أخبار بريطانيا

العلاقات البريطانية الأوروبية هل تعود من جديد لسابق عهدها !؟

هل تشهد عودة العلاقات انفراج اقتصادي في المملكة المتحدة ؟

الكلام يدور في أروقة السياسة في القارة العجوز عن العلاقات البريطانية الأوروبية والتي طالما شكلت عبر عقود طويلة منحى متباين في الهبوط والصعود والسبب كان التوجه الداخلي لبريطانيا في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي, فتارة ما تتقارب معه وتارة ما تتباعد معه, لكن في الوقت الحالي يشهد العالم خطوات متسارعة لـ”إعادة ضبط” العلاقات البريطانية الأوروبية في ظل حكومة العمال التي يقودها كير ستارمر والذي يأمل معها بعودة أكبر للاقتصاد في المملكة المتحدة.


العلاقات البريطانية الأوروبية هل تعود من جديد لسابق عهدها !؟

اجتماع مرتقب لرئيسة المفوضية الأوروبية مع كير ستارمر أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر لبحث العلاقات البريطانية الأوروبية من جديد في ضوء الحكومة العمالية التي استلمت مقاليد السلطة في المملكة المتحدة.

وبحسب ما ورد في الصحف المحلية في بريطانيا ,تجتمع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، في غضون أسابيع لتسريع “إعادة ضبط” العلاقات البريطانية الأوروبية بعد ثلاث سنوات من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، حسبما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وكانت فون دير لاين غائبة عن الحدثين الدوليين اللذين حضرهما ستارمر منذ فوزه في الانتخابات في 4 يوليو الجاري، حيث كانت في خضم حملة للفوز بولاية ثانية على رأس الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على الخطط، قولهم إن فريق عمل فون دير لاين كان يأمل في مقابلة ستارمر هذا الأسبوع لكنهم يعملون الآن على عقد اجتماع في أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر.

أقرأ أكثر:

الاتحاد الأوروبي: مواقفنا مع بريطانيا بشأن القضايا الخلافية ما زالت متباعدة  | أخبار | الجزيرة نت
اجتماع مرتقب لرئيسة المفوضية الأوروبية مع كير ستارمر أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر لبحث العلاقات البريطانية الأوروبية من جديد في ضوء الحكومة العمالية التي استلمت مقاليد السلطة في المملكة المتحدة.

موقف كير ستارمر من إعادة صياغة العلاقات البريطانية الأوروبية

عبر ستارمر عن رغبته في إقامة علاقة جديدة مع أوروبا، الأسبوع الماضي، عندما استضاف لقاءً للمسؤولين السياسيين الأوروبيين في قصر بلينجهايم مع نحو 50 من زعماء دول الاتحاد الأوروبي وغير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتناولت اللقاءات اعادة العلاقات البريطانية الأوروبية بصيغ جديدة تخدم الطرفين.

وحضر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، وقال إنه يأمل أن يتم إضفاء الطابع الرسمي على عملية “إعادة الضبط” عبر قمة ثنائية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة “حتى نتمكن من إظهار أن هذه العلاقة استراتيجية”.

ويأمل ستارمر، عقد المحادثات مع فون دير لاين “في المستقبل القريب”، وفقاً لمساعديه، إذ يسعى رئيس الوزراء إلى الحفاظ على الزخم مع الاتحاد الأوروبي وسط رؤية جديدة بما يخص العلاقات البريطانية الأوروبية.

وقال نيك توماس سيموندز، المبعوث الوزاري لستارمر لدى الاتحاد الأوروبي، لصحيفة “فاينانشيال تايمز” الأسبوع الماضي إنه يريد إقامة “حوار منظم” حتى يتمكن وزراء ومسؤولو الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة من الاجتماع بانتظام لمناقشة قضايا مثل الأمن والتجارة والهجرة غير النظامية والطاقة.

البداية كانت مع سوناك

بدأ ريشي سوناك، رئيس الوزراء المحافظ السابق، عملية إصلاح العلاقات البريطانية الأوروبية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع بروكسل العام الماضي عندما تفاوض مع فون دير لاين على “اتفاقية وندسور”، التي حلت التوترات بشأن قواعد التجارة في إيرلندا الشمالية.

لكن سوناك فضل التعامل مباشرة مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولا سيما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بدلاً من مؤسسات التكتل. ومن شأن اجتماع ستارمر مع فون دير لاين أن يغير هذه الديناميكية.

ديناميكية جديدة في العلاقات البريطانية الأوروبية

قال ستارمر، إنه يسعى إلى شروط تجارية أفضل مع الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اتفاقية لتسهيل الصفقات على السلع الزراعية، في حين قالت المستشارة البريطانية، راشيل ريفز، إن لندن يمكن أن تلتزم بلوائح الاتحاد الأوروبي في مجالات مثل المواد الكيميائية.

لكن إصرار ستارمر على أن بريطانيا لن تنضم مرة أخرى إلى الاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة أو استعادة حرية التنقل يضع عقبة كبيرة في طريق التكامل الأعمق، بالنظر إلى معارضة بروكسل الطويلة الأمد لمزايا “انتقاء الكرز” المتاحة لأعضاء الاتحاد الأوروبي.

article image
بدأ ريشي سوناك، رئيس الوزراء المحافظ السابق، عملية إصلاح العلاقات البريطانية الأوروبية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن المملكة المتحدة “لديها خطوط حمراء تحد مما يمكن القيام به”، وأضاف: “لكن هناك حسن نية من كلا الجانبين. لقد عمل الرئيسة (فون دير لاين) بشكل جيد مع الحكومة السابقة وتريد الاستمرار مع الحكومة الجديدة”.

وقال مسؤول آخر إن الاتحاد الأوروبي كان في “وضع الاستماع”، وتابع: “دعونا نرى ما لديهم ليقدموه”.

وتضمن عرض استمرار فون دير لاين لخمس سنوات أخرى في المنصب، زيادة التعاون مع لندن. وقالت في هذا الصدد: “سنعمل على تعزيز العلاقات مع المملكة المتحدة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الطاقة والأمن والمرونة والاتصالات بين الناس”.

واقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية في أبريل الماضي، صفقة للسماح للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً بالدراسة والعمل في الخارج. لكن حزب العمال، الذي كان في المعارضة آنذاك، رفض الفكرة على أساس أنها تشجع الهجرة.

ورفض المتحدث باسم فون دير لاين، التعليق على الاجتماع المرتقب. وقال مسؤولون في داونينج ستريت إن “خططاً للقاء قيد التنفيذ”.


المصدر:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى