الاقتصاد البريطاني المتعثر بعام 2022 قد يخرج من قائمة الاقتصاديات الخمس الكبرى عالميا

الاحصائيات تتكلم بالأرقام وتكشف التراجع الاقتصادي في بريطانيا

الدراسات التي أجريت على معدلات نمو الاقتصاد البريطاني خلال النصف الأول من العام , من نفس مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS). افادت بأن الاقتصاد البريطاني المتعثر قد نما بنسبة 0,6 في الربع الأول من 2022, ونما بنسبة 0,1% في الربع الثاني من نفس العام. فيما كانت النسب في عام 2021 كالتالي 0,7% في الربع الأول و 0,2% في الربع الثاني.

وبحسب الدراسة نفسها فإن الربع الأول من النصف الثاني من السنة , والواقع في أشهر يوليو تموز وسبتمبر ايلول شهد انخفاضا بنفس النسبة. وهو الأمر الذي يمكن ان يعطي مؤشر على الربع الأخير من السنة والذي لن يخرج عن دائرة هذا الانخفاض 0,1% على أقل تقدير.

الأمر الذي يؤكد بالأرقام أن المملكة المتحدة ستدخل عام 2023 بحالة شبه مؤكدة من الركود الاقتصادي.

أغلب الاقتصاديات العالمية عانت في عام 2022

وفقًا  لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية  (OECD) ،فقد شهدت الاقتصاديات الكبرى العالمية مشاكل كثيرة وعانت في عام 2022 وخاصة من التضخم. والذي نتج عن أثار خلفها ولا يزال ينتجها فيروس كوفيد19 الذي ضرب هذه الدول بشكل خاص. كما أن لأزمة الطاقة العالمية وارتفاع اسعار النفط والحرب الروسية الاوكرانية بالغ الأثر في هذا التراجع الاقتصادي. وبالتالي لم يقتصر الأمر على الاقتصاد البريطاني المتعثر في عام 2022 وحده.

وتقول الاحصائيات ان متوسط نمو الناتج المحلي الاجمالي في البلدان ذات الاقتصاديات الكبرى بلغت 0,4% خلال الربع الثالث من هذا العام. والذي قلنا أنه يمثل أشهر ( تموز – أب – ايلول ). وهذه المؤشرات تظهر أن الدول الاقتصادية الكبرى عانت ايضا من أثار التضخم كما عانى اقتصاد المملكة المتحدة.

ترتيب الاقتصاديات العالمية الكبرى بحسب الناتج المحلي الاجمالي

الدول ذات الترتيب الأول عالميا حققت في عام 2022 ما يلي على صعيد الناتج المحلي الإجمالي :

1. الولايات المتحدة الامريكية حققت في ناتجها المحلي على نحو 17 تريليون جنيه استرليني.
2. الصين حققت في ناتجها المحلي الإجمالي على نحو 12 تريليون جنيه استرليني.
3. اليابان حققت في ناتجها المحلي الإجمالي على نحو 4 تريليون جنيه استرليني.
4. المانيا حققت في ناتجها المحلي الإجمالي على نحو 3,3% تريليون جنيه استرليني.
5. الهند حققت في ناتجها المحلي الإجمالي على نحو 2,9% تريليون جنيه استرليني.
6. بريطانيا حققت في ناتجها المحلي الإجمالي على نحو 2,8% تريليون جنيه استرليني.
7. فرنسا حققت في ناتجها المحلي الإجمالي على نحو 2,6% تريليون جنيه استرليني.
8. ايطاليا حققت في ناتجها المحلي الإجمالي على نحو 2% تريليون جنيه استرليني.
9. البرازيل حققت في ناتجها المحلي الإجمالي على نحو 1,8% تريليون جنيه استرليني.
10. كندا حققت في ناتجها المحلي الإجمالي على نحو 1,7% تريليون جنيه استرليني.

وهذه الاحصائية قدمها البنك الدولي ونرى أن بريطانيا تراجعت بالفعل للمركز السادس خلف الهند بنسبة بسيطة, وفي حال اقرار هذه النسب ,وهو ما سيحدث على الأرجح, فإن الاقتصاد البريطاني المتعثر سيغادر قائمة أقوى خمس اقتصاديات عالمية لأول مرة منذ 30 عاما مما يسبب نكسة اقتصادية في المملكة المتحدة.

في الفيديو : اقتصاد المملكة المتحدة: هل هناك ما هو أسوأ في المستقبل؟

مخاوف بتراجع أكبر للاقتصاد البريطاني

عند جمع كل العناصر المشكلة للمشهد العام الذي يعكس الاقتصاد البريطاني في عام 2022 , سنرى أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة هو الآن أقل من 0.8 في المائة من مستويات ما قبل الجائحة ، أي ضعف التقدير الأولي البالغ 0.4 في المائة. المملكة المتحدة هي الدولة الوحيدة في مجموعة السبع ذات الاقتصاد الأصغر مما كان عليه في بداية عام 2020.

و رغم ارتفاع الناتج المحلي في عام 2022 مقارنة بالعام الماضي إلا أن نسب النمو الضعيفة هي التي تثير القلق في المملكة المتحدة. فقد سجل العام الماضي ناتج اجمالي قدره 2,2 تريليون جنيه استرليني ,وقياسا بهذا العام 2,8 تريليون فمن المفروض أن يكون الوضع أفضل.

لكن الواقع يتحدث بأرقام النمو أن الاقتصاد الهندي الذي سجل السنة الماضية 2,1 تريليون جنيه استرليني قفز بمعدلات النمو لديه ليصل الى 2,9 تريليون جنيه استرليني متخطيا الاقتصاد البريطاني في سلم أفضل خمس اقتصاديات عالمية.

ويتوقع الخبراء أن تحذو فرنسا حذو الهند في عام 2023 وتتجاوز بدورها الاقتصاد البريطاني وتجعله يتراجع للمركز السابع عالميا. وهو الأمر الذي لن يعجب البريطانيين وإن كان واقعا لا مفر منه.