و فيكونت براجيلون و بعد عشرين عاما و لا رينيه مارغوت وغيرها من الروايات التي شكلت امتدادا للأدب الفرنسي الرفيع والذي كان يقارع الادب الروسي وعمالقته في ذلك الوقت. ويجب التفريق بين الكسندر دوما الأب والكسندر دوما الابن والذي يندرج للمدرسة الواقعية وهو من كتب الرواية الخالدة غادة الكاميليا.
أقرأ أكثر في مجال الثقافة العامة:
Anglo-Egyptian Bookshop - الكونت دى مونت كريستو عربى - انجليزى
الكونت دو مونت كريستو ,للأديب الفرنسي المشهور الكسندر دوما Alexandre Dumas

ملخص رواية الكونت دي مونت كريستو

ملخص رواية الكونت دي مونت كريستو كما يعلم أغلبكم تدور حول فكرة الانتقام الذي قام به الشاب تجاه من خانه من اصدقائه وزوجته بمكيدة تم على اثرها حبسه في سجن القلعة في جزيرة مقابل مدينة مرسيليا ,وفي مكان سجنه تعرف على زميله في السجن الاب فاريا واصبحا اصدقاء وقررا الهرب ,لكن المرض اعيا الاب فاريا وعرف ان منيته قد اقتربت فأخبر دونيتش ( بطل القصة ) بمكان خبئ فيه ذهب في جزيرة مونت كريستو ,ومن ثم مات. واستطاع دونيتش ان يهرب من السجن ,وعلى الفور اتجه الى الجزيرة واخرج الكنز الكبير وغير اسمه الى الكونت دي مونت كريستو ,ثم اتجه الى باريس لينتقم ممن خانوه بعد ان اصبح ثريا وذي سلطة كبيرة.
رواية الكونت دي مونت كريستو كتبت من قبل الكسندر دوما وعاونه في الكتابة صديقه الاديب اوغست ماكيه وكتبها على مراحل وحلقات وكانت تنشر في الصحف إلا أن تم جمعها في كتاب واحد عند نشر أخر حلقة ,رواية الكونت دي مونت كريستو بالأساس مقتبسة ,أو لن نقول مقتبسة بل الفكرة تم أخذها من رواية مصرية قديمة جدا لا يعرف كاتبها ولكنها تحمل اسم البحار التائه او الملاح التائه ,وهي رواية خيالية اسطورية كالسندباد وعلي بابا وتحمل فكرة الانتقام ايضا بطريقة مشابهة للتي وردت في الكونت دي مونت كريستو.
✍️الجدير ذكره أن رواية الكونت دي مونت كريستو تحمل في طياتها بعض الاحداث الحقيقية ,وهذا ما يفسر ظهورها للعلن بذلك الاتقان والابداع الادبي الرفيع ,والرواية عالجت قضايا كثيرة متناقضة مثل الظلم والعدالة ,الرحمة والانتقام ,الحب والكراهية ,الطموح والقناعة ,الموت والحياة ,وصالت وجالت في خبايا النفس البشرية بطريقة ممتعة وسهلة لدرجة انك تجد العمق النفسي في كل بحث وباب وفصل وربما صفحة من صفحاتها.
ولا شك أن الهيكل الاساسي للرواية يحمل فكر الانتقام ,ماهية الانتقام ,خلفية الانتقام ,دوافع الانتقام ,الرواية تأخذك لرحلة في عالم النفس البشرية بما يشهده من صراعات مع هذه الفكرة ,ويحاول دوماس أن يشرح لك كيف ان دافع الانتقام موجود عند كل البشر حتى الملائكيين منهم والغريب أنه وصل لنتيجة أن الانتقام يتحول لغول كبير يخرج عن السيطرة اذا كان الانتقام متعلق بمن نحبهم بشدة !

الكونت دي مونت كريستو والسينما

ولشدة الابداع الذي تضمنته الرواية فقد دخلت عالم السينما وكانت من أوائل الروايات التي تم انتاجها كفيلم في زمن السينما الصامت في عام 1912من إخراج كولن كامبل وبطولة هوبارت بوسورث. لكن الفيلم تم تدمير اشرطته السينمائية بعد عام عند ظهور فيلم اخر يحمل ايضا اسم الرواية ومن بطولة الكاتب والممثل المسرحي جيمس أونيل والذي ادعى ان ملكية حقوق الرواية تعود له.
اي يكن ,لكم أن تتخيلوا انه من عام 1912 وحتى 2024 العام الحالي ,تم انتاج نحو 50 عمل حمل فكرة رواية الكونت دي مونت كريستو سواء أكان فيلم أو مسلسل أو مسرح أو حتى افلام كرتون ورسوم متحركة !
أفلام حملت اسم الرواية تحديدا The Count of Monte Cristo وهناك أفلام حملت اسماء قريبة منه كفيلم The Return of Monte Cristo والذي انتج عام 1946و اعيد انتاجه بنفس الاسم بعام 1968 وايضا افلام حملت اسم The Son of Monte Cristoو The Sword of Monte Cristo و The Wife of Monte Cristo وهناك افلام حملت اسم بعيد عن الرواية لكنها اخذت الرواية كما هي مثل فيلم Jeevan Mrityu ,أو أخذت اجزاء من الرواية كفيلم Long Days of Vengeance ورواية الكونت دي مونت كريستو تم تحوليها الى مسلسل امريكي شهير هو prison break في ست مواسم عرض متتالية !
مونت كريستو مدبلج بالعربية - سبيس باور فان
لم يتوقف انتاج الافلام المقتبسة من رواية كونت دي مونت كريستو ,ففي عام 2002 اطلق المخرج كيفن رينولدز فيلم يحمل نفس اسم الرواية

الأعمال الدرامية المتعلقة برواية الكونت دي مونت كريستو في عام 2024

ولم يتوقف انتاج الافلام المقتبسة من رواية كونت دي مونت كريستو ,ففي عام 2002 اطلق المخرج كيفن رينولدز فيلم يحمل نفس اسم الرواية من بطولة جيم كافيزيل، وجاي بيرس ,والسنة تحديدا في 2024 انتهى تصوير مسلسل قصير من اخراج المخرج الدنماركي البارز بيل أوجست يحمل نفس اسم الرواية من 8 حلقات فقط من بطولة سام كلافن ,وترافق ايضا مع طرح مسلسل كرتوني من الانمي الياباني تحت اسم ( غانكوتسو ) وهو ليس المسلسل الكرتوني الاول الذي يقتبس من الرواية, وحاليا تم الانتهاء في شهر تموز من تصوير فيلم جديد يحمل نفس اسم الرواية بطولة بيير نيني والمخرجين ماتيو ديلابورت وألكسندر دي لا باتيليير !!

الكونت دي مونت كريستو والدراما العربية

وكان للرواية نصيب كبير في الدراما العربية وتحديدا السينما المصرية التي عالجت فكرة الرواية في الكثير من الاعمال الدرامية وأشهرهم، فيلم أمير الانتقام لأنور وجدي ومديحة يسرى، والذى تم إنتاجه عام 1950، ومن الأفلام التي عالجت رواية “الكونت دي مونت كريستو” ايضا أمير الدهاء لفريد شوقي ونعيمة عاكف، و (ولدي) لفريد شوقي وسهير رمزى، ودائرة الانتقام لنور الشريف وميرفت أمين، والظالم والمظلوم لنور الشريف وإلهام شاهين، والثأر لمحمود ياسين ويسرا. والأوباش ليحيي الفخراني وميرفت أمين، والمرأة الحديدية لنجلاء فتحي وفاروق الفيشاوى، والبرئ والجلاد لعزت العلايلي وعايدة رياض، وصائد الجبابرة لسمير صبري ودلال عبدالعزيز، والأبطال لأحمد رمزي وفريد شوقى، وليل وخونة لنور الشريف ومحمود ياسين، أما في الدراما، فتمت معالجة القصة في مسلسل “المنتقم” لعمرو يوسف وحورية فرغلى وأحمد صلاح السعدنى, وتم عمل مسلسل تركي باسم ايزيل يتناول فكرة الرواية وحاليا يتم تصوير النسخة المعربة منه بطولة باسل خياط.
عدا عن المسلسلات والافلام فقد شكلت رواية الكونت دي مونت كريستو مادة دسمة لروايات كثيرة في ادب الجريمة دفع الكاتبة البريطانية الفريدة من نوعها اجاثا كريستي لتقول ,, أن الانتقام كان الدافع الدائم الحاضر في ذهنها عند تأليف أي رواية جديدة ,, !

رأي علماء النفس والفلاسفة والروائيين في مبدأ الانتقام

رواية الكونت دي مونت كريستو فتحت سجالات لا تنتهي في علوم النفس البشرية الغامضة كما أسلفت بما يخص تصنيف وتعريف معنى ( الانتقام ) .. وهل هو غريزة فطرية أم أنه صفة مكتسبة ,وما ماهية الانتقام اساسا !!؟
قال هنري بيك .. لا يزال الانتقام الشكل الأضمن للعدالة .. فيما خالفه بترارك وقال .. يرتكب المنتقم نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها .. وهناك من اعطى تصنيفات لقوة الانتقام كما قال بالتاسار غراتيان .. الإحتقار هو الشكل الأذكى للانتقام .. و وافقه ماركوس أوريليوس عندما قال .. أفضل انتقام هو ألا تكون مثل من جار عليك .. ومنهم من سخف من فكرة الانتقام كالروائي الاسباني كالديرون عندما قال .. الانتقام لا يمحو الإهانة .. و وافقه لويس بورخي عندما قال .. لا أفكرُ في الصفح ولا في الانتقام ، فالنسيان هو الصفح الوحيد ، وهو الانتقام الوحيد ..) .. ويقول برنارد شو .. ( احذر من الشخص الذي لا ينتقم منك فهو لم يسامحك .. ولم يسمح لك أن تسامح نفسك .. ! ) ,, وهو بالتالي يعطينا فكرة أخرى عن الانتقام كعقاب بأن تترك الشخص في قلق دائم ينتظر منك رد الفعل على ما قام به ! والأقوال كثيرة في مسألة الانتقام وتفنيدها سواء المستقاة من فكر رواية الكونت دي مونت كريستو او بمعزل عنها.
كونت دي مونت كريستو
إن عدد الافلام المهولة التي حملت أفكار واسم رواية الكونت دي مونت كريستو جعلت الاديب المصري المرموق الساخر أحمد خالد توفيق يقول عنها مبتسما .. الرواية التي دخلت السينما .. ولم تخرج !

القرآن العظيم ماذا قال عن الانتقام ؟

قمت بحصر الآيات الكريمة التي ورد فيها لفظ ( انتقام ) أو جذر الكلمة ,و وجدت اللفظ موجود في 9 مواضع من كتاب الله العزيز, والغريب الذي لاحظته أن الكلمات وردت على الشكل التالي .. ( فينتقم الله منه .. الله عزيز ذو انتقام .. فانتقمنا منهم .. ) ومن الواضح أن الله حصر فكرة الانتقام في نفسه وذكر أنه هو المنتقم ولم يعطي حق استخدام حق الانتقام للبشر ! وفي ذلك دلالات تعطينا في علم النفس مقاربات مهمة جدا بأن الانتقام غريزة اساسية موجودة في داخلنا كالخوف والجنس والحب والصدق والفضول … الخ ,لكنها غريزة يجب ان تبقى مسجونة في ثنايا العقل وأن لا ترى النور ابدا ,وأن تهذب بالعفو والصفح والحلم ,وهو جهاد النفس العظيم ,وان هناك رب سيقتص لك ممن ظلمك ,وهو صلب الايمان ,أن تثق أن الله سيقتص لك إن لم يكن في الدنيا فهو في الأخرة.
وهنا تذكرت كلام قاله أحد كبار دعاة الالحاد في العالم الصحفي كريستوفر هيتشنز عندما قال فيما ما معناه .. ( من الخطأ قتل فرضية أن هناك حياة بعد الموت سيتم فيها الاقتصاص من القتلة والمجرمين والظالمين ,لأن هذه الفكرة تريح قلوب من ظلموا وتكفي الكوكب شلالا من الدماء لانهم موقنون بأن هناك من سينتقم لهم من من ظلمهم .. تخيلوا لو أن هذه الفرضية لم تكن موجودة !؟ )
لم يكن هيتشنز بدعا ,بل سبقه لها عدد من كبار الملحدين امثال نيتشه وسارتر وسي اس لويس عندما كان ملحدا وغيرهم , إن تصور وجود قوة قادرة على الانتقام عوضا عنك ,تعطي سكينة للروح وطمئنينة بالغة بحسب علماء النفس ,ولولا وجود هذه الفرضية لقام كل انسان بالانتقام بنفسه ممن ظلمه ,وكلنا نعلم ان الثأر أحد نتائج الانتقام ,فلكم ان تتخيلوا شكل الكرة الارضية عندها كيف سيكون !؟
الكونت دي مونت كريستو | Meknes
لشدة الابداع الذي تضمنته الرواية فقد دخلت عالم السينما وكانت من أوائل الروايات التي تم انتاجها كفيلم في زمن السينما الصامت في عام 1912

ماهية فعل الانتقام وصلته بالصفات والغرائز البشرية

إن فعل الانتقام كما توصل إليه علماء النفس لا يعني كونك مجرما لأنه يصدر من أشد الناس لطفا وأدبا وايمانا ,إن التعرض للظلم أو الخيانة يجعل ردات الفعل قاسية وتتفاوت من شخص لشخص بحسب ماهية الفعل وبحسب تكوين الشخص نفسه ,لذا نرى ان فكرة الانتقام تنشط اكثر في المجتمعات المتخلفة أو التي لا يحكمها القانون أو يحكمها بشكل صوري ,ولا يشترط ان يكون الانتقام بارتكاب فعل القتل ,فهناك طرق كثيرة للانتقام وربما تكون اشد وقعا من القتل نفسه ورأينا في رواية الكونت دي مونت كريستو بعضا من ذلك !
الانتقام كفعل إرادي اختياري يقودك لولوج صفات اخرى قد تكون من مسببات الانتقام غير وقوع ظلم أو أذى مادي او نفسي شديد عليك ,فالانتقام قد يكون بدافع الردع كي لا تتعرض لنفس الفعل الذي آذاك ,وقد يكون الانتقام بدافع المتعة حيث وجد علماء النفس أن الانتقام يولد سعادة لدى البعض وراحة نفسية .. ويقول الباحث في علم النفس محمد قحطان .. ( إن الانتقام في جوهره يعتبر إستجابة نفسية للعدوان (Aggression). الانتقام له عدة سمات نفسية ذات صلة بفهم معنى الردع. على سبيل المثال – وربما على عكس ما هو متوقع – الإنتقام لا يكون بدافع عقلاني لمنع تكرار فعل التعدي في المستقبل، بل هو إلى حد كبير بهدف المتعة التي تنشأ عند تحقيق الإنتقام ! )

فعل الانتقام الجمعي

ومما يثير الدهشة أن فعل الانتقام كغريزة ,تحركه غرائز اخرى متناقضة ,كالغضب والكراهية والحب والعاطفة ,ومن أكثر الاشياء غموضا في سيكيولوجية الانتقام ما يمسى الانتقام الجمعي ,أي أن دائرة الانتقام تتوسع بشكل كبير لا نهائي لاشخاص لا ذنب لهم بكل ما حدث !
نسمع كثيرا عن قتلة يقتلون نساء كثيرة بسبب أن حبيبته او زوجته خانته فهو يصدر حكم كراهية على كل النساء وقرار بالانتقام منهم جميعا ! كذلك الامر نسمع عن سيدة كرهت كل الرجال لان زوجها ظلمها وكان رجلا قاسيا مستبدا او خائنا .. الخ, هي اصدرت حكم الانتقام من كل رجل تقابله ! .. أو أحدهم ظلم من قبل مجتمعه فبات ناقما يريد الانتقام من كل المجتمع كما يقال المفكر والروائي محمد قنديل .. ( ربما لا يمكنك الانتقام من الرجل الذى فعل بك هذا.. ولكنك ستنتقمين من كل صنف الرجال ! ) ,وهو جانب نراه في معالجة رواية الكونت دي مونت كريستو.

الانتقام والأمراض والدوافع النفسية

الانتقام يمكن أن يكون محركا لبعض الامراض النفسية الخطيرة ,واحيانا كثيرة تحركه بعض الايديولوجيات الدينية والقومية أو حتى الفكرية ,فيتم ايهام الشخص بأن هؤلاء اعداءك الذين سلبوك حقك في الرفاهية والحياة ,أو هؤلاء اعداء الله وقد أمرك بقتلهم كما تشحن الجماعات الدينية المتطرفة.
والطريف بالأمر أن الانتقام نفسه كغريزة كما أقول دائما ,قد يكون مفيدا فيما لو تعلق بقتال أعداء الوطن مثلا ,كما هي غريزة الفضول مهمة للوصول الى العلم أو النرجسية التي قد تكون مفيدة في بناء الثقة بالنفس ,ولذلك دوما علينا ان نعلم ان طبيعة الغريزة المفيدة تكون بالتوجه لاستخدامها بالشكل الأمثل الايجابي.

الكونت دي مونت كريستو الرواية التي دخلت السينما .. ولم تخرج !

وعلينا ان ندرك أن النفس البشرية دائما أمارة بالسوء وأن ضبط النفس هو أعظم درجات الصلاح ,فدع عنك الانتقام لمن هم مخولون به في الدنيا بشكل قانوني ,والى ربك الذي وعدك بالانتقام لك مقابل تجريدك من هذا الحق وهو عصب الايمان ,وافهم أن محاكمتك يجب ان تكون لنفسك قبل ان تحاكم الاخرين كما قال الروائي النرويجي المرموق جو نيسيو .. ( الشخص الذي يتمتع بأخلاق حميدة هو الذي يقبل ‎عواقب تصرفاته، لا تصرفات الآخرين ).
الإنتقام من اكثر الدوافع الانسانية غموضا ويتداخل معه جملة من المفاهيم الفلسفية المعقدة والتي لا يزال يسبر غورها من قبل العلماء حتى وقتنا الحالي, فيكفي حالة أنك تتعاطف في الانتقام مع المجرم المنتقم ولا تحزن على الضحايا اي كان السبب ! وهذا ما يفسر أهمية الرواية التي نحن بصددها فهي بشكل أو بأخر فتحت الباب على مصراعيه واسالت من الحبر آلاف الصفحات في دراسة هذه الظاهرة وما ارتبط فيها.
إن عدد الافلام المهولة التي حملت أفكار واسم رواية الكونت دي مونت كريستو جعلت الاديب المصري المرموق الساخر أحمد خالد توفيق يقول عنها مبتسما .. الرواية التي دخلت السينما .. ولم تخرج !

 


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى